الولايات المتحدةالأمريكية أرض الأحلام لعدد كبير من الشباب العرب، تذكر أحدث إحصائية أنه يومياً ينتحر بها 80 شخصاً على الأقل، ليصل إجمالي العدد سنوياً إلى ثلاثين ألف شخص، والناجحون يحاولون حالياً مرة أخرى الانتحار، هذا ما جعل الانتحار السبب الأبرز الحادي عشر للوفاة في الولاياتالمتحدة، ويعاني ما يقدر ب90% من ضحايا الانتحار من مرض نفسي قابل للتشخيص وعادة ما يكون الاكتئاب أو مرض الثنائية القطبية الذي تتناوب فيه فترات من المس والاكتئاب، أي الاهتزاز بين حالات نفسية متفاوتة، كما يعد الشعور بالذنب الذي يسيطر على الناجحين يعد سبباً إضافياً للانتحار، وكذلك تعدد حالات الانتحار في العائلة الواحدة.
لهذه الأسباب، يعكف الباحثون على تعزيز جهودهم الرامية للحيلولة دون الانتحار، فقد أنشأت جامعة روتشستر وجامعة نيفادا مراكز محددة لمعاينة الانتحار، وأجرت جامعات أخرى أبحاث ذات شأن في هذا المجال ونشرت وزارة الصحة الأمريكية الاسترتيجية الوطنية للحيلولة دون الانتحار، إن أصعب شئ على أي مجتمع هو الاعتراف بوجود مشكلة ما به، هنا يجب أن نسأل أنفسنا كم عدد حالات الانتحار في المجتمع المصري، لا أحد يعرف، وهل هناك مشكلة انتحار في مجتمعنا، نعم توجد مشكلة لكن الأرقام مغيبة، والدراسات معدومة، بل لا نكاد نعرف معدلات انتحار الشباب المصري إلا من خلال ما ينشر في صفحات الحوادث بالصحف، إن مشكلة البطالة، والاكتئاب النفسي والانهيار الأسري وانعدام فرص الزواج في ظل الغلاء وانخفاض مستوى الدخل كلها عوامل تحفز الشباب على الانتحار، لذا يجب أن نتنبه لهذه المشكلة الخطيرة، وأن ندفع شبابنا نحو مزيد من الأمل، خاصة من قبل وسائل الإعلام المرئي والمكتوب الذي بصفحاتها تؤكد حالات اليأس، بل تدفع للانتحار، يجب أن نتبنى برنامجاً وطنياً للشباب المصري الذي تدفعه ظروف يأسه للانتحار غرقاً بحثاً عن بصيص أمل أي أمل، بل إن الصحف في النصف الأول من القرن العشرين أطلقت مشاريع بعثت الأمل في نفوس المصريين كمشروع القرش ومشروع تنمية الصناعات المصرية وتشجيع شرائها.