وأضافت المجلة في تقرير لها في مطلع أغسطس أن الأصوات بدأت تعلو في إسرائيل متهمة أجهزة الاستخبارات والجيش بالتقليل من شأن الخطر لسنوات، كما تحدث أعضاء بالكنيست الإسرائيلي عن "فشل شامل" لتلك الأجهزة. وتابعت "دير شبيجل" أن يوسي ألفير الذي عمل لسنوات ضابط مخابرات بالجيش الإسرائيلي وبجهاز الموساد انتقد ما يحدث، قائلا :"يبدو أنه لم يكن هناك أحد لديه القدرة على إدراك حجم نظام الأنفاق"، بينما قال السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورن الذي كان عميل استخبارات أيضا :"إن الأنفاق خطط تنتمي إلى القرون الوسطى، لكننا لم نستطع رصدها على الرادار". والأنفاق بين إسرائيل وغزة - حسب المجلة - ليست وليدة اليوم، بل كانت موجودة حتى قبل الحصار الذي فرض على غزة، وكانت تستخدم في تهريب البضائع من وإلى إسرائيل. وعبر أحدها تمكن عناصر المقاومة في قطاع غزة عام 2006 من دخول الحدود الإسرائيلية واختطاف الجندي جلعاد شاليط. لكن الفارق هو أن الأنفاق في تلك الفترة كانت بسيطة إلى حد ما وتعبر الحدود لبضعة أمتار فقط، وأضافت "دير شبيجل" أن المخابرات الإسرائيلية كانت على علم بأن حركة حماس زادت من بناء الأنفاق الهجومية بعد العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل ضدها قبل نحو عامين. وعرضت المجلة في تقريرها حول الأنفاق بين غزة وإسرائيل قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لن يعطي أوامره للجيش بالانسحاب من غزة إلا بعد تدمير كافة الأنفاق، وهو ما يعتبره خبراء أمرا غير واقعي. ونقلت المجلة عن الضابط الإسرائيلي المتقاعد أتيا شيلاخ قوله لصحيفة "تايمز" الإسرائيلية :"إننا لن نعثر على الأنفاق كلها، وفي اللحظة التي سنترك فيها غزة سيبدأون في الحفر من جديد". وأوقع قصف إسرائيلي اليوم السبت مزيدا من الشهداء والجرحى بمدينة رفح المنكوبة جنوبي قطاع غزة بعدما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة فلسطيني فيما يشبه إبادة جماعية للسكان, كما تواصَل العدوان على مناطق أخرى بالقطاع, وسط تقارير عن توسيع نطاق التوغل البري. وقالت مراسلة "الجزيرة" هبة عكيلة إن من بين الفلسطينيين الذين استشهدوا اليوم برفح سبعة من عائلة "أبو سلمان" إثر غارة على حي تل السلطان, وسبعة أيضا من عائلة "الشاعر". كما شمل القتل الجماعي للمدنيين في رفح عائلة زعرب. وأضافت أن 23 استشهدوا بالقصف الجوي والمدفعي للحي السعودي. واستشهد عشرات آخرون أمس بأحياء أخرى بينها الشبورة, بالإضافة إلى ثلاثة مسعفين استهدفتهم قوات الاحتلال بينما كانوا في طريقهم لإجلاء مصابين. وتتعرض رفح منذ صباح أمس لقصف جوي ومدفعي مكثف تسبب في استشهاد أكثر من مائة شخص بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء, وتدمير كبير في البنية التحتية. وبدأ القصف العشوائي إثر عملية لكتائب عز الدين القسام, الجناح العسكري لحركة حماس , شرقي رفح قتل فيها جنديان إسرائيليان, وفُقد ثالث برتبة ضابط.