التقي الوفد الشعبي المصري أمس، الصادق المهدي زعيم حزب "الأمة القومي السوداني"، ومحمد عثمان الميرغني زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي السوداني"، في إطار الزيارة الحالية للسودان للوفد الذي يضم أشخاصًا من مختلف التيارات السياسية ورموز العمل السياسي في مصر واعتبر الصادق المهدي خلال لقائه أعضاء الوفد أن مصر استردت كرامتها و مكانتها ونالت إعجاب العالم عقب ثورة 25 يناير، مؤكدا أن مصر والسودان الآن بحاجه إلى تنفيذ مشروع ديمقراطي وتنموي مشترك للتصدي لمن يريد تمزيق القارة الأفريقية إلى تكتلات معادية شمال وجنوب الصحراء. وقال إن هذا المشروع يجب أن يتضمن العمل على نظام عادل في حوض النيل بدءًا بالتوقيع الفوري على اتفاقية عنتيبى والسعي لتحقيق التعاون الأقصى بين دول حوض النيل وتحقيق الأمن الغذائي المشترك والتكافل الاقتصادي بين البلدين. وأوضح أن الخطأ الذي ارتكب تاريخيًا هو أن كثير من الحكومات المصرية السابقة لم تفهم السودان، مشيرا إلي أن الحركة الاستقلالية في السودان لم تنكر المصالح المشتركة لكنها أنكرت مسألة السيادة التي أردتها الحكومات المصرية لمصر علي السودان، موضحا أن الموقف السوداني لم يكن هدفه مطلقًا إنكار العلاقة المصيرية بين الشعبين. من جانبه، أكد الزعيم محمد عثمان الميرغني خلال كلمة ألقاها نيابة عنه صلاح سر الختم القيادي بالحزب تمسك حزبه بتحقيق وحدة وادى النيل، لافتا إلي أن ثورة 25 يناير جاءت في الوقت المناسب لإنقاذ علاقات مصر بدول القارة الإفريقية خاصة بعد انحسار دور مصر الريادي عربيًا وإسلاميًا، مشيرًا إلى أن قضية وحدة وادى النيل خير شاهد على ذلك. وشدد الميرغني في كلمته على أن عزيمة الاتحاديين لن تهدأ حتى تتحقق وحدة وادى النيل شماله وجنوبه، وقال إنه ينظر نظرة أمل بعد ثورة 25 يناير التستعيد مصر دورها وموقعها الطبيعي في قيادة الشعوب العربية و الإسلامية. ورأى أن المصالحة الفلسطينية التي قادتها مصر خير مؤشر على ذلك، مؤكدًا أنه ينظر لقدوم الوفد الشعبي على أنه دليل إيجابي لاستعادة مصر قوتها. من جانبه، قال الدكتور السيد البدوى رئيس حزب "الوفد" ورئيس الوفد الشعبي المصري للسودان إن مصر تخلصت من نظام جثم على صدر مصر والمنطقة وتسبب في تراجع دور مصر عربيًا وأفريقيا. وذكر أن الشعب المصري استرد الآن وعيه ولا يمكن أن يفرض عليه قرار من احد، مشيرا إلى أن الشعب المصري سيصدي مع السودان لأمريكا التي كانت تمنع وحدتنا لأننا بهذه الوحدة سوف نكون دولتان قويتان قادرتان على قيادة المنطقة. والتقي الوفد الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب "المؤتمر الوطني" الذي شدد علي ضرورة وجود علاقات مستمرة مع حزب الوفد و الأحزاب التي تشارك في الوفد الشعبي وكذلك مؤسسات المجتمع المدني. وأوضح البدوى أن اللقاء الذي تم بين الوفد الشعبي المصري وحزب "المؤتمر الوطني" كان لقاء مكاشفة حيث إلقاء اللوم علي النظام السابق و ليس على الشعب المصري، وقال إن ما قام به النظام السابق تجاه السودان كان بتعمد خارجي، لأن وحدة وادى النيل يؤيدها الفريق عمر حسن البشير والشعبان المصري والسوداني لكن هذه الوحدة مرفوضة من الولاياتالمتحدة. وأكد أن الشعب المصري استرد وعيه و لديه إصرار على المضي نحو وحدة وادى النيل ولن يقف أمامه أية دولة مهما كان مكانتها لان إرادة الشعوب هي الأقوى. وأعلن البدوي عن مبادرة شراكة بين مصر والسودان لا تهدف للربح، تقوم على تبرع رجال أعمال مصر الشرفاء ب10% من ثروتهم لزراعة مليون فدان بالسودان يتم تمليكها لأسر مصرية وسودانية ويتم توزيع ربحها الثلث للأسر المصرية والثلث للأسر السودانية والثلث لإدارة المشروع. وأوضح أن هذه فكرة النائب مصطفى الجندي. وذكر البدوي أنه سيناقش مسألة إلغاء التأشيرة المفروضة علي السوداني الذي يرغب في الذهاب إلي مصر، مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال لقاءه بهم يوم الأربعاء المقبل، مشيرا إلي أن لديه استثمارات في السودان ولم يشعر بأي فرق بين وجوده في مصر ووجوده في السودان والتي التزمت بالحقوق الأربعة للشعب المصري، وهي "الانتقال والعمل والإقامة والملكية". واكد أنه سيوفر خلال 18 شهر ألف فرصة عمل في السودان، إلى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي بنسبة 50% للسوق المحلى السوداني. ولفت البدوي إلي أن مصر كانت تتعامل مع السودان من خلال المخابرات العامة وهو ما لا يليق بالسودان، لكن الآن عاد الشعب لتملك الوطن وانتهت الإملاءات الخارجية والتي غبنا بسببها عن أفريقيا. من جانبه، أكد حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسي لحزب "التجمع" أنه لولا قيام ثورة يناير ما كان يمكن أن يتم هذا اللقاء. فيما أوضح الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الحالة السياسية في مصر غير مسبوقة وتشهد إقبالاً من جميع أطياف الشعب، وأن الثورة لا خوف عليها لأن هناك جدولاً زمنيًا وضع للانتخابات البرلمانية والرئاسية.