«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسامة انور عكاشة يتهم انظمة القهر ببيع المصريين بثمن بخس وخيرى شلبى يقول ان المصرى يزداد نموه بالضرب بالهراوة ...المطالبة بالعودة الى نظام الحزب الواحد ورئيس تحرير روزاليوسف يتهم الاخوان بعقد صفقة مع الغرب على حساب نبى الاسلام
نشر في المصريون يوم 12 - 03 - 2006

نبدأ جولتنا من جريدة الاسبوع ومقال لخيري شلبي بعنوان أنفلونزا الضمير الوطني تناول المهانة والذل اللذين يواجههما المصرى فى وطنه الى الحد الذى اصبح هذا الذل والهوان من البديهيات التى تعود عليها المصريون وقال شلبى " يستيقظ المصري كل يوم علي أنباء كارثة جديدة تضربه في مقتل وكأن الشعب المصري التعيس قد بات ملطشة لكل من هب ودب، كأنه تحت حجري رحى تطحن فيه ليل نهار، ونحن جميعا نتبادل الموقعين، الواحد منا يكون تحت الرحى تارة، وتارة أخري يكون هو الثور المعلق في النير الذي يدير الرحى كثور الساقية معصوب العينين وقد بات من المؤكد تاريخيا وواقعيا أننا قد تأقلمنا تماما مع هذا الوضع لدرجة أننا لم نعد نعرف وضعا آخر سواه، صرنا كالخنازير لا يتربى لحم أكتافها وظهورها إلا إذا لوحقت بالضرب المبرح بالهراوة كل يوم ، لم تعد الكوارث المتلاحقة تفزعنا، فسرعة إيقاعها المضطرد، اكمت الأورام فوق عقولنا ومشاعرنا. نحن الشعب الوحيد علي الأرض يتآلف فيه الجلاد والضحية، يمتلئ الشارع بعتاة الجلادين الذين تربعوا ذات يوم علي مقاعد السلطة فطغوا وتجبروا، قتلوا وسحلوا وحبسوا ونهبوا أموال اليتامى والمساكين وباعوا سلطتهم لكل من يدفع أو لكل باطش من فوقه، وقد لفظتهم المقاعد التي جبلت علي الا تدوم لأحد مهما تشبث بها واستطال عمره فيها، أصبحوا مجرد ناس يمارسون الاستمتاع بما حققوه من ثروات، وعامة الشعب يعرفونهم جيدا، يلتقونهم في المحلات وفي النوادي والطرقات والمشارب والمقاهي والحفلات والأفراح والمآتم، ولربما جمعت المائدة الواحدة في مناسبة من المناسبات بين شاب حديث التخرج وسفاح سبق له أن سجن أباه وعذبه وقتله، والشاب يعرف هذا جيدا، وكذلك يعرف السفاح، فلا ابن الضحية يفكر مجرد التفكير في عمل شيء ينتقم به من هذا الذي حكم عليه باليتم وهو جالس معه الآن، ولا الجاني يطرف له جفن، ربما لثقته في أن الذاكرة المصرية العامة قد تربت بحكم الواقع التاريخي الأسطوري علي النسيان والغفران للباطشين به: هو نفسه الجاني قد يلمح علي مائدة مجاورة في نفس الحفل احد جلاديه الكبار الذي ربما يكون قد أذله ذات يوم أو خرب بيته، ولقد تتلاقي النظرات بين جميع الأطراف خالية من أي شعور بالعدوان، بل ان المجني عليه أحيانا يكون هو المبادر بالتحية ويكون الأكثر حرارة في المجاملة والتلطف: إنه قانون مصري قح يزداد رسوخا وسطوة كل يوم، ومن يحاول الخروج عليه دفاعا عن مصالح المظلومين الغلابة سيبطش به المظلومون أنفسهم دفاعا عن الظالمين، ربما لأنهم من طول ما تاجرت بهم النخب الثورية فقدوا الثقة في أن يكون هناك بالفعل من تعنيه مصالحهم. وبنفس النبرة من الحسرة على ما الت اليه اوضاع المصريين سار الكاتب أسامة أنور عكاشة حيث قال فى مقاله بجريدة الوفد " أحزاننا تتري وتتوالي وتحفر في جوانحنا خدوشاً تتحول إلي جراح غائرة مع مرور الأيام وتتابع الشهور فالسنين، وبعد أن اعتصر شبابنا في سنوات مهدورة وانقضي عنفواننا مأسوراً لدي الطغاة ونظمهم واستبدادهم بشهوة الملك والقهر.. نري سنواتنا الباقية تنفرط علي أعتاب اليأس واللاجدوي ونحن نمثل أدوار المتشردين علي أرصفة الانتظار لم يبق لدينا غير التلكؤ علي محطات تعكنا فيها قطارات التردي وهوان الشأن وفقدان الاعتبار! * محطة الجذور المقطوعة حيث نقف وقفة الحياري لا نكاد نعرف من أين جئنا ولا أي قطار نستقل ولا الوجهة المكتوبة علي بطاقات السفر.. ننظر في وجوه بعضنا البعض وينتابنا الإحساس الجماعي بالخجل.. فقد تاهت خطوة البداية!! فما الذي حدث لننسي أو نتناسي؟ عشرات الألوف.. ربما ملايين من أبناء الفلاحين.. الذين ولدواعلي أرض ضاقت بهم سبل الرزق فيها فخرجوا إلي تلك البلاد التي قيل لهم إنها شقيقة.. واحتوتهم أذرع الغربة لا لتضمهم وتحنو عليهم، ولكن لتنزع جلودهم المصرية وتعطيهم جلوداً غيرها.. فيعودوا بعد سنوات إلي الوطن الأم وقد شاهت الوجوه وطمست الملامح ومسخت المهج والأرواح. قطعت الجذور يوم انطلق نفير الزيف ليشتري من المصريين كل ما يمكن بيعه وكل ما لا يمكن بيعه، ولم يعد هناك ما يستعصي علي البيع.. لقد وضعتهم أنظمة القهر علي طاولات البيع في أوطانهم فكان الثمن بخساً لدي الآخرين. وبدأت الحياة »المصرية« تفقد ملامحها.. وتوضع علي وجوهها مساحيق المهرجين »وبليا تشوهات« السيرك الجديد، حيث تدق الأجراس مهللة لكل من يبيع جلده وجلود آبائه وأسلافه!.. بالتدريج.. وخطوة خطوة.. تغير طعم ومذاق »الأيام« المصرية.. وأصيبت قطاعات بأكملها في أرجاء مصر بفقد الذاكرة تمهيداً للعملية الكبري المعدة لمحو الهوية واجتثاث الأصول! وننتقل الى مقال عبد الله كمال رئيس تحربر روز اليوسف الذى واصل حملته ضد الاخوان المسلمين حيث اتهم الجماعة باستغلال ازمة الرسول المسيئة للنبى الكريم لعقد صفقة مع الغرب على حساب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ومحاولة الظهور على انهم جماعة يمكنها التوافق مع الغرب وانها ليست متطرفة وقال عبد الله كمال " فى كل الأحوال فإننى أرفض التطرف، وأمقت الاستخدام السياسى للمشاعر السياسية، وفى أزمة الرسوم المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم، اعترضت على أن تقوم بعض الدول والاتجاهات بتوظيف إحساس المسلمين بالإهانة لتحقيق أغراض لا علاقة لها على الإطلاق بالموضوع المثار، ولاشك أن كثيرين يدركون الآن أن عملية حرق السفارات واقتحامها فى بعض العواصم لم يكن الهدف منها الدفاع عن رسول الله بقدر ما كانت رسائل ممن حركها لعدد من الأطراف فى الغرب. بوضوح العبارة قررت عاصمة أو أكثر، أن يعرف العالم الغربى، لاسيما الولايات المتحدة، أنها يمكن أن تقوم بإثارة الرأى العام الإسلامى وتسخينه وتنمية الاتجاهات العدائية.. وأنها تستطيع أن تحرك الجماهير فى دول مختلفة.. وبما يؤثر على مصالح العالم الغربى كله. لقد سقط ما يزيد على أربعين قتيلا فى مظاهرات حادة فى بلاد مختلفة، وجرى التصعيد بصورة كبيرة فى عدد من الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية.. بعد أن كانت نقطة الانطلاق هى الأحداث المثيرة فى كل من دمشق وبيروت، ثم فجأة وبعد أن كاد التوتر يؤدى إلى تعطيل النشاط الدبلوماسى الغربى.. وبالذات الاسكندنافى فى عديد من الدول الإسلامية.. هدأت الأمور. الصحيح بالطبع أن هناك تحركات أوروبية متنوعة.. وزيارات مختلفة قامت بها رموز أوروبية ومسئولون سياسيون لدول إسلامية مختلفة.. وعبروا عن تقديرهم للإسلام.. واحترامهم لرسوله.. ورفضهم لأن تستخدم حرية التعبير فى الإساءة إلى الرموز والمعتقدات الدينية.. هذا صحيح.. وكان له تأثيره.. ولكن المهم هنا هو أن الجماعات "المتطرفة والإثارية" والدول التى استخدمت أزمة الرسوم قررت فجأة تهدئة الإيقاع، كما قامت برفعه أيضا فجأة، ولعل الكثيرين يذكرون أن الرسوم نفسها نشرت قبل أربعة أشهر من قرار هذه الأطراف تذكير المسلمين بها واستخدامها سياسيا. فى هذا السياق لاحظت الطريقة التى تعاملت بها جماعة «الإخوان المسلمون»، المحظورة بحكم القانون، مع هذا الحدث.. وانتبهت جديا فى ضوء التحرك الذى قامت به الجماعة يوم الجمعة 3 مارس إلى التهدئة المتعمدة والإيقاع الفاتر الذى أدير به الموقف فى هذا الملف.. ومما لفت نظرى إلى ذلك أن هناك مناقشات دارت بالفعل بين قيادات فى الجماعة حول ذلك.. وأصر فيها المرشد محمد مهدى عاكف على الإيقاع الذى تم تقريره من البداية وألا يخوض الإخوان غمار هذا الملف.. بل يمكننى القول أن المرشد احتد على من طلب أن يستخدم الإخوان هذا وأن يتوافقوا مع المشاعر الغاضبة للمسلمين. وفى موقف آخر كان أحدهم يسأل عبدالمنعم أبوالفتوح عما رأى أنه موقف عربى هادئ رسميا من قضية الرسوم، فقال له أبوالفتوح: «ولماذا تسأل عن المواقف الرسمية، اسأل أولا عن موقف الإخوان». وهذا كلام مفهوم فى إطار المساحة المختلفة والاعتراضية التى يتحرك فيها أبوالفتوح مقارنة بغيره من أعضاء مكتب الإرشاد. وأستطيع أن أقول أن هناك تململات متصاعدة واعتراضات كثيرة عبرت عن نفسها فيما بين قواعد الجماعة المحظورة، وقد عبر شباب مغرر به وتصور أن الإخوان هم جماعة تدافع عن الدين حقا.. ولا تقوم بتوظيفه سياسيا.. عبر عن غضبه واستيائه من الطريقة التى تعاملت بها الجماعة مع الموضوع.. وهو ما دعا السدنة فى قيادات الإخوان إلى اتخاذ قرار بوقفة رمزية يوم 3 مارس تم التنسيق فيها دوليا ومن خلال إبراهيم منير أمين التنظيم فى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين. الوقفة - لاحظ التاريخ - جاءت متأخرة جدا ولم يتم الحشد لها كما يفعل الإخوان عادة فى أحداث مماثلة.. ولعل الكثيرين يذكر الأحداث التالية التى قامت فيها الجماعة بعمليات إثارة واستثارة واسعة النطاق: - أحداث رواية «وليمة لأعشاب البحر» التى تم فيها استنفار قطاعات من طلبة الأزهر وغيره وخلق مناخ كاد يؤدى وقتها إلى انفجار الموقف فى القاهرة. - الاستثارة السياسية والعاطفية الصاخبة التى تم تفجيرها فى الجامعات المصرية فيما بعد اغتيال كل من الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى زعيم حماس. - عمليات الحشد التى تم توظيفها فى مظاهرات وتحركات الجماعة للادعاء بتزييف الانتخابات.. والهجوم على الدولة.. والقول بالاضطهاد. وأمثلة كثيرة أخرى. لقد استدعى الكثيرون هذه الأحداث من الأذهان وهم يرون الموقف الإخوانى من الرسوم المسيئة للنبى - صلى الله عليه وسلم - وقد قال عضو قيادى إخوانى: «خليكوا مشغولين فى النواب بتوعكو».. وعلى الرغم من المواقف العديدة التى عبرت عن أن الجماعة تموج من الداخل حول هذا الموضوع.. إلا أن محمد مهدى عاكف أصر على التهدئة.. وأخر بيانه الفاتر إلى يوم 3 مارس أى بعد أسابيع طويلة من تفاعل الأحداث. ومن الواضح بالطبع أن هناك إصرارا إخوانيا على أن تتراجع الجماعة عدة خطوات إلى الوراء فى هذا الأمر.. بل «لا نريد أن نبدو أننا نقود الموقف الساخن فى الشارع حول ذلك».. والهدف هو أن تستمر الاتصالات الخفية التى تجرى بين السفارات الأوروبية والجماعة.. أو بين القيادات المختلفة.. والدول الأوروبية فى لقاءات تتم خارج مصر.. وبما يؤدى إلى إقناع الدول الأوروبية أن الإخوان ليسوا متطرفين، وقادرون على الانسجام مع المقتضيات الدولية.. وبما فى ذلك إمكانية التنازل عن أساليب معتادة يتم توظيفها دينيا فى إثارة عواطف الناس. اما محمد ابو كريشة فقد نعى الاحزاب المصرية وتمنى تشييع جنازتها اليوم قبل غدا مؤكدا فشل التجربة الحزبية فى مصر وكتب فى جريدة الجمهورية يقول " نار الحكومة ولاجنة المعارضة.. وبعد الهتاف المدوي اتتساءل وينبغي ان تساءلوا معي : ما الذي ينتظرنا من سوء المصير والعذاب الاليم اذا حكمنا هؤلاء الذين يسمون انفسهم معارضة؟ ما الثمار التي يمكن ان نجنيها من هؤلاء المتصارعين علي السلطة والسلطان والمقاعد في احزابهم..؟ وهل يصدق احدكم ان هؤلاء باحثون عن ديمقراطية او يعنيهم اصلاح سياسي او حتي يعنيهم الوطن في شيء؟ الاسئلة كلها تجيب عن نفسها "وعلي وشك يبان يانداغ اللبان" وما يجري من خيبة "بالويبة" في احزاب المعارضة ليس سوي شهادة وفاة رسمية لتجربتنا التي سميناها ديمقراطية ولهذا الذي سميناه الاصلاح السياسي.. فلا يمكن لمن لديه نصف وعي وربع عقل وعشر ادراك ان يقتنع بأن الفاسد يمكن ان يصلح.. فأول شروط الاصلاح والف باء التحديث والتطور ان يرحل المفسد وان تحل الاحزاب المسماة معارضة نفسها ونبدأ اللعبة من الصفر بأحزاب تحتية يفرزها الشعب لا بأحزاب فوقية تهبط علي الناس بالمظلة ويتم تحضيرها في المعامل او يفصلها ترزية القوانين. وعندما يقال ان احزاب المعارضة بوضعها المهين الحالي جزء من النظام فإنني اجزم تماما بأن هذا القول ادانة للنظام كله فليس شرفا ولامصدر فخر ان تكون هذه الكيانات المتسلقة جزءاً من نظام يحترم نفسه ويحترم شعبه.. واي عضو فاسد في الجسد لاخيار الابتره والا فسد الجسد كله وفاضت الروح وتحول البدن الي "رمة".. ونار الحزب الواحد ولاجنة الاحزاب المتعددة "في الليمون" والتي تسئ اساءة بالغة الي الوطن والي الشعب الذي نقول ليل نهار وبلا ملل انه شعب عريق وصاحب حضارة سبعة الاف سنة "ربما صارت ثمانية الاف الان". وينقلنا حازم منير الى قضية تعديل الدستور التى تسيطر على الساحة السياسية المصرية وكتب فى جريدة روز اليوسف اليومية يقول " وفي الأشهر الثلاثة من
العام الحالي تم الإعلان عن بدء خطوات تعديل الدستور من خلال حوار مجتمعي مطلوب وأراء وأفكار القوي السياسية المختلفة ، وذلك في سياق تصور متكامل لمواصلة خطوات الإصلاح السياسي التي بلغت ذروتها العام الماضي. ورغم الإعلان عن بدء مجلس الشعب والشورى فى تلقي الأفكار والآراء المقترحة لتعديل الدستور وإثارة هذا الملف إعلاميا وطرحه على الرأي العام خصوصا النخبوي والسياسي والنقابي إلا أن ردود الفعل جاءت متواضعة خصوصا من المعارضة. ويبدو أن المعارضة بمختلف فصائلها وألوانها أصابها ما أصاب بعض الحكومات المصرية من منح الأوليات للقضايا اللحظية الراهنة دون النظر إلى المستقبل أو الربط ما هو قائم وما هو مطلوب في إطار رؤية شاملة. وإذا كان البعض من أعضاء المجلسين الشعب والشورى تقدم بأفكار مقترحات للجان المختصة بهذا الملف إلا أن الجميع أحجم عن مد الحوار إلى المجتمع وأكتفي بالمذكرات المكتوبة دون طرحها على الرأي العام ولو إعلاميا لحضه علي المشاركة ولو بالجدل والحوار السياسي دون الفعل الجماهيري المباشر. قوي المعارضة منحت الأولوية من جانبها لمناقشة قانون الطوارئ الذي سيطرح للنقاش خلال الأسابيع المقبلة ، حيث تنتهي مدة القانون الحالي في شهر يونيو القادم وحصرت المعارضة اهتماماتها أيضا في المطالبة التقليدية بالإلغاء دون النظر إلى جوانب أخري تمثل فكرة متكاملة لإحلال بدائل للإلغاء ولم أرصد في صحف أحزاب المعارضة ولا في نشاط القوي السياسة ما يشير إلى مناقشات جادة ومتواصلة وخلق قنوات حوار مع الرأي العام حول تعديل الدستور والأهداف المرجوة منه والرؤية المطلوبة وأولويات التعديل وكيفية التوفيق بين المطالب المختلفة للوصول إلى تصور ملائم ينجز نتائج تمثل الحد الأدنى من التوافق المجتمعي على الإطار القانوني المنظم للمجتمع في المرحلة المقبلة. اما الكاتب الصحفى جلال دويدار فقد طالب الدكتور نظيف بالاسراع بنقل دواوين الحكومة من القاهرة لحل ازمة الزحام فى عاصمة المعز وقال دويدار " نأمل ان يلقي فكر الدكتور احمد نظيف رئيس الحكومة القبول والنجاح فيما يتعلق بمحاولة تخليص القاهرة من التكدس والزحام الذي اصبح لا يطاق.. ليس جديدا أن تكون الوزارات وأجهزة الحكومة من أهم أحد مسببات هذه المشكلة حيث يسعي الجميع من موظفين ومتعاملين وخدمات في التجمع حول مقراتها سكنا ونشاطا بما يسهل حياتهم وأعمالهم وانتقالاتهم. ومع الزيادة الهائلة في المعدلات السكانية وتوحش المركزية وما ترتب علي ذلك من جذب المزيد من السكان للانتفاع بارتفاع مستوي الخدمات وتوافر فرص العمل تضاعف عدد سكان المدينة ليصل الي تعداد عدة دول صغيرة (14 مليون نسمة). أدي ذلك الي ازدياد الضغوط علي مرافقها العامة من كهرباء ومياه وصرف صحي وشوارع وكباري الي درجة التشبع الذي لم يعد يفلح معه علاج. أحد الامثلة التي يشعر بها المواطنون ويعيشونها في هذا المجال ازدحام الشوارع وانقطاع مياه الشرب رغم المليارات التي تم انفاقها. هذا المشروع الذي تحاول حكومة الدكتور احمد نظيف تسويقه وتمريره ليس الاول من نوعه فقد سبق ان جرت محاولات من قبل ليري النور في وقت لم تكن المشكلة قد وصلت الي ماهي عليه الآن. ونذكر بهذه المناسبة الضوء الاخضر الذي اعطاه الرئيس الراحل أنور السادات للمهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان والتعمير الاسبق بالبدء في إقامة تجمعات سكانية وصناعية بشروط مغرية جدا بالنسبة لاسعار الاراضي والتي كانت باكورتها مدينة العاشر من رمضان ثم بعد ذلك مدن 6 اكتوبر والعبور والشروق والصالحية بالاضافة الي المناطق التي تم اعدادها في العديد من المحافظات. وقد تبني الرئيس مبارك هذه المشروعات وهو ما أدي الي توسعها وظهورها الي الحياة كأمر واقع. لقد كان تفريغ القاهرة من الزحام الذي قضي علي مقوماتها كعاصمة تاريخية تتمتع بالجمال والشهرة أحد الاحلام التي سعي الكفراوي لتنفيذها وتحرك بحماس لتحقيقها ولكن الظروف والمعوقات لم تساعده علي استكمالها. تجسد هذا الفكر في بناء مقرات للوزارات في مدينة السادات الواقعة علي بعد 85 كيلو مترا من القاهرة علي الطريق الصحراوي الممتد الي الاسكندرية. ورغم اقامة عدد من المجمعات لهذا الغرض في المدينة الا ان المشروع لم يلق القبول من الوزراء الذين عارضوا الانتقال من القاهرة وهكذا فشل المشروع الذي كان سيتحول الي بداية لاقامة عاصمة جديدة لمصر تنقذ العاصمة القديمة مما يهددها من ضياع. يبدو أن الدكتور نظيف يحاول أن يتجنب المشاكل التي واجهت مشروع مدينة السادات مستفيدا من انتشار التجمعات السكانية الجديدة حول القاهرة. في هذا الاطار يجري بحث نقل الوزارات وعدد من الاجهزة الحكومية إلي مدينة القاهرة الجديدة و6 اكتوبر والعبور والشروق علي ان تتم الاستفادة من الاراضي والمباني التي تشغلها حاليا استثماريا لتغطية تكلفة مبانيها الجديدة التي ستنقل اليها. كما ارجو ان ينجح هذا المشروع الجديد ولا يلقي مصير ما قبله من مشروعات.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة