الإخوان يراهنون على تراجع شعبية السيسى ويتعهدون بمواصلة التظاهرات.. والوكالة تتوقع استمرار المواجهات بين الطرفين الحقوق السياسية للمواطنين لا تزال حبرًا على ورق
الوكالة الأمريكية تستبعد تزوير الانتخابات وتتوقع وجود مخالفات
فوز صبَّاحى "ضربة ساحقة" تثبت مدى قوة المعارضة
انتشال البلاد من الأزمة الاقتصادية، وتحقيق الأمن والاستقرار طوق نجاة الرئيس المنتظر
قالت وكالة "الآسوشيتد برس " – الأمريكية – إنه إذا ما تمكن المرشح الرئاسى حمدين صباحى من الفوز فى السباق الرئاسي، فإن ذلك سيمثل "ضربة ساحقة" تكشف عن مدى فاعلية المعارضة أمام خصمه الوحيد وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسى بالرغم من "الضجيج " الإعلامى المنحاز للأخير. ورأت أنه يمكن التنبؤ بنتائج الانتخابات فإذا كانت النسبة مرتفعة ففى تلك الحالة يصبح بمقدور السيسى الإدعاء بأنه يحظى بتأييد الشعب، ومن ثم يقول للعالم بأن إطاحته لمرسى إنما هى استجابة للإرادة الشعبية، أما إذا كانت نسبة الإقبال ضعيفة فهذا يعنى تراجع شعبيته فى بلد أطاحت برئيسين منذ عام 2011 . ورجحت "الوكالة الإخبارية" فوز السيسى وعزت ذلك لكونه محط إعجاب المصريين منذ الإطاحة بمرسي، فضلاً عن أن الكثير من المصريين يطوقون إلى استعادة الأمن والاستقرار، وأعربوا عن سخطهم على الإسلاميين، إلى جانب اجتياح موجة من " الهوس " بشخصية السيسى والتى عززتها وسائل الاعلام؛ إذ صورته بأنه منقذ البلاد، والرجل الوحيد القادر على حل مشاكلها . كما تصاعدت " الشوفينية " تجاه الشرطة والجيش، والتى أخافت الكثير من المعارضين . وأشارت إلى أن صباحى على النقيض من كل ذلك، فلقد حظى بالقليل من اهتمام وسائل الإعلام . واستبعدت " الآسوشيتدبرس " تزوير الانتخابات وقالت: "إنه من المستحيل الآن العودة إلى عهد مبارك التى عُرف بتزوير للانتخابات" ؛ لكنها توقعت وقوع "مخالفات" مثل محاولات لاستقطاب الناخبين والتأثير عليهم أمام مراكز الاقتراع أو ترهيب أنصار صباحى . واعتبرت أن "رمانة الميزان" التى ستحدد نجاح أى رئيس قادم هو مدى قدرته على تخطى الأزمة الاقتصادية وتحقيق الاستقرار والأمن قائلة: "إن الكثير من المصريين يتطلعون لاستعادة الأمن وتحقيق الانتعاش الاقتصادى ؛ فإذا ما فشل "الرئيس المنتظر"، ولم يُر أى نتائج ملموسة فإن ذلك من شأنه إثارة موجة جديدة من الاضطرابات التى يخشى الكثيرون أن تكون أكثر عنفًا" . وطرحت "الوكالة الأمريكية" سؤالا ملحًا هو أن ترشح السيسى للرئاسة يتطلب الإجابة على سؤال عما إذا سيكون بمقدور مصر تحقيق الاصلاحات الديمقراطية التى طالبت بها الثورة ؟! ، مشيرةً إلى إجابة معارضيه على هذا السؤال من وجهة نظرهم فيقول أنصار مرسى بأن الإطاحة به حطمت تلك الآمال، بينما يرى مؤيدو "السيسى "بأنه حمى الديمقراطية من الإسلاميين، فى الوقت الذى يخشى فيه معارضوه من العلمانيين تكريسه للحكم "الاستبدادى مجدداً ." أما فيما يتعلق بمصير جماعة "الإخوان المسلمين" فقالت الآسيوشيتد برس " إنه تم العمل على تدمير وحظر وإعلان الجماعة تنظيماً إرهابيًا، فالعديد من قياداتها بمن فيهم مرسى يواجهون العديد من الاتهامات التى قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، كما تراجعت شعبية "الإخوان" لاقتناع الشارع المصرى بأن الجماعة حاولت المتجارة بالدين لأجل احتكار السلطة . ولفتت " الوكالة " إلى دعوة " الإخوان " إلى مقاطعة الانتخابات . وقالت " الوكالة الأمريكية " إن هناك " إشكالية " فهناك جمهور من الناخبين الإخوان الذين لم يختفوا بعد ؛لذا تعود مصر لطرح السؤال الذى تواجه لعقود: كيف ستصبح بلدا ديمقراطيًا وهى تُقصى الإسلاميين عن المشاركة السياسية ؟! فكلاً من السيسى وصبَّاحى أقسما على عدم السماح بعودة " الإخوان " للممارسة السياسية ومن هذا المنطلق، تنبأت باستمرار المواجهات ما بين الطرفين، لفتت إلى أن الإسلاميين قالوا إنهم سيواصلون تظاهراتهم، مراهنين على انضمام الكثير من المصريين إلى صفوفهم حال انهيار شعبية " السيسى "ورأت " الآسوشيتد برس "أن البعض قد ينحاز إلى المتطرفيين من الإسلاميين" . وعلقت على البرنامج الانتخابى للسيسى قائلة: "الاستقرار، الاستقرار، ثم الاستقرار" وأشارت إلى أنه أكد ضرورة وقف جميع الاضطرابات التى تعانى منها البلاد، حتى تتمكن من تخطى مشاكلها الضخمة، ناصحًا بأنه ينبغى على الجميع أن يشمروا عن سواعدهم وبأن يتنازل رجال الأعمال عن بعض مكاسبهم لأجل الوطن؛ إلا أنه لم يتطرق إلى أى تفاصيل فقط قام بعرض القليل من الأفكار مثل استصلاح الأراضى الصحراوية، واستخدام اللمبات الموفرة، وتجاهل كيفية التعاطى مع قضية "الدعم" الذى يلتهم معظم ميزانية الدولة، أو خلق فرص عمل لمئات الآلاف من الشباب . وحاولت "الوكالة الأمريكية " الإجابة على سؤال: "هل السيسى وجه آخر لمبارك ؟" وإن كلام السيسى يحمل التناقض ففى الوقت الذى يقول فيه "إنه لا عودة لدولة مبارك"، يقول "إنه من المستحيل تحقيق الديمقراطية الحقيقة لسنوات" . وأوضحت أن تلك التصريحات قد أثارت مخاوف معارضيه من عودة العناصر القديمة إلى وضعها مشيرةً إلى أجهزة الشرطة التى كانت مكروه على نطاق واسع فى عهد مبارك استعادة وحشيتها مجددًا، فالقد تصاعدت الانتهاكات وحالات التعذيب داخل السجون بحسب تقارير حقوقية. وتابعت "الوكالة الإخبارية" بأن قانون التظاهر الذى يجرم التجمع دون إذن مسبق، تم إلقاء القبض على الكثير من النشطاء العلمانيين بموجبه؛ إذ يرى " السيسى " بضرورة هذا القانون، وأوضح أنه لن يتسامح مع أى احتجاجات أو اضطرابات . وأضافت أنه طالب رؤساء الصحف بعدم توجيه أى نقد علنى للحكومة أو تناول القضايا الخاصة بحرية التعبير . واستدركت " الآسوشيتدبرس " فى طرح أدلتها على عودة الدولة " البوليسية " بأنه على الرغم من أن الدستور الجديد يمنح المواطنيين حقوقًا سياسية أكبر مما كانت فى عهد مبارك، على الأقل على الورق؛ إلا أن تلك الحقوق غير مفعلة إلى الآن بذريعة الوضع الأمنى المضطرب . وقالت أن هناك اختلافات عن عهد مبارك ففترة الحكم تم تحديدها بمدتين، كل منهما أربعة سنوات، أما أن السيسى طالب المصريين بتشكيل أحزاب سياسية من أجل خوض الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها نهاية الشهر الجارى .