صف مشاكل العالم تأتي من قول “نعم” متسرعة، ومن قول “لا” متأخرة (مثل أمريكي)عندما يتأخر السياسي من فوق، يأتي الثوري من تحت، هذه وصفة مجربة تاريخياً، رزنامة الربيع العربي ورد وشوك .الانتفاضة في تونس ومصر تحولت إلى ثورة .الانتفاضة في ليبيا واليمن تحولت إلى مشروع حرب أهلية .نصف انتفاضة الأردن تحولت إلى طلب إصلاح يطالب برحيل الوزارة وبقاء الملكية .اعتصامات سوريا حولها القمع إلى انتفاضة .عين على الثورة، عينان على الثورة المضادةالانجاز الثوري الأول جاء من تونس: البرلمان مناصفة بين الرجال والنساء، إنه حدث غير مسبوق عربياً وعالمياً .اقتلاع رموز النظام في مصر وتونس ومحاكمة أركان الفساد يسيران في الاتجاه الصحيح مع الحذر الشديد من ثورة مضادة في كلا البلدين . تغيير الطرابيش بسرعة يبشر بتغيير النظام سلمياً ومن دون عنف .القذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليمن اختارا تلك الحرب الخاسرة التي قال عنها بسمارك: “الحرب هي الانتحار خوفاً من الموت”، فحرب الحاكم ضد شعبه، لا ضد عدوه هي دوماً حرب خاسرة مصيرها أن يتدحرج الطاغية من القمة إلى البالوعة . في البلدين، سقط الوريث وما زال المورث باقياً معرضاً بلده لخطر التقسيم ومستدعياً تدخلاً أجنبياً . في سوريا: حبر الإصلاح على الورق، ودماء القمع تسيل في الشوارع . قبل يومين تم الغاء قانون الطوارئ وأعلن عن قانون تعدد الأحزاب . هل جاء الإصلاح متأخراً لأن المظاهرات ما زالت مستمرة، وكذلك القمع؟ هل الحاكم هو الرقم واحد في النظام أم أنه واحد من الأرقام؟ إذ يبدو أن هناك صراعاً داخل أجنحة السلطة بين من يريد الإصلاح السياسي ومن يريد القمع الأمني .من فلسطين يأتي الأسوأ، فالظلاميون يقتلون أنصار فلسطين بوحشية بهيمية (الايطالي فيتوريو اريغوني والفلسطيني جوليانو مير خميس (فلسطيني الأب يهودي الأم) . مطلوب من السلطتين في غزة والضفة تعليق المشانق لهؤلاء المجرمين المنحطين إنسانياً وثقافياً ودينياً وعقائدياً وأخلاقياً .عالمياً، الإرهاب الصهيوني ثلاثة:يهودية صهيونية (إسرائيل) مسيحية صهيونية (اليمين الأمريكي)ظلاميون (قتلة أنصار فلسطين) مهما كان دين الصهيونية أو مذهبها أو هويتها فإنها تخدم “إسرائيل” في نهاية المطاف . الحل ضد الظلاميين ليس حلاً أمنياً، بل هو صراع عقيدة مقابل عقيدة، فكر مقابل فكر، ثقافة مقابل ثقافة، إسلام مقابل إسلام .إنه صراع طويل الأمد ويتطلب صبراً ومثابرة في عملية عض على الأصابع موجعة ليتبين من يصرخ أولاً . ليت المسؤولين العرب يتمعنون بكلمة رئيس وزراء الهند الأسبق (شاستري) الذي قال: “القائد الحقيقي هو الذي لا يأخذ بلده معه عندما يرحل” .حاكم مصر يقال إنه جمع 70 مليار دولار خلال 30 عاماً كافية لسداد ديون 80 مليون مصري، وحاكم ليبيا جمع ما يكفي لسداد ديون جميع الدول العربية . كثيرون هم الحكام الأحياء الذين ماتوا قبل أن يموتوا، وقامة نادرة هم الرجال الذين ماتوا ومازالوا أحياءً نقلا عح صحيفة الخليج: