علمت "المصريون" أن مصر أبلغت إسرائيل عبر الدوائر الدبلوماسية رفضها القاطع لأي تدخل من جانبها في قضية فتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة. وأكدت مصر أن فتح المعبر قرار سيادي مصري لا علاقة لإسرائيل من قريب أو بعيد به، رافضة مطالب إسرائيل بضرورة إخضاع المعبر لإشراف مصري أمريكي أوروبي طبقا لاتفاق وقع في عام 2005 وردت إسرائيل على الجانب المصري بالتأكيد على أن قرار فتح المعابر يعد تغييرا ملموسا واضحا في سياسة مصر مع قطاع غزة مختلفا عن سياسات القيادة المصرية قبل الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني بمبارك وهو ما رفضت مصر تقديم تفسير له. ورجحت المصادر ان تطلب تل أبيب من القاهرة خلال الأيام القادمة ضمانات بعدم استخدام المعابر للأضرار بأمنها أو استخدامه لتعزيز القدرات العسكرية ل "حماس" وهو أمر قد تخضعه مصر للدراسة قبل الرد عليه. وقالت إن إسرائيل تشعر بقلق شديد من هذه المواقف ومن إعلان وزير الخارجية المصري نبيل العربي سعي مصر لرفع الحصار عن غزة بشكل كامل وهو ما يمثل تهديدا استراتيجيا للأمن القومي لإسرائيل ولم تستبعد المصادر ذاتها دخول الولاياتالمتحدة علي خط الأزمة خلال المرحلة القادمة سعيا للحصول على ضمانات من مصر لعدم استخدام المعبر للأضرار بأمن إسرائيل. وأكد الدكتور طارق فهمي الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ل "المصريون"، أن فتح معبر رفح يعد شأنا مصريا سياديا لا يحق لإسرائيل التدخل فيه من قريب وبعيد خصوصا ان إسرائيل لم تكن طرفا في الإشراف على المعبر، حيث كان هناك اتفاق على مشاركة السلطة الفلسطينية ومراقبين أوروبيين في الإشراف علي تسييره ما ينفي المزاعم الإسرائيلية تتهم مصر بانتهاك اتفاقات سابقة بشأن المعبر. وأشار إلى أن إسرئيل تشعر بقلق شديد من حدوث تغيير استراتيجي في السياسة المصرية الخاصة بالملف الفلسطيني بعد تسارع خطى إتمام المصالحة وإعلان مصر عن فتح المعبر، مرجحا أن تشهد علاقات القاهرة وتل أبيب أزمة شديدة خلال المرحلة القادمة.