وجه خبيران أمنيان، وقيادي ب "الجماعة الإسلامية"، أصابع الاتهام إلى وزارة الداخلية في التفجيرات التي وقعت في محيط قصر الاتحادية اليوم، وأسفر عن مقتل اثنين من ضباط الشرطة وإصابة آخرين. وفيما اتهم الخبيران الوزارة بالقصور الشديد، واختراقها من قبل "الجماعات الإرهابية" في تنفيذ تلك التفجيرات، رأى القيادي ب "الجماعة الإسلامية"، أن أماكن التفجيرات تؤكد أن من يقف خلفها هو النظام الحاكم لإلهاء الناس عن الخروج في مظاهرات ذكرى الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي ل "المصريون"، إن "هناك عناصر أمنية داخل وزارة الداخلية، يتم شراؤها من قبل بعض الجماعات الإرهابية، ومن الممكن أن تكون تلك الجهات وراء تفجيرات قصر الاتحادية اليوم، ويجب على وزير الداخلية تطهير الوزارة فورًا من تلك العناصر الخطرة وضبط الجناة المتورطين فى تلك التفجيرات". وأضاف، أن "الجماعات الإرهابية تقوم بإحداث تلك التفجيرات فى الشارع المصرى، لخلق حالة من الرعب والخوف وإدخال الدولة فى نفق مظلم"، مشددًا على أهمية الاستعانة بالأجهزة الحديثة لكشف المتفجرات؛ وزيادة التوعية الأمنية فى التعامل مع المتفجرات أو أية عناصر مشبوهة. وأوضح أن "تفجيرات الاتحادية كانت متوقعة، فى ظل وجود تهديدات متكررة للدولة"، وأشار إلى أنه "لا حاجة لأية إجراءات جديدة بقدر الاهتمام برفع درجات الاستعداد القصوى من قبل أفراد الأمن". وقال اللواء محمود السيد قطري، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن "هناك قصورًا أمنيًا شديدًا من جانب وزارة الداخلية، والتي تتلقى الضربة تلو الأخرى وتنتقل من فشل إلى آخر، وذلك نتيجة الخطط الأمنية الفاشلة التي تتبعها الوزارة". وأضاف أن "وزير الداخلية ومساعديه، لا يعرفون شيئًا عن أهمية الأمن الوقائي وكيفية منع وقع الجريمة قبل حدوثها"، موضحًا أن "هذه القيادات غير صالحة ومعظمها معين عن طريق الواسطة والمحسوبية"، بحسب تعبيره. وأوضح قطري، أن "قصر الاتحادية بما يمثله من منشأة حيوية مهمة لابد أن ينزل مفتشو مفرقعات به يوميًا ليتفقدوا الوضع الأمني جيدًا خاصة أن هناك جماعة تسمى بأجناد الأرض أعلنت مسبقًا بأنها اخترقت محيط الاتحادية، وزرعت عبوات ناسفة". وأشار إلى أن "وزارة الداخلية تفتقد القواعد الأمنية الصحيحة والمتعارف عليها عالميًا ويجب إعادة ترتيب الوزارة فورًا وإقالة جميع القيادات الفاشلة وعلى رأسهم وزير الداخلية". وكانت ثلاث قنابل انفجرت فى محيط قصر الاتحادية، صباح اليوم، ما أدى إلى استشهاد العقيد أحمد أمين عشماوي، خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، والمقدم محمد لطفي وإصابة عدد من رجال الشرطة. واتهم أسامة حافظ، القيادي بالجماعة الإسلامية، وعضو مجلس شوري الجماعة، أجهزة الأمن بتدبير تفجيرات اليوم، قائلاً إن "اختيار أماكن الانفجارات يؤكد أن من يقف خلفها هو النظام الحاكم لإلهاء الناس عن الخروج في تظاهرات رافضة ل "الانقلاب العسكري"، وزيادة الكراهية ضد "التحالف الوطني لدعم الشرعية والجماعات المنضوية تحت لوائه". وأضاف حافظ "المصريون": "لا يمكن تخيل أن يكون التحالف هو من وراء تلك التفجيرات لأنه في وضع المدافع عن نفسه أمام الرأي العام ويحتاج إلى "تعاطف" المواطنين وبالتالي فإنه يسعي لحشدهم ضد نظام وصفه ب "غير الشرعي". وأكد عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، أن الجماعة باعتبارها جزءًا من التحالف قد تخلت نهائياً عن العنف، وإذا كانت مستمرة في تبني استعمال القوة في التعامل مع معارضيها، فإن الوضع سيصبح أكثر تعقيدًا، قائلاً "بفضل الله تخلينا عن العنف ولا رجعة". وعن الجماعات التي تبنت التفجيرات، وصفها حافظ بأنها "وهمية"، مستدركًا بالقول: "صنعها النظام الحاكم لتخويف وتضليل المواطنين وإقناع الرأي العام أن النظام يحارب الإرهاب كوسيلة لتدعيم أركانه، وهو أسلوب غير جديد، قد اتبعه الأنظمة السابقة وفشلوا بعد زمن".