الكذب صفة يمقتها العقل وينبذها العرف ومحرمة لدى جميع الشرائع السماوية والوضعية ‘ وذلك بسبب كونها تتعارض مع القيم الإنسانية . وقد قال تعالى في القرآن الكريم (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) و كلمة ويل هي كلمة يتوعد سبحانه وتعالى بها المكذبين. أما الكذب في لغة العرب ‘ هو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عليه . و قال ابن منظور " الكذب نقيض الصدق‘ وحقيقة الكذب هي الإخبار عن الشيء بخلاف الواقع . والكذب أنواع‘الكذب على الله ‘ الكذب على الرسول والكذب على الناس. وقال عليه الصلاة والسلام ‘ آية المنافق ثلاث ‘ إذا حدّث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا وعد أخلف. ووفق هذه القاعدة التي شرح بها الرسول الكريم صفات الكذاب ‘ فان المتتبع لتصريحات وأفعال قادة النظام الإيراني لا يراوده الشك مطلقا من انهم مصداقا لهذا الوصف وان نظامهم اكذب أنظمة العالم على الإطلاق حيث لا يوجد في عالم اليوم من هو أكذب من هذا النظام ‘ولو كان " جوزيف غوبلز " وزير الدعاية النازية المعروف بعبقريته الدعائية الكاذبة اليوم حيا لحسد قادة النظام الإيراني على عبقريتهم في صنع الأكاذيب المؤدلجة وترويجها تحت عباءة الدين . فالكذب في الجمهورية الإيرانية يمارس من أعلى مسؤول "مرشد الثورة علي خامنئي" نزولا إلى اصغر مسؤول ‘ فهؤلاء وان اختلفت مناصبهم إلا أنهم لا يختلفون في مستوى إطلاق الأكاذيب وترويجها ‘ ولا يقتصر كذبهم على شأن معين من الشؤون السياسية الداخلية او الخارجية‘ ولا في قطاع خاص من القطاعات ‘الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأمنية أو غيرها من القطاعات الأخرى ‘ وأحيانا كثيرة ينتاب المتابع التعجب من لجوء هؤلاء المسؤولين إلى الكذب في أتفه الأمور فيما لو انهم قالوا الصدق وصارحوا مواطنيهم بحقيقة هذه الأمور لتقبل المواطنون ذلك بشكل طبيعي . فما الذي يدفع خامنئي وقادة نظامه إلى الكذب على شعوبهم في كل صغيرة وكبيرة ؟. الجواب البديهي لهذا السؤال لا يخرج من كونها عادة دأبوا عليها حتى أصبحت ثقافة وعقيدة وتركها يتسبب في كشف حقيقة هذه العقيدة , و هذا ما يخشونه. فبما إن تاريخ هذا النظام مبني على الكذب والخداع فان كشف حقيقة واحدة قد تؤدي إلى كشف حقائق عديدة عندها لم تعد هناك قدرة يمكنها توقف انهيار هذا العقيدة وثقافتها المبنية على الخرافة والخديعة. فمن بين بعض أكاذيب قادة هذا النظام , شعار الوحدة الإسلامية ودعوة التقريب بين المذاهب, وغيرها من الشعارات الخدّاعة الأخرى . فما أن ثار الشعب السوري حتى كشر الولي السفيه عن أنيابه وخلع قناع التقية وضرب شعار التقريب والوحدة بعرض الحائط ونزل ارض المعركة علانية لدعم بشار المجرم رغم أن بشار ونظامه مكفّر عندهم من جهة كونه بعثي علماني ونصيري علوي. واليوم وحين أراد عرب العراق السنة أن يدفعوا عن أنفسهم الاضطهاد ويحموا كرامتهم ويستعيدوا حقوقهم التي سحقتها حكومة المليشيات الطائفية التي نصبها الغزاة الصليبيون, فقد سارع الولي السفيه والمرجعية المأجورة إلى إعلان الحرب على أهل السنة و الدعوة إلى إبادتهم بحجة الحفاظ على المقدسات الشيعية. لقد مرت أكثر من ثلاثة عقود ونيف من عمر نظام ولاية الفقيه وطوال كل هذه المدة و العالم يسمع بشعار المتاجرة بنصرة الشعب الفلسطيني وتحرير القدس ورغم أن الشعب الفلسطيني قد تعرض لعشرات المجازر وتعرضت المقدسات الإسلامية في القدس والخليل وفي غيرها من المدن الفلسطينية الأخرى إلى عشرات الانتهاكات على يد الجيش الصهيوني إلا إننا لم نسمع بفتوى واحدة من المرشد السفيه و مرجع النجف المأجور يدعون الشيعة للجهاد لحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية في فلسطين فيما نجدهم قد سارعوا إلى إصدار فتاوى بقتال أهل السنة في سورياوالعراق نصرة لبشار والمالكي. فما أكذبوه من مرشد سفيه وما أرخصه من مرجع مأجور .
رئيس المؤسسة الأحوازية للثقافة والإعلام http://ahwazifoundation.com/