نظم أكثر من خمسة آلاف شخص أمس وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وجميع من تمت محاكمتهم عسكريًا فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. بدأت الوقفة بمسيرة حاشدة خرجت من مسجد النور بالعباسية عقب صلاة الظهر واتجهت إلى مقر المجلس العسكري بمقر وزارة الدفاع بكوبري القبة، حيث انضم إليهم المئات من المواطنين. وطالب المشاركون بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية"، المسجون بالولايات المتحدة منذ 18 عاما بعد أن صدر حكم بحبسه مدى الحياة. رفع المحتجون في المسيرة العديد من اللافتات التى كتب عليها "نطالب بالحرية للسجناء السياسيين"، "أيها الحكام اتقوا دعوة المظلوم"، "مطالب الثورة العفو عن السجناء السياسيين"، مرددين للعديد من الهتافات التى تنادى بالإفراج عن المعتقلين السياسيين فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك منها "عصام شرف يا رئيس.. دم الأسير مش رخيص"، "الشعب يريد العفو عن المعتقلين". شارك فى المسيرة الاحتجاجية العديد من أسر المعتقلين والسجناء، وقيادات ب "الجماعة الإسلامية"، من بينهم رأسهم طارق الزمر، وأسامة حافظ المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية، ومجدي سالم القيادي بطلائع الفتح، كما شارك أيضا شباب من ثورة 25 يناير. والتقى أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوفد من المشاركين في المسيرة الاحتجاجية. وضم الوفد كلا من صفوت عبد الغنى القيادي البارز ب "الجماعة الإسلامية" وكلا من يحيى خلف ومجدي سالم وعصام ودربالة. واحتج بعض أعضاء الجماعة الإسلامية على مشاركة الدكتور ناجح إبراهيم منظّر الجماعة المستقيل فى الوقفة وتطور الأمر إلى مشادة كلامية الأعضاء اعتراضًا منهم على تحدثه مع الإعلام حتى لا يؤخذ كلامه باسم الجماعة. وأكد صفوت عبد الغني ل "المصريون"، أن المجلس الأعلى أوضح أن سيخضع المطلب بالإفراج عن السجناء السياسيين لدراسة معمقة خلال المرحلة القادمة دون أان يقدم تاريخا واضحا للإفراج عنهم. وأوضح أن وفد الجماعة طالب من المجلس تفسيرا لإصداره قرار بالإفراج عن عدد 60 معتقلا من الجماعة صدرت ضدهم أحكام من محكمة أمن الدولة العليا طوارئ لقضائهم نصف المدة دون ان يشمل الأمر الإفراج عن 47 معتقلا صدرت ضدهم أحكام مشابهة ولكن من المحكمة العسكرية، على الرغم من قضائهم نصف المدة خصوصا أنهم نبذو العنف وقبلوا بالمراجعات . واعتبر عبد الغني الإبقاء على من حوكموا أمام محاكم عسكرية أمرا غير مبرر وأنه كان يجب إصدار عفو عام السجناء السياسيين باعتبار ذلك من أهم مطالب الثورة، مطالبا بضرورة اتخاذ قرار سريع بتسوية هذا الملف والإفراج عنهم. وقلل من أهمية ما تردد عن حدوث احتكاكات بين بعض المشاركين في الوقفة والدكتور ناجح إبراهيم، وقال إان الأمر لم يتجاوز قيام شخص غير متزن وآأخر متطرف بمحاولة الاحتكاك به لكن جري احتواءه. واتهم بعضًا من أنصار المتهمين في قضية "حزب الله" بمحاولة إفساد الوقفة الاحتجاجية، نافيا وجود اعتراض من أعضاء الجماعة على مشاركة الدكتور ناجح مشيرا إلى أن له فضلا يجعل وجود اعتراض على مشاركته أمرا غير مقبول.