من أروع ما سمعت فى ميدان التحرير شعار ( مسلم ومسيحي كلنا مصريين) وهو شعار جميل يعبر عن الوحدة والتالف الذي افتقدنه لعقود طويلة من الزمان داخليا وخارجيا. وبالنظر إلى العالم المحيط بنا نجد أن كثير من الدول تتجه نحو إنشاء تكتلات وتجمعات اقتصاديه وسياسيه وعسكريه مثل الاتحاد الاوربى وحزب الناتو وغيرهم على الرغم من الاختلافات الشاسعة والجوهرية بين هذه الدول فى اللغة والعادات والتقاليد والعقيدة ...الخ ، فى سبيل تحقيق العديد من الأهداف المعلنة وغير المعلنة والملاحظ أن اغلب هذه التجمعات أو معظمها إما أن يخلو من الدول العربية والاسلاميه او انه يضمها لكي يستفيد من قدراتها ويستغل إمكانياتها لصالحه وليس لصالحنا . وعلى الرغم من المحاولات العديدة التى تمت بين الدول العربية والاسلاميه بقصد تحقيق الوحدة بداية بتأسيس الجامعة العربية مرور بالوحدة بين مصر وسوريا ، وإنشاء منظمه المؤتمر الاسلامى ومجموعه الثمانى الاسلاميه التى انشاها رئيس الوزراء التركي نجم الدين اربكان . الا أن الملاحظ لهذه التجمعات والتكتلات الاسلاميه يرى بوضوح عدم توفيقها فى تحقيق الاهداف التى نشأت من اجلها والسؤال هنا لماذا فشلت هذه التجمعات الاسلاميه فى تحقيق اهدافها؟ السنا نتفق فى الدين والعادات واللغة بين معظم هذه الدول؟ أليس الذى يجمع بيننا اكبر بكثير من الذى يجمع بين الدول غير الاسلاميه ؟ اليست شعوبنا العربيه والاسلاميه فى شوق كبير لهذه الوحده؟ اذن لماذا الفشل؟ الجواب على كل هذه الاسئله السابقه يتلخص فى شئ واحد فقط هو البناء بدون أساس او التجميع على أساس خاطئ فبالنظر الى التكتلات والاتحادات التى نجحت على مستوى العالم خاصة الاتحاد الاوربى نجد ان هناك دعامتن اساسيتين لقيام اتحاد قوى بين الدول العربيه والاسلاميه أولا: لابد أن تكون هناك مجوعه من الشروط أو مقومات لقبول عضويه اى دوله فى هذا الاتحاد 1- شروط سياسيه : على الدولة التى تريد العضوية أن تتمتع بمؤسسات مستقلة تضمن الديمقراطية وتقوم على دولة القانون . 2- شروط تشريعيه : على اى دوله تريد العضويه ان تقوم بتعديل قوانينها وتشريعاتها بما يتناسب مع القوانين والتشريعات او الدستور العام للاتحاد المقترح انشائه _( وهنا من الممكن ان تكون هذه التشريعات ذات مرجعيه اسلاميه ولكن فى البدايه يقبل عضويه الدول التي تقوم على احترام حقوق الانسان) 3- شروط اقتصاديه: وهنا يقترح ان يكون هناك اقتصاد قوى يعتمد على الشفافية والمنافسة الشريفة فى المجتمع ومنع الاحتكار والتدخل المحدود للدوله فى الحياه الاقتصاديه الا فى الحالات التى تستدعى تدخلها وبهذه الشروط يكون الاتحاد اكثر تناغمن واكثر اتفاقا على تحقيق الاهداف التى نشا من اجلها وليس كما هو قائم الآن فى العالم الاسلامى فدول علمانيه واخرى قريبه من الاسلاميه ودول اشتراكيه وأخرى لا نعرف هويتها , وكذلك الانظمه السياسية المتعدده فدول جمهوريه واخرى جماهريه ودول ذات ملك مستبد واخرى بولايه فقيه مستبد ايضا. ثانيا: التدرج فى الاتحاد وليس الوحده المباشره التى تحدث بين الدول كما حدث بين مصر وسوريا والتى سرعان ما فشلت بنفس السرعه التى اقيمت بها فالاتحاد الاوربى لم يصل الى الشكل الذى نراه به الان الا بعد عده عقود وكأنه يتبع الحكمه العربيه التى تقول ( خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالا في الطريق الخطأ) واتبع فى ذلك مجموعه من المراحل قبل ان يصل الى الشكل الذى هو عليه الان كما فى الجدول الاتى . المرحلة الأولى منطقه التجارة الحره ازاله الرسوم الجمركيه بين الدول الاعضاء المرحلة الثانية الاتحاد الجمركي تعريف خارجيه او رسوم موحده لدول الاتحاد المرحلة الثالثة السوق المشتركة حريه تدفق العمل وراس المال المرحلة الرابعة الاندماج الاقتصادي تنسيق السياسات الاقتصاديه المرحلة الخامسة الاندماج السياسى التكامل السياسى المرحلة السادسه الاندماج الشامل توحيد العمله وبالنظر الى المراحل السابقه نلاحظ ان المراحل الاولى على الأقل موجوده بين غالبيه الدول العربيه والاسلاميه وبالتالى فان الاتحاد المقترح وليكن بين _( تركيا وماليزيا ومصر وتونس بعد الثورة بشر ط انطباق الشروط عليهم وكذلك اندونسيا ولبنان وموريتانيا وغيرهم من الدول الاسلاميه التى بها ممارسات ديمقراطيه وسياده للقانون ) وثمره هذا الاتحاد سوف تجنى فى سنوات قليله جدا بسبب ليس موجود لدى اى تجمع اقتصادى وسياسى اخر وهو حب شعوب هذا الاتحاد لبعضها البعض وترابطهم الفكري والعقدي، وفى نفس الوقت تستمر مؤسسات الوحده القائمه مثل الجامعه العربيه ومنظمه المؤتمر الاسلامى . ومما لا شك فيه ان هذا الاتحاد سوف يكون عامل ضغط على الدول الاسلاميه التى تحتوى على اغلب الديكتاتوريات فى العالم اليوم لكى تسعى الى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان اذا أرادت الانضمام الى هذا الاتحاد ، أضاف الى ذلك ما سيشكله من قوه كبيره ورفع اسم العرب والمسلمين . وتدخلها لحمايه مصالح وحقوق المسلمين فى العالم وخاصه الأقليات المسلوب حقوقها السياسيه فى العديد من دول العالم. /معيد بكليه التجاره بطنطا