قتل 150 شخصاً على الأقل برصاص الأمن السوري في مظاهرات "جمعة أطفال الحرية" التي وُصفت بأنها أضخم المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ إطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية منتصف مارس الماضي. وقال رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان وليد سفور أمس الجمعة: "إن أعداد القتلى في تزايد، حيث تشير المعلومات الأولية الواردة من مدن سوريا إلى سقوط نحو 150 قتيلا والعديد من الجرحى", بحسب "الجزيرة". وأضاف سفور أن لجنته تملك أسماء 46 قتيلا في مدينة حماة وحدها إضافة إلى أكثر من 100 جريح، إضافة إلى عشرة قتلى في مدينة حمص- ثالثة كبرى المدن السورية- كما سقط ثلاثة قتلى في مدينة حلب شمالي البلاد، وهي ثانية كبرى المدن السورية. وخرج نحو 50 ألف متظاهر في مدينة حماة الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمالي العاصمة دمشق ومدن سورية أخرى من المساجد بعد صلاة الجمعة في تكرار لمشهد احتجاجي أسبوعي أطلق عليه نشطاء الإنترنت "جمعة أطفال الحرية". وقال ثلاثة من سكان المدينة: "إن أفراد الأمن والقناصة فتحوا نيران أسلحتهم الآلية على آلاف المتظاهرين وسط المدينة، وجرى نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى قريب". وذكر شاهد عيان في حماة أن قناصة يربضون على أسطح بعض المنازل أطلقوا النار على الصف الأول من المتظاهرين فقتلوا عددا منهم وأصابوا كثيرين بجراح، مضيفاً أن المستشفيات تعاني نقصا بالدم وتدعو للتبرع فيما يخشى الناس التوجه إليها خوفا من الشبيحة (البلطجية), وفقاً ل"الجزيرة". يشار إلى أن الاحتجاجات في حماة لها صدى خاص، منذ أن هاجمت قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد المدينة عام 1982 لسحق انتفاضة إسلامية مسلحة، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 30 ألف شخص وسويت أجزاء من المدينة بالأرض، وفق مصادر حقوقية أطلقت على ما حدث ب"مجزرة حماة". وفي غضون ذلك, تواصل قوات الجيش السوري وقوى الأمن حملة شرسة على بلدتي "الرستن" و"تلبيسة" التابعتين لمحافظة حمص، وسط تأكيدات الناشطين الحقوقيين على أن المدفعية الثقيلة ونيران الأسلحة الرشاشة استخدمت أمس الجمعة ضد المدينتين. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن اللجنة التنسيقية المحلية التي تتابع الاحتجاجات أن شخصين قتلا في إطلاق نار على المدنيين الفارين الجمعة، مما رفع عدد قتلى الحملة المتواصلة منذ أكثر من خمسة أيام على البلدتين إلى 74 قتيلا.