ذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن الاستقالة المفاجئة لوزيرة الدولة البريطانية سعيدة وارسي, احتجاجا على الحرب على غزة, تمثل حالة نادرة لسياسي يشعر بتأنيب الضمير. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 6 أغسطس أن استقالة وارسي تمثل أيضا لحظة هامة في تاريخ السياسة البريطانية, لأنها أول وزيرة رفيعة المستوى تستقيل بسبب السياسة الخارجية البريطانية منذ نحو عشر سنوات. وتابعت " وارسي باستقالتها , تكون فعلت شيئا نبيلا, وهو إعادة إحساس الضمير إلى الطريقة التي تؤدى بها السياسة". واستطردت " لو أن المزيد من السياسيين كان لهم شجاعتها بدلا من التشبث بوظائفهم من أجل حياة رغيدة، لكان من المحتمل أن تكون الحكومات أكثر ميلا إلى تبني الوضوح ومتابعة الأغلبية". وكانت وزيرة الدولة بوزارة الخارجية البريطانية سعيدة وارسي استقالت من منصبها في 5 أغسطس، وقالت إنه لم يعد بإمكانها دعم سياسات الحكومة فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر", كتبت وارسي "مع بالغ الأسف كتبت هذا الصباح إلى رئيس الوزراء وقدمت استقالتي، لم يعد بإمكاني دعم سياسة الحكومة تجاه غزة". والبارونة وارسي ذات الأصول الباكستانية هي وزيرة دولة بالخارجية ووزيرة لشؤون الجاليات والمعتقدات، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت استقالت من المنصبين. وكانت وارسي (43 عاما) أول وزيرة مسلمة بالحكومة البريطانية عندما تولت منصبها عام 2010. ويواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انتقادات واسعة من أطراف سياسية ومن بينها حزب العمال المعارض لعدم اتخاذ الحكومة موقفا أكثر حزما تجاه إسرائيل بسبب عدوانها على غزة. ودعا نيك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني في 5 أغسطس إلى تعليق صادرات بلاده من الأسلحة إلى إسرائيل، مرجعا الأمر إلى تجاوز القوات الإسرائيلية "الحدود" في حربها ضد قطاع غزة، وجاءت دعوة كليغ بعد استقالة وارسي. وأضاف كليغ -وهو زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي- أن "تجاوز العمليات العسكرية لإسرائيل بغزة الحدود، وقصفها ثلاث مدارس تابعة للأمم المتحدة يدعوان إلى تجميد صادرات الأسلحة البريطانية لإسرائيل".