شعر المخرج زكى جمعة بسعادة بالغة لهذا الحدث الفريد فى عالم الفن بل و فى الحياة ,حيث توحد الشيخ منصر والحمار فى شخصية واحدة ، توحدا جسديا, قد لايكون كاملا فى بعض الحالات القليلة..ولكن المهم هوالتوحد العقلى و الفكري الذى يجعل الشيخ المزيف ينهق كلاماُ حمارياً ..والأمثلة كثيرة..ومتزايدة.. قال فى نفسه : (ولم لا وقد نشرت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية أن الحكومة الهندية قررت توظيف40شابا للعمل ك «قرود " من أجل «إبعاد القرود "عن نواب البرلمان وأوضحت الصحيفة أن وزير هندي أبلغ النواب، ، أن الموظفين الجدد مطلوب منهم إرتداء زي يشبه القرود المفترسة من أجل ترهيب القرود التي تهاجم البرلمان. فطالما أنه يمكن تبادل الأدوار بين الإنسان والحيوان فلابد من الاستفادة من هذه التجربة وتعميمها...مشايخ مزيفون يمكن تدريبهم وإطلاقهم على الجماهير عبرالشاشات لتغيير هوية المجتمع ومواجهة الإسلاميين المتشددين الذين يطالبون باحترام الشريعة الإسلامية وإخضاع القوانين لسلطانها، اللى عاوزين يرجعوا بمصر إلى عصور الظلام ..عصر الجمل و الصحراء.) *************** إنتهى المخرج زكى جمعة من تصوير الفيلم ( إضرب فى المليان) من تأليفه وإخراجه , وتم عرضه فى حفل خاص حضره لفيف من الشخصيات العامة النخبوية كالسينيمائيين والفنانين والصحفيين والنقّاد وأصحاب القنوات الفضائية . كانت القصة التى كتبها زكى جمعة تدور قصة حب وقعت بين شاب ابن ناس نِتنة وفتاة بنت ناس ريحتهم وحشة انتهت بالزواج, وأنجبا طفلا, فأرادت الأسرة الأولى أن تسمّيه" رابعة" ،وأرادت الثانية أن تسمّيه" نهضة "وأصر كل منهما على رأيه وحدث شقاق بينهما انتقل إلى الأسرتين حتى كادت تحدث حرب أهلية بينهما ، ممّا حدا بالحكماء من أهل البلدة إلى التدخل وتوافق الجميع على أن يبعثوا للزوجين حكما من أهله و حكما من أهلها للإصلاح بينهما . كانت تلك هى العقدة الدرامية المأساوية فى الفيلم على نمط الأفلام الهندية التى أبكت المشاهدين ،ولكن كاتب القصة المخرج زكى جمعة أراد أن ينتهى الفيلم بنهاية سعيدة حتى لا ينكّد على الجمهور لأنه مش ناقص نكد. كان الحل هو أن الحكمين اتفقا على إدغام إسم النهضة فى رابعة لاستنباط إسما يجمع بينهما ، وهو ( نهضبعة )!!!! ورضى الجميع بذلك الإسم لإنهاء النزاع. ولكن" الشخصيات العامة النخبوية " من النقاد والفنانين وغيرهم لم يهتمّوا بهذه الدراما بل انصب اهتمامهم على القصة الثانوية فى الفيلم وهى الخلط بين الحمار والشيخ فى شخصية واحدة.أعجبتهم الفكرة ورأوا أنها محور الدراما فى الفيلم لما فيها من ابتكار وإبداع فنّى ، واعتبروا أن البطل الحقيقى للفيلم هو الشيخ منصر. وهذا أمر معتاد فى السينما المصرية حينما يقوم أحد الممثلين بأداء دور ثانوى يجذب انتباه الجمهور ويحتل موقعا فى ذاكرتهم بعد أن ينسوا الفيلم وأحداثه ،ويظل الفنان صاحب الدور الثانوى عالقا فى قلوبهم بعد رحيله ويحفظون عن ظهر قلب عباراته التى قالها فى هذا المشهد أوذاك. مثال ذلك عبارة الراحل توفيق الدِقن " أحسن من الشرف مفيش " وعبارة الراحل حسن أتلة "أصل انا عندى شعرة.. ساعة تروح.. وساعة تيجى" ، والعبارة الشهيرة " الجوازة دى مش لازم تتم"...وهكذا. بعد انتهاء العرض أقام المخرج وكاتب القصة زكى جمعة مأدبة عشاء للنُخبة وكان حديثهم طول الوقت عن الشخصية الجديدة " الشيخ منصر الحمار ". أثناء العشاء وتناول الخمور تدوال أصحاب القنوات الفضائية الموضوع فيما بينهم وأجمعوا على أنه لابد من الاستفادة من هذه الشخصية وتعميمها فى برامجهم لمواجهة الشيوخ المتشددين وصرف الناس عن الاستماع لهم والتأثر بهم كالشيخ محمد متولى الشعراوى والشيخ محمد الغزالى والشيخ يوسف القرضاوى. قال أحد الحاضرين من النخبة أن هؤلاء المشايخ متزّمتون وكلامهم موضة قديمة و يدعو للإرهاب .... وتعجب "نخبوى آخر " من ظهور الشيخ العز بن عبد السلام شيخ الازهر والشيخ اللى اسمه الكاسانى فى التليفزيون فى قناة دينية فضائية . ( هو العلامة علاء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاسانى ،الحنفى ،المتوفى سنة 587 هجرية ،المُلقّب بملك العلماء ، مؤلف كتاب "بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع "). علّق نخبوى آخر : أنا عارف بيجيبوا الناس دى منين ؟؟؟ قالت ممثلة شهيرة: واللا الراجل اللى اسمه الإمام الشافعى ده ..هوه عايز ايه منّا ؟ مش كفاية عليه التُرَب اللى هو فاتحها بيسترزق منها وبياكل ملبن ؟ دا نا أُمّى بتعرف فى الدين أحسن منّه ، دي بتصوم ساعتين كل يوم جمعة، وبتحجّ لسيدناعرفة كل شهر.!! ********* فى نهاية السهرة ، اتفق الجميع على وضع خطة عمل يُستعان فيها بالخبراء فى شتى الميادين لاستنساخ شيوخا من الحمير وإطلاقهم فى أجهزة الإعلام ،والتعاون فى تدبير الاعتمادات المالية لتنفيذ الخطة. ****