أرسل الرئيس الأمريكى "باراك أوباما"، اثنين من كبار مستشاريه إلى ألمانيا فى مسعى منه لتهدئة التوترات القائمة بين البلدين عقب ورود مزاعم جديدة عن تجسس أمريكى. وذكر بيان صدر عن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن كلا من كبير العاملين بالبيت الأبيض "دينيس ماكدونا" ومستشارة مكافحة الإرهاب "ليزا موناكو"، أجريا مباحثات مع نظرائهما في ألمانيا، في خطوة أولى بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين "أوباما" والمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" الأسبوع الماضي.
وأوضح البيان أن المباحثات ستتناول عددا من الموضوعات من بينها قضايا مخابراتية وأمنية، مشيرا إلى أن مسؤولي البلدين اتفقوا على إقامة "حوار هيكلي" سيعرب من خلاله الطرفان عن قلقهما ومخاوفهما، وسيقدم مبادئ توجيهية للتعاون القائم بين البلدين، أو الذي سيتم مستقبلا.
وفي المقابل أعلنت الحكومة الألمانية أن "ماكدونا" أجرى، اليوم، مباحثات في العاصمة الألمانية برلين من أجل بحث سبل التغلب على الأزمة التي ظهرت بين البلدين عقب اكتشاف "جاسوسيين أمريكيين في ألمانيا" مطلع الشهر الجاري.
وذكر بيان صدر عن " كريستيان فيرتز" نائبة الناطق باسم الحكومة الألمانية، لقد أجرى "ماكدونا" مباحثات اليوم في برلين هى الأولى التي يقوم بها مسؤول أمريكي في البلاد بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين "ميركل و"أوباما" الثلاثاء الماضي.
وأوضحت أن "ماكدونا" التقى " بيتر ألتماير" مدير شؤون المستشارية الاتحادية الألمانية، وأنهما تناولا خلال الاجتماع الوضع الراهن للعلاقات الثنائية، وموضوعات التعاون الثنائي الذي من المحتمل أن يتم بين البلدين مستقبلا.
وأفادت " فيرتز" أن اللقاء بين الطرفين تناول موضوعات متعلقة بالشؤون الاستخباراتية والأمنية، مضيفة "اتفق الطرفان على تأسيس حوار هيكلي، ومناقشة التطلعات المتبادلة، وإقرار المبادئ التي ستشكل الأساس للتعاون القائم حاليا بين البلدين والتعاون المستقبلي".
وكانت السلطات الألمانية قد أوقفت مطلع الشهر الجاري؛ عميلاً في استخباراتها، للاشتباه بتورطه في التجسس لصالح الاستخبارات الأمريكية، حيث اعترف العميل بالتجسس لصالح الولاياتالمتحدة مقابل المال، كما اعترف بأنه يعمل منذ 2012 عميلاً مزدوجاً، ونقل 218 وثيقة سرية للاستخبارات الأمريكية.
وتشهد العلاقات بين أميركيا وألمانيا توتراً منذ عام؛ بسبب الوثائق التي قام بتسريبها المتدرب السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي "إدوارد سنودن"، حيث زُعم في الوثائققيام الوكالة الأمريكية بالتنصت على العديد من المواطنين الألمان بينهم المستشارة أنجيلا ميركل وسياسيين آخرين.