20 شخصًا داخل زنزانة 2 متر.. وقضاء الحاجة فى "جردل".. ضرب بالهراوات.. ورش بالمياه المخلوطة بالشطة لكل من ينكر أنه لا يوجد أى انتهاكات لحقوق الإنسان داخل سجن برج العرب.. اذهب بنفسك لا نريد منك الدخول إلى السجن لرؤية المسجونين، ولكن نريد منك الانتظار خارج السجن، خاصة وقت السحور ووقت الإفطار، قف قليلاً على جانبى السكة الحديد المجاور لسجن الحضرة، واستمع بنفسك لمسلسلات التعذيب الرمضانية، وحفلات الصرخات والتعذيب، تعلو من نوافذ الزنازين، لا يكلف الذهاب سوى بضع الجنيهات لمعرفة الحقيقة المؤلمة. يقول أحمد المهدى أحد معتقلى سجن برج العرب، عبر رسالة مهربة خلال الزيارة الأخيرة له، بينما كنا نستعد لصلاة التراويح، سمعنا صرخة من إحدى الزنازين المجاورة لنا، حيث قام أمن السجن بخطف واحد من عندنا وفجأة قطعوا الكهرباء، ومن شدة الظلام "مفيش حد شايف اللى جانبه فى الزنزانة، يا خسارة أصل القمر مش بيطلع عندنا ولا بنشوفه، وغرقوا الزنزانة بالمياه، وبالخارج كلاب بوليسية قدام كل الزنازين، وتم أخذ العشرات منا إلى زنازين التأديب، وهناك كل ما تتخيله من أنواع التعذيب والقهر، من ضرب بالهراوات، وعمليات سحل، ورش المياه وخاصة المياه المخلوط عليها الشطة والفلفل". وأضاف فى رسالته: "طول اليوم مفيش مياه ولا كهرباء ولا طلوع برة الزنزانة، ولا زيارة أهل ولا أقارب عشان ما يعرفوش إن إحنا بنتعذب ويشوفوا آثار التعذيب على أجسامنا، حتى العرض على النيابة كمان مفيش". وأشار إلى أن آخر حالة للتعذيب، "حلاقة لجميع المساجين زيرو وأخذوا كل الحاجات الموجودة معنا من زجاجات المياه والورق، حتى الزيارة بقت 10 دقائق، وكمان ببنزل متأخر علشان منلحقش نقول حاجة لأهلنا".
أسرار سجن برج العرب أكد الحاج مصطفى فؤاد، والد أحد المعتقلين بسجن برج العرب، أن نجله أخبره أنهم يعيشون فى حجرة مساحتها 2 × 2 ويعيش فيها نحو عشرين معتقلاً كسيارة نقل عام، لا يجدون فيها موطئ قدم، وقوفًا على أقدامهم فى ظل عدم وجود دورات مياه داخل الغرفة، ولكل واحد زجاجة مياه واحدة طوال اليوم، وهى مخصصة للإفطار أيضًا، ويقضون حاجتهم فى جردل واحد، ولا يسمح لهم بتبديل ملابسهم ولا حتى الدخول لحمامات عمومية للاستحمام. وأضاف صديق لأحد المعتقلين، أنه عندما تسنى لنا رؤية صديقنا، كان مثل الأشباح تحولت ملابسه البيضاء إلى اللون الأسود، وكذلك وجهه فى ظل قطع مستمر للمياه والكهرباء مع اشتداد الحر وغلق الزنازين طوال اليوم، غير أننا لم نجد الوقت الكافى للاطمئنان عليه، حيث تم تقليص وقت الزيارة بعد منعها، إلى عشر دقائق بعد ساعات من الانتظار فى حر الصيف، فضلاً عن طول المسافة التى قطعناها لزيارته. وأوضح أحمد علاء بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، أن زميلهم الطالب أحمد عبد المجيد بالفرقة الإعدادية هندسة إسكندرية، أصيب بمرض "الغدة النكافية"، داخل العنبر، وتم نقله إلى مستشفى سجن برج العرب لتلقى العلاج لمدة 10 أيام، حيث إنه أصيب بالمرض من قلة النظافة وشدة التعذيب. من ناحيته أعرب المركز العربى الأفريقى، عبر بيان له عن "بالغ قلقه إزاء الأنباء التى وصلت إليه حول اقتحام قوات الأمن لزنازين سجناء الرأى بسجن الغربانيات ببرج العرب، فى ساعة متأخرة من مساء الجمعة قبل الماضي، والاعتداء على المعتقلين بالضرب المبرح باستخدام الهروات والعصى الكهربائية". وأكد المركز أن تصعيد الانتهاكات من قبل إدارة السجن، واستمرار الضباط "عماد الشاذلي، وأحمد المشد، ومحمد البريك" فى ممارسة الانتهاكات المتصاعدة فى حق المعتقلين؛ ينذر بكارثة محققة داخل سجن برج العرب الذى تحول إلى سلخانة للتعذيب، ومقبرة جماعية تم الزج بالمعتقلين فيها أحياء، ليموت كل منهم موتًا بطيئًا داخل مقبرته التى صنعها هذا النظام. وأضاف أن الانتهاكات التى تحدث داخل سجن برج العرب من تعذيب للمعتقلين وصعقهم بالكهرباء، وتجريدهم من ملابسهم، وتعمد تعريضهم للأمراض المختلفة، ما يعرض الضباط المسؤولين عن السجن وإدارة السجون بوزارة الداخلية والقيادات الأمنية بالوزارة وبمديرية أمن الإسكندرية، للمحاكمة المباشرة بتهمة القتل الجماعى للمعتقلين، كما تعرض الحكومة الحالية للمساءلة أمام القانون عن المسؤولية السياسية عن قتل المعارضين ومناهضى السلطات الحاكمة.