قال خالد البطش عضو الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة إنه "لم تتبلور بعد أية اتفاقية مع الجانب الإسرائيلي، عبر الوسيط المصري، خلال مفاوضات اليوم"، بشأن الاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وفي تصريح خاص للأناضول عقب انتهاء لقاء الوفد الفلسطيني بالجانب المصري، والذي استمر قرابة الست ساعات مساء اليوم، قال البطش، وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن "الأمور غير ناضجة حتى اللحظة، وليس هناك بلورة لاتفاقية واضحة، وهنا يبرز أهمية الجهد المصري ودوره في تلبية مطالب الشعب الفلسطيني". وأضاف البطش أن "الوفد الفلسطيني يواصل النقاش عبر المفاوضات غير المباشرة والرعاية المصرية الكريمة". وتابع قائلا "نعلم أن المفاوضات ليست سهلة ونحرص فيها على تجاوز جميع العقبات". وعن تطورات المفاوضات، قال البطش إن "الموقف الإسرائيلي مازال متعنتا، ونحن نراهن على الدور المصري للضغط عليه، وبالتالي لم نصل إلى نتائج في ظل هذه الأمور". وأضاف البطش "نحن حريصون على تلبية مطالب الشعب الفلسطيني وعدم التفريط فيها عبر الجهود التي نقوم بها في القاهرة". وكان الوسيط المصري عقد لقاءات مكثفة اليوم استغرقت أكثر من ست ساعات مع كل من الوفد الفلسطيني والإسرائيلي، كل على حدة في محاولة للتوصل لحل لإنهاء الأزمة. وقال مصدر دبلوماسي مصري إن بلاده تسابق الزمن في التوصل لاتفاق بين الجانبين، قبيل انتهاء الهدنة التي من المقرر أن تنتهي مساء غد الأربعاء. وأوضح المصدر الدبلوماسي إنه يحاول إحراز تقدما في المفاوضات حتى يتمكن من مطالبة الجانبين بتمديد الهدنة للمرة الثالثة. وكانت هدنة طرحت لمدة 48 ساعة الثلاثاء الماضي، عقبها هدنة بدأت صباح أمس الإثنين، لمدة 72 ساعة، وذلك وفق اقتراحات مصرية لمحاولة إنهاء الأزمة الراهنة. ويطرح الوفد الفلسطيني في مفاوضات القاهرة عدة مطالب من بينها إنشاء الميناء والمطار في غزة، إلى جانب وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر، وحقوق الصيد البحرى بعمق 12 ميلاً بحريًا، وإلغاء ما يسمى بالمنطقة العازلة المفروضة من إسرائيل على حدود القطاع، وإطلاق سراح أسرى "صفقة شاليط" الذين تم إعادة اعتقالهم في يونيو/حزيران الماضي، ونواب المجلس التشريعى، وكذلك الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وإعادة إعمار قطاع غزة. وقال مصدر إسرائيلي، مقرب من الوفد الإسرائيلي لوكالة الأناضول اليوم ، إن "إسرائيل ليس لديها مانع في تمديد الهدنة، كما أنها تبدى مرونة فيما يخص الاحتياجات الخاصة بغزة، سواء المعابر أو إدخال شاحنات توفر تلك الاحتياجات". لكن نفس المصدر قال أمس لوكالة الأناضول ان بعض مطالب الوفد الفلسطيني مثل "الميناء والمطار في قطاع غزة" تبدو مستحيلة، وقال: " لا يمكن أن نوافق على وضع ميناء ومطار تحت سيطرة إمارة متطرفة"، في إشارة إلى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. واشترط المصدر لتنفيذ هذا المطلب أن تكون "السلطة الفلسطينية موحدة في قطاع غزة وبسلاح موحد" ، وهو ما يعني "نزع سلاح المقاومة" وهذا من "الثوابت التي لا تقبل النقاش" لدى الوفد الفلسطيني، كما قال زياد النخالة مساعد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وعضو الوفد الفلسطيني في وقت سابق لوكالة الأناضول. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية مساء اليوم إن وفد المفاوضات الإسرائيلي الذي غادر القاهرة مساء اليوم سيعود إليها صباح الأربعاء. وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ 7 يوليو / تموز تسببت في سقوط 1943قتيلاً فلسطينياً، وإصابة قرابة عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.