"النقاب واللحية"

ليس النقاب دليل الدين فاستمعي=ما لم يصن بنقاء الأصل والورعِ
كلا ولا لحية الزهاد تنفعهم=إلا بصدق فعال غير مبتدعِ
إن الحجاب يصون الجسم ظاهرهُ=ولحية المرء سمتٌ غير ممتنعِ
لكن جوهرهُ الأخلاق أحسنها=قويم حالٍ سولك بين مجتمعِ
لا تغررنكَ فتاةٌ فى تلحُّفها=ولا اللحى ما استقاموا صاحِ فاقتنعِ
هو الزمان يغر الناس خدعتُهُ=فاحذر أخى من البلوى فتنخدعِ
هى الشريعة إيمان يصدقهُ=نطق اللسان وإذعانٌ لمتَّبِعِ
على الصراط صراط الله خالقنا=وسنة المصطفى المختار ذى اللمعِ
فدع بُنَى من الأسماء ظاهرها=ويا أخيةُ شرع الله لا تدعي
وحاكموا الناس بالإسلام ولتزنوا=خذى الحقيقة أما ما بدا فدعي
ولا تقولوا لذى العصيان: قد هلكوا=عسى يفوز من التقوى بمرتفعِ
وسل إلهك رشدًا لستَ تدركهُ=حتى يشاء وحاذر من ردى البدعِ
وصن فؤادكَ عن حقد وعن حسدٍ=وعن ضغينتهِ والفاحش البشعِ
وراقب الله فى الأحوال واتقهِ=واصبر لربك لا تسرع إلى الجزعِ
وأحسن الظن فى أهل الهدى فلهم=حقُّ الأخوةِ يبقى غير منقطعِ
وبالولاء لهم فى الله منتصرًا=وبالبراء من العداء لا تدعِ
وفى فواحشِ وسواسٍ وفتنتهِ=وزخرفٍ والدنا يا صاح لا تقعِ
وقم لربك فى الليل البهيم عسى=يتوب عن زلةٍ الأهواء والطمعِ
وناجه راغباً فى العفو مرتجياً=وسح دمعكَ سح المزنِ فى همعِ
يجب دعاءك إكرامًا برحمتهِ=ويجتبى الله أهل الدين والورعِ