بات الإيمان بقضية المؤامرة علينا وعلي ثورتنا المباركة أمرا حتميا وواقعا معاشا خاصة في هذه الأيام والتي تشهد توترات شديدة في المواقف وتطورات كبيرة في الأحداث وتسارعت الرؤي والأفكار وتشخيص الأسباب التي أدت إلي هذا القلق المحتدم فمنذ أن سقط مبارك من سده الكم ومعه نظامه وزبانيته والمصائب تتتابع علي مصرنا واحدة تلوها أخري وما فتئ المجلس العسكري والحكومة من حل إحداها إلا ويجدوا أخري ربما اشد واعتي من سابقاتها وهذا أمر طبيعي بلا شك إذ كنا نعيش في زمن يملئه الفساد والظلم ويجب التطهر منه وإزالته من علي الساحة لكن الذي ليس طبيعيا إطلاقا أن نري مشكله تتجدد قد تجاوزناها بمراحل أثناء الثورة وهي بالتحديد قضيه الفتنه الطائفية والتي اثبت الشعب المصري أن الوحدة الوطنية هي سبيل الرفعة لمصر وأهلها علي اختلاف طوائفهم وتم إخماد نار هذه الفتنه بلا رجعة في ميادين وشوارع مصر ولكن الغريب في الأمر هو التشخيص الخاطئ لأسباب قيامها مرة أخري خاصة بعد الثورة حيث يتم الرمي بتهمه إذكاء نار الفتنه إلي التيار الإسلامي وخاصة الفصيل السلفي وهذا ادعاء باطل من عده أوجه منها أن هذا الفصيل لا يؤمن بان العنف وسيله لحل القضايا والنزاعات بل أنهم يؤمنون بحرمه الدماء والأعراض في الإسلام وهم احرص الناس علي ذالك وهذا يتضح جليا من خلال الحديث مع كبار مشايخهم ومع قطاع كبير من أتباعهم وهنا أتسائل... منذ متي والسلفيون يتخذون العنف حلا ؟ وما علمنا منهم إلا الرحمة واللين والرأفة بكل الناس ومن الإنصاف أن أقول هذا في الغالب الأعم ، فيجب علينا أن نشخص الأمور تشخيصا دقيقا حتي لانقع في براثن الفتنه مرة أخري ، وان كنا نريد حلا فاعلا لهذه الأزمة فعلينا أن نسلم بأن القانون يجب أن يأخذ مجراه ، وان لا تكون هناك سلطه فوق سلطته حتي لايتغول احد عليه وحتي ينال الجاني عقابه بالعدل والإنصاف ، وان لا يرمي الناس الشرفاء بالتهم جذافا ، وينبغي علينا أن نتنبه لما يحاك لهذه الامه من مخططات تنال من أمنها وسلامتها وثورتها الشعبية السلمية الجارفة والتي أحرقت عروش الطغيان في زمن مقدارة ثماني عشر يوما ولا تزال تسقط الباقين منهم في الهاوية وقديما قالوا "إذا أردت أن تعرف من قام بحادثه ما فابحث عن المستفيد" وهنا أتسائل ثانيه... من المستفيد من تفتيت الشعب المصري وشغله عن المهمة الأساسية لثورته بعد إسقاط النظام وهي تطهير البلاد من بقايا النظام وأذنابه ومن ثم اقامه دوله قويه يسودها العدل وتغمرها روح القانون ثم التفرغ لتحرير فلسطين السليبة وايضا البدء في إجراءات هذا التحرر بالمصالحة تارة والمساعدة المالية والمعنوية تارة ؟ إن أطراف قضيه المؤامرة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لكل ذي عينين واعيتين وعقل مفكر،متجرد ، فبقايا النظام السابق ممن كانوا منتفعين منه من أعضاء الحزب الوطني المنحل وأصحاب الجرائد والقنوات الخاصة والحكومية التي كانت تنافق النظام السابق في الماضي هي احد الأطراف الظاهرة لما يسمي "الثورة المضادة" أو "المؤامرة" وذالك لان عددا كبيرا منهم يده ملوثه بأموال وأراضي الشعب المسكين ويخشي أن تؤخذ ضده الإجراءات القانونية اللازمة كما حدث مع أسياده الكبار في الحزب المنحل وحكومته فتارة يهول الأمور ولا يضعها في نصابها الطبيعي بل ويتهم الشرفاء ليحدث بلبله في الشارع المصري ولكي يثبط همم الناس في المطالبة بمحاكمه عادله وسريعة لكل المفسدين أيا كانوا ، ثم إن هناك طرفا آخر لا يمكننا إهمال دورة المؤثر في القيام بهذه الثورة المضادة وهي إسرائيل التي لطالما لوحت كثيرا بملف الفتنه الطائفية وكانت احد أسباب الاحتقان الطائفي في مصر في العهد البائد بالإضافة إلي دورها الكبير في قضيه مياة النيل وخوفها وغضبها مما قامت به مصر الثورة من العودة لحل القضية الفلسطينية من خلال إجراء مصالحه لأكبر فصيلين فلسطينيين فتح وحماس وهو من شأنه أن يهدد أمنها في منطقه لا ترغبها من الأساس وغير ذالك من الملفات الحساسة التي من شأنها أن تهدد أمن مصر وسلامتها فينبغي علينا أن لا نغفل عن هذه المؤامرة وان نعمل جاهدين علي المضي قدما في حلها والمساهمة بذالك في توعيه الناس وتعريفهم ، ففلول الحزب الوطني وأتباعه هم المستفيدون الحقيقيين من التوتر القائم، لكي تمرر مصالحهم الخاصة ، وان استعانوا باسرائل أو غيرها في ذالك وهناك كثير من الأدلة علي تورطهم في أحداث الفتنه الأخيرة في امبابه وقد أكد ذالك لجنه تقصي الحقائق والتي عنيت بالتحقيق في هذا الأمر والتي بدورها قد برأت السلفيين من مثل هذه التهم التي هم بعيدين عنها أشد البعد وذكرنا لهذا الأمر ليس تخويفا علي الإطلاق وإنما إحساسا بالواجب الوطني تجاه مصرنا الغالية ولكي لا يحدث أكثر من ذالك من اراقه الدماء البريئة التي لا ذنب لها فيجب علي المسؤلين عن الأمن التصدي لهؤلاء واتخاذ كافه الإجراءات المشددة عليهم ،حفظ الله مصر وشعبها ورزقنا الأمن والأمان انه سبحانه ولي النعم.