د.محمد شرف الأستاذ بالجامعة الامريكية بالقاهرة، ورئيس جمعية أبطال ثورة 25 يناير للمصابين، يقول: «الضرب من الشرطة كان يقصد به قتل المتظاهرين، لذلك وجدنا أغلب الاصابات في الوجه والرأس والعيون، كما ان الرصاص المستخدم يتفتت داخل الجسم، ويبدأ عنصر (الرصاص) السام في التسرب الى مجاري الدم والوصول للكلى مسببا الفشل الكلوي». مئات القصص تروى عن أبطال الثورة وشهدائها.. وجرحاها، بعضهم سلطت عليه الاضواء، والبعض الآخر استشهد أو اصيب في صمت، ودفع ضريبة الحرية من دمه، وجسده، لكن لهم على كل مصري حق «الوفاء» وفضيلة الشكر والعرفان بفضلهم علينا جميعا، فمن ينسى د.مصعب الشاعر، الطبيب الشاب الذي لعب دورا بطوليا بشهادة جميع زملائه في التصدي لبلطجية النظام في جمعة الغضب، قبل ان تستهدفه طلقات زبانية حبيب العادلي بكثافة غير عادية، ونزف بغزارة قبل ان ينقل الى احدى المستشفيات ليمكث قرابة الشهر بين الحياة والموت، دون رعاية طبيبة كافية حتى تمكن ناشطون – بينهم د.محمد أبوالغار ود.محمد شرف وآخرون – من الاتصال بأطباء مصريين في ألمانيا استطاعوا ان يحصلوا على موافقة مستشفى ألماني لعلاجه على نفقة المستشفى بتكلفة 240 الف يورو، وتحمل أهل الخير وصناديق بعض مؤسسات المجتمع المدني جزءا آخر من التكاليف، واكتشفوا في ألمانيا ان د.مصعب مصاب ب340 شظية وطلقة في جسده الواهن. شفاه الله. حسن محمد – بطل آخر أُصيب برصاصات في موقعة الجمل، استقرت احداها تحت عينه، واخترقت اخرى أسفل العين الثانية لتستقر داخل الرقبة مؤدية الى ازدواج في الرؤية وفقدان تام للسمع باحدى الاذنين، وتهتك في الاعصاب وعدم اتزان في المشي، ومشاكل في الاحبال الصوتية والنطق ومازال بانتظار العلاج الطبي اللازم. مرجان عبدالله – 26 سنة – من مجموعة «كلنا خالد سعيد» أُصيب في يده اصابة منعته من العمل، وينتظر العلاج ايضا. سامح السعيد – 24 سنة – كان في الصفوف الامامية التي كانت مهمتها منع احتكاك المتظاهرين داخل الميدان بأفراد الشرطة، وفجأة شعر بآلام مبرحة وسقط ليكتشف بعد افاقته انه أُصيب برصاصة في الرأس، لم تخرج حتى الآن، ويصعب اجراء جراحة حاليا لاستخراجها، وينتظر ان يتمكن من السفر للخارج لاجراء الجراحة حتى لا يتطور الأمر. وفي المستشفى الميري بالاسكندرية يرقد الشاب عنتر عبدالعظيم احمد مصابا بطلق ناري قطع الحبل الشوكي وادى لشلل نصفي بالجزء السفلي، وطلق آخر بالرقبة أتلف أعصاب الجهاز التنفسي واكد الاطباء انه سيقضي بقية حياته على جهاز للتنفس الصناعي. وعشرات.. عشرات الحكايات والقصص لابطال أُصيبوا وفقدوا أبصارهم، ومستقبلهم لانهم أرادوا الحرية والعيش الكريم لمصر والمصريين. والسؤال الذي أوجهه الى ضمائر ذوي الضمائر في انحاء المعمورة: هل يستحق نظام مبارك ان تتعاطفوا معه، او تحزنوا على ما آل اليه؟.. اكثر من 12500 (اثني عشر ألفا وخمسمائة) مصاب فقدوا عيونهم واجزاء حيوية من اجسامهم، واصيبوا بالشلل، وفقدوا الامل في مستقبل كانوا يحلمون به، وكل ذلك بأوامر وزير الداخلية وعلم الرئيس المخلوع! أعلم ان دولا عربية شقيقة، واجنبية صديقة، تستقبل مصابي ثورات «ربيع العرب» من تونس واليمن، وأدعو سفراء الاممالمتحدة للشؤون الانسانية، ووزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة، ورؤساء وأعضاء الجاليات المصرية المنتشرين في دول العالم إلى عدم انتظار ان تطلب منهم الحكومة المصرية مد يد المساعدة الانسانية لجرحى الثورة، وادعوهم لاخذ زمام المبادرة والاعلان عن استعداد بلادهم لعلاج من يحتاج الى علاج في الخارج من المصابين، واذكر ان دولا مثل السعودية والكويت وقطر والامارات كان لهم مواقف مشهودة مع مئات الجرحى في العراق الشقيق، وقامت حكومات هذه الدول بعلاجهم، ضاربة المثل في التفرقة بين نظام سياسي رحل بعد ان اضر بمصالح هذه الدول، وبين شعب يعاني ما يشبه «الحرب الإرهابية».. واتمنى ان تثبت شعوب هذه الدول ان تعاطفها مع مبارك، لا يعوق أبدا دورها الانساني في تقديم مساعدة طبية لجرحى نظام ثبت فساده وتم اقتلاعه. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. (في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة! لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ أمل دنقل – لا تصالح