جرت العادة في أي انتخابات أن يواجه المرشح، جمهور الناخبين وجهًا لوجه، لمخاطبته عن قرب، في محاولة لكسب ثقته، وشرح برنامجه وأهدافه في حال وصوله إلى السلطة. لكن الأمر بدا مختلفًا في الحملة الانتخابية للمشير عبدالفتاح السيسي، والذي اختار طريقة مختلفة لمحاورة الناخبين، عن طريق "الفيديو كونفرانس"، الأمر الذي كان مثار جدل واسع، واستغله منافسه حمدين صباحي، لتوجيه الانتقادات إليه، فيما بررت حملة "المشير"، الأمر بأنه "ضرورة أمنية". إذ استخدم السيسي "الفيديو كونفرانس"، لتكون وسيلة الاتصال بينه وبين المصريين في المحافظات المختلفة، حيث استخدمه "المشير" لمخاطبة الناخبين بمحافظة أسيوط وهي المحافظة نفسها التي دشن منها منافسه حمدين صباحي انطلاق حملته الانتخابية ميدانيًا فيها. و"الفيديو كونفرانس" هو عبارة عن عملية لنقل الصوت والصورة عبر الحواسيب المتواصلة وتستخدم هذه الطريقة في التواصل بين الشركات أو في الوزارات أو في المؤتمرات البعيدة، وذلك كبديل عن السفر والتنقل، ويستخدمها الوزراء في مصر للتواصل بينهم وبين العاملين بالوزارة. وأكد السيسي، خلال لقاء الفيديو كونفرانس مع أهالي محافظة أسيوط، حبه لأهالي الصعيد، مشيرًا إلى أن "الجندي الذي ينتمي لصعيد مصر له طابع مختلف ويعهد إليه بتنفيذ المهام الصعبة ومحل ثقة دائمًا من الجميع". ومن المقرر أيضًا أن تنظم الحملة الانتخابية للسيسي لقاءً عبر الفيديو كونفرانس للسيسي غدًا الخميس مع أهالي قرية كفر علام التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، وذلك بحضور السفير محمود كارم، المنسق العام للحملة، والمستشارة تهاني الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، واللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، وعدد كبير من الشخصيات العامة. وسيلقى السيسي كلمة للحضور عبر "الفيديو كونفرانس". ويستخدم السيسي "الفيديو كونفرانس" حاليًا كبديل لعدم قدرته على التواجد بين الجماهير على أرض الواقع على خلاف المرشح المنافس حمدين صباحي، الذي يتواصل مع الجماهير ميدانيًا، وذلك لاعتبارات أمنية خاصة بالمشير السيسي. ويقول الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن استخدام المشير عبد الفتاح السيسي لوسيلة الفيديو كونفرانس للتواصل بينه وبين الناخبين في المحافظات هي وسيلة جديدة للتواصل بينه وبين الجماهير، وذلك لاحتياطات واعتبارات أمنية. وأضاف:" السيسي لا يستطيع التواجد حاليًا في الشارع وذلك لأن جماعة الإخوان المسلمين تحاول الفتك به في أي مكان من الممكن أن يتواجد به وفي أى وقت فاستخدام الفيديو كونفرانس وسيلة للتواصل بين السيسي ومؤيديه حتى لاينعزل عنهم". وأوضح، أن ما يحدث الآن من حرق للسرادقات المؤيدة السيسي والانفجارات التي تستهدف حملات السيسي الانتخابية خير دليل على أن هناك من يخطط لاغتياله وعلي الرغم من ذلك فوسيلة الفيديو كونفرانس لاتقلل من شعبيته بل هي في تزايد مستمر. أما الدكتور خالد سعيد، رئيس حزب الشعب السلفي، فيقول إن الانتخابات من الأساس لا قيمة لها لأنها لا تعبر عن الشعب المصري، مشيرًا إلى أن استخدام المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي لوسيلة الفيديو كونفرانس للتواصل بينه وبين الجماهير ما هي إلا عبارة عن خوف شديد وقلق كبير من التواجد بين الجماهير على أرض الواقع بالرغم من زعم حملته الانتخابية أن للمشير جماهير عريضة تؤيده وتبارك له ترشحه لرئاسة الجمهورية. وأشار سعيد إلى أن استخدام وسيلة "الفيديو كونفراس" ما هي إلا قمة في الاستعلاء على الجماهير ومحاولة تطويع الجماهير على مثل هذه الأفعال فكل هذه الأفعال ماهي إلا عودة لنظام مبارك مرة أخرى وهي الانعزال عن الجماهير والبعد عنهم.