أكد اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه لن يمر هذا العام على مصر بدون رئيس، وأن الانتخابات ستجري في موعدها وسيعود الجيش إلى ثكناته. تصريح موجع لطوائف الكلامنجية التي تخوض حربا ضروسا لمنع الانتخابات حتى لو كان الثمن الغاء الديمقراطية والفوضى. في ميدان التحرير اعتصم عشرات ونصبوا خيامهم وأعلنوا أنهم لن يبرحوا حتى يستجيب لهم المجلس العسكري، وهدد المنصرفون من المتظاهرين بالعودة يوم الجمعة القادم. لا أدري كيف يمكن أن ترفض أطياف "الكلامنجية" الديمقراطية إلا إذا أستأثرت بها وأقصت الإسلاميين تماما من المشهد؟! إحدى صحفهم تنبأت ببقاء مصر إلى عام 2013 بدون رئيس في ظل الإصرار على الانتخابات التشريعية في موعدها، وهو ما نفاه الرويني في حديثه لبرنامج منتهى الصراحة بقناة الحياة. "الكلامنجية" يسيطرون للأسف الشديد على القنوات الفضائية بما فيها القنوات الحكومية، وكذلك على الصحف. يتهجمون ليل نهار على كل ما يمت للإسلام بصلة، ويختلقون قصصا للإساءة بدون أي معايير محترمة. قبل أيام عثر موقع الكتروني على محاضرة ألقاها الشيخ أبو اسحاق الحويني قبل 18 عاما يقدم من خلالها تأصيلا شرعيا للغنائم والسبايا والجواري في العصور الإسلامية الأولى، فإذا بالموقع يحولها إلى تصريح حديث للشيخ بأن مصر لكي تعالج أزماتها الاقتصادية يجب أن تفتح سوقا للجواري والرقيق! وعندما رد الشيخ من خلال قناة الحكمة، تمسك الموقع بالظلم الذي أوقعه عليه، لأن الهدف ليس أبا اسحاق وحده بل الإسلام واستمرار الهجمة على الإسلاميين وعلى هوية الدولة. هذا الموقع سيتحول إلى صحيفة يومية مطبوعة تضخ فيها أموال النظام السابق وأنصاره ومن بينهم صاحب العبارة الغارقة ممدوح إسماعيل. وقبل أيام افتتح رئيس مجلس إدراته مشروع قناة فضائية يقال إنها ستكون من أكبر القنوات وأكثرها ثراء في مصر والعالم العربي! اعتبر الموقع قول الشيخ بأن ما نشره منقول من تأصيل شرعي في محاضرة قديمة مدتها 90 دقيقة، بمثابة اعتراف وإقرار. وتجاهل تماما حديثه عن الاجتزاء والقص المتعمد على طريقة "ولا تقربوا الصلاة". نشعر بامتنان كبير لمعرفة المجلس العسكري بالحجم الباهت لطوائف الكلامنجية رغم سطوتها الإعلامية، فصاحب السطوة الأكبر في النهاية هو الاجماع الشعبي الذي رأيناه مرتين.. الأولى في استفتاء 19 مارس والثانية يوم الجمعة الماضي بمقاطعته للمظاهرات التي رفعت مطالب هزلية تدعو لمجلس رئاسي ووضع دستور جديد وتأجيل الانتخابات. يريدون تنحي القوات المسلحة التي حمت الوطن في وقت عصيب وحمت الثورة وتؤدي دورها جيدا رغم بعض الأخطاء التي يمكن علاجها بالنصيحة والمشورة، لكنهم في كل مرة يجلسون مع المجلس، يكررون رغبتهم في تأجيل الانتخابات، أو إصدار قرار باقصاء التيارات الإسلامية وإعادة بعض رموزها إلى السجون. الآن مطلوب من قوى الشعب التي لم تخرج أمس الأول وفي مقدمتها التيارات الإسلامية كالإخوان والسلفيين الدفاع عن نتيجة التعديلات الدستورية، بالخروج إلى الميدان نفسه الذي انهى حكم مبارك وأنظمة يوليو الديكتاتورية. إذا كان غيرهم يملك القنوات والصحف والمواقع والمال، فمن الضروري ألا يتركوا لهم ميدان التحرير أيضا.. خطر كبير ترك الكلامنجية يلعبون بمصير الأمة ويحرضون على التظاهر والبلطجة وينشرون فزاعات الانهيار الاقتصادي والأمني لكي يقبل المجلس العسكري بتأجيل الانتخابات بحجة أن الظروف لا تسمح. الرويني قال إن حالات التجاوز والإنفلات الأمنى لن تكون مبررا لتأجيل الإنتخابات، فهناك من يستفيدون من وراء إنتشار البلطجة وإثارة جو الذعر فى البلاد، ومن يسعون إلى عرقلة قيام الشرطة بمهام عملها . هذه إشارة واضحة واللبيب يفهم. لكن لماذا يظل الإسلاميون بعيدون عن ساحة التأثير الإعلامي؟!.. أين قنواتهم؟.. لماذا لا تخصص قنوات الناس والحكمة وغيرهما جزءا من برامجها للحوارات السياسية التي تتناول الشأن الحالي في مصر حتى ترد على الهجمة الشديدة المتوالية التي لا تتوقف. كيف يعجر أي تيار إسلامي حتى الآن عن إصدار حتى صحيفة أسبوعية. إن المال موجود والكفاءات متوفرة وقوية ومحترفة، فماذا يعطلهم؟! خطر كبير أن تظل الساحة الإعلامية حكرا على "الكلامنجية" الذين لا يملكون رصيدا في قلوب الشعب ولا في ضمائره.