انتقد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، مبادرة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لمنح "الدية الشرعية" لذوي ضحايا الأحداث التي شهدتها مصر، منذ 25يناير 2011 وحتى اليوم. وقال القرضاوي فى بيان له اليوم: "يقولون: إن شيخ الأزهر يجهد نفسه، ويتعب روحه، ليحصل لأهالي المقتولين وأولياء دمهم في مصر، منذ 25يناير 2011م وإلى اليوم على دية لقتلهم". وتابع متسائلاً: "هل فوَّض أولياء الدم شيخ الأزهر، أم هو عيَّن نفسه نائبًا عنهم؟ وهل قالوا له: إنهم يقبلون الدية عن القتل العمد العدواني؟". وطالب القرضاوي، شيخ الأزهر بأن "يسعى لتمكين حكم الشرع، وقانون الإسلام، الذي فرضه الله على الناس في الدماء التي سفكت بغير حق"، واستدرك، "هل سأل شيخ الأزهر من حوله من علماء الفقه: ما حكم الدماء التي أريقت بغير حق في مصر، وخصوصا إذا كان قتلها بالألوف، وعن طريق التعمد الظالم ؟". وأكد القرضاوي أن "المصريين يعيشون منذ عام كامل فى أسوأ ظروف بعد ابتعادهم عن الحكم المدني الشورى الديمقراطي القائم على الانتخاب الحر النزيه. وقال: "جاء الانقلاب فاختُطف الرئيس الشرعي، وغُيِّرت الحكومة الشرعية، وأُلغي الدستور،ودخلت البلاد في فترة سوداء مظلمة، طورد فيها كل داع إلى الحق والعدل. جاء الانقلاب وسيق الناس إلى القتل العمد، والاعتقال، والتعذيب للرجال، والاغتصاب للنساء، وكل ما يمكن أن يلحق بالأحرار من سوء وأذى لحق بهم". وفيما يتعلق بالأحكام القضائية، قال القرضاوي: "جاءت الأحكام القضائية الظالمة، بموجات إعدام عنيفة تطال معارضي الانقلاب، حتى أصبح أحدهم يحكم بالإعدام على المئات في جلسة واحدة أوجلستين". واستطرد القرضاوي قائلاً: "الحملات الإعلامية الفاجرة تلصق تهمة الإرهاب بكل من يعارض المسار الانقلابي، الذي تعيشه مصر، ويرزح تحته المصريون، بقوة السلاح وسلاح القوة". كما شن هجومًا على مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا: "يسعى الانقلابيون جميعا إلى صياغة الفرعون الجديد، والتلبيس على المصريين، بأن ذلك هو الحل الوحيد لإنقاذ مصر مما هي فيه". وأنهى كلامه قائلاً : "الأبرياء المقتولون ظلما وعدوانا بعد الانقلاب الغاشم لم يعتدوا على أحد، لا على رجل، ولا على امرأة، ولا على طفل، ولاعلى إنسان، ولا على حيوان".