لا شك أنه كلما تقدمت الدراسات المتعلقة بالآثار التاريخية للإنسان على أرض الأمريكتين قبل وطوء كولومبس هذه الأرض، تأكد لنا يوماً بعد يوم، حجم المجازر التي ارتكبها الأوروبيين للاستيلاء على هذه الأرض عنوة، بتحطيم سكانها وذبحهم، نفي الآخر هو مسلسل مستمر منذ سنوات طويلة، في محاولة من الغربيين لإثبات أنهم عمروا هذه الأرض، مؤخراً شهدت مكتبة الإسكندرية معرضاً للآثار المكسيكية تعود لحضارتي ثابوتيكا ومكسيكا بولاية جواخاكا المكسيكية، وكلها أسماء جديدة علينا، لكن عليك أن تدرك أنك مغيب العقل إزاء التاريخ الذي تقرأه حالياً أو الذي تدرسه في المدارس، إذ أن العالم يبدأ وينتهي عند الرؤية الأمريكية والأوروبية لمركزية العالم حول هذه الرؤية، وبالتالي هناك تاريخ مهمش يجب علينا إما تجاهله أو نسيانه، فهذه الآثار المكسيكية تعود إلى 1200 سنة قبل الميلاد إلى 1500 سنة بعد الميلاد، وهو ما يعني أن الإنسان وطأت قدماه الأرض منذ فترة مبكرة. إن العجيب أن هناك آلاف الأدلة على وجود عربي مبكر في هذه الأراضي بدءاً من اكتشاف آثار فينيقية بها إلى اكتشاف وجود قبائل عربية ونقود عربية إلى وجود آثار كلمات عربية لدى سكانها، بل إن وصف ابن الوردي في كتابه خريدة العجائب لسكان الأمريكتين وتشبههم في لباسهم بالحيوانات نكاد نشاهده بصدق في معرض الآثار المكسيكية. لكن بات علينا أن نعيد كتابة تاريخ القارتين التي أطلق عليهما خطأ العالم الجديد، وأن نراجع تاريخ الاكتشافات الجغرافية لأنها لم تكن سوى حملات استعمارية، الهدف منها الاستيلاء على ثروات الآخرين، لعلنا أخطأنا كثيراً في الماضي لكن حان الوقت لكي نصحح ما ورد لدينا من أخطاء، ما عزز معرفتنا عن الأمريكتين هو حل رموز كتابات حضارة المايا، التي هي عبارة عن رسوم تصويرية تشابه من حيث منشأ إبداعها الرسوم التصويرية للهيروغليفية المصرية القديمة، فصرنا اليوم نعرف الكثير عن التاريخ الأمريكي القديم وعن ملوك وحضارة المايا في المكسيك، وعن أهرامات المكسيك المدرجة التي ما هي إلا معابد للآلهة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.