«أسوشيتد برس»: نسبة الإقبال ستحدد «دعم السيسي» و«نشاط المعارضة»

استعرضت وكالة «أسوشيتد برس» الإخبارية الأمريكية تقريرا توضيحيا بشأن الانتخابات الرئاسية التي تبدأ الإثنين وتنتهي الثلاثاء، وهي الأولى منذ 30 يونيو الماضي، حاولت فيه الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة في أذهان المصريين.
وأوضحت الوكالة، في مستهل تقريرها الأحد، أنه من المؤكد فوز «الرجل الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي» وهو القائد العسكري المتقاعد المشير عبد الفتاح السيسي، ووصفته بأنه «أقوى شخصية في مصر خلال ال10 أشهر الماضية»، بجانب المرشح الآخر الوحيد في السباق وهو اليساري حمدين صباحي، الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية عام 2012.
وأكدت الوكالة أن «التصويت الانتخابي سيجلب مرحلة جديدة في ظل الاضطرابات التي ضربت مصر منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك»، مضيفة أنه منذ الإطاحة بمرسي، عقدت الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين احتجاجات ضد ما يسمونه «انقلابا على الديمقراطية».
وقدمت الوكالة بعض الأسئلة والأجوبة حول الانتخابات الرئاسية، افتتحتها بالسؤال الشائع «لماذا من المؤكد فوز السيسي؟»، وأجابت بأن « المشير الذي يبلغ من العمر 59 عاما كان هدفا للإطراء والتملق منذ الإطاحة بمرسي يوم 3 يوليو الماضي في أعقاب احتجاجات واسعة النطاق من قبل الملايين ضد الرئيس الإسلامي»، مضيفة أن «قطاع كبير من المصريين يتوقون إلى الاستقرار و يشعرون بالمرارة تجاه الإسلاميين».
وأرجعت الوكالة أيضا السبب إلى «الهوس الذي تغذيه وسائل الإعلام ومحطات التلفزيون و الصحف ووصفه بأنه منقذ الأمة والرجل الوحيد القادر على حل مشاكلها»، وفي المقابل، تلقى «صباحي» اهتماما قليلا من قبل وسائل الإعلام.
والسؤال التالي هو «إذا هل نتيجة الانتخابات أصبحت أمرا مفروغا منه؟»، رأت الوكالة أنه «من خلال نسبة الأصوات يمكن أن تكون النتيجة ساحقة».
وتابعت: «التركيز سيعتمد على نسبة الإقبال، إذا كانت مرتفعة، من الممكن أن يدعي السيسي أن الأمة تقف وراءه ليقول للعالم أن الإطاحة بمرسي تعكس إرادة المصريين، وإذا انخفضت نسبة الإقبال، سيظهر مدى ضيق دعمه في البلاد التي انتفضت في وجه رئيسين منذ عام 2011».
ورأت الوكالة أنه إذا تمكن «صباحي» إحباط النتيجة الساحقة مع ظهور محترم لأصواته الانتخابية، ستكون «ضربة أخرى تبين مدى نشاط المعارضة ضد «السيسي» رغم الضجيج الإعلامي، حسب تقرير الوكالة.
وعن التساؤل الأهم «هل يمكن تزوير الانتخابات؟»، اعتبرت الوكالة أن «التزوير الصريح على غرار عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك سيكون مستحيلا الآن»، ولكن من المتوقع حدوث مخالفات مثل الدعاية الانتخابية خارج لجان الانتخابات».
وأكدت الوكالة أن الشعب المصري يبحث عن استعادة الأمن وإحياء الاقتصا، محذرة أن عدم وجود نتائج ملموسة قد يؤدي إلى موجة جديدة من الاضطرابات التي يخشى البعض أن تكون أكثر عنفا.
وعن وضع الإخوان المسلمين فيما بعد، رأت الوكالة أن «المنظمة تحطمت وتم حظرها وإعلانها منظمة إرهابية»، كما يواجه قادتها، بما في ذلك «مرسي»، محاكمات بتهم متعددة يمكن أن تجلب الإعدام لهم، مضيفة أن العديد من المصريين تحولوا ضد الجماعة واقتنعوا أنها حاولت استخدام الدين والانتخابات لاحتكار السلطة.
وتابعت: «رغم أن الدائرة الانتخابية لجماعة الإخوان المسلمين لم تختف بعد، تعود مصر إلى السؤال الذي واجهته على مدى عقود: كيف تتحقق الديمقراطية دون مشاركة الإسلاميين؟».
وأشارت الوكالة إلى تعهد كل من «السيسي» و«صباحي» بعدم السماح لعودة الإخوان مرة أخرى إلى السياسة، قائلة إنه من المرجح أن تبقى مصر على «مسار المواجهة».
وعن سؤال «ما هو برنامج السيسي؟»، أجابت الوكالة كالتالي: «الاستقرار.. الاستقرار.. الاستقرار.. حيث يقول السيسي إن الاضطراب يجب أن يتوقف حتى تتمكن البلاد من معالجة المشاكل الضخمة التي تواجهها».
وأوضحت الوكالة أن «السيسي» يعطى قليلا من التفاصيل ويقدم عددا قليلا أيضا من الأفكار، قائلة إنه لم يتطرق إلى كيفية حل مشكلة الدعم الذي يلتهم مساحات ضخمة من ميزانية الدولة أو كيفية خلق فرص عمل.
«هل السيسي يعتبر مبارك آخر كما يدعي منتقديه؟».. تقول الوكالة إن «السيسي» أكد أنه «ليس هناك عودة إلى الوراء إلى عصر مبارك»، ولكنه يقول أيضا أن «تحقيق ديمقراطية حقيقية ليس ممكنا لسنوات».