في الوقت الذي نفت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها ما تردد في الآونة الأخيرة من تخلي قطر عنها وعودة علاقتها الطبيعية مع مصر، بعد الضغوطات التي تعرضت لها من دول الخليج والاتحاد الأوروبي، جاء قرار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بإنشاء قناة إخبارية جديدة تحت مسمى " العربي" تختلف توجهاتها عن قناة الجزيرة التى أثارت غضب السلطة في مصر. وقالت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية، إن دولة قطر قررت إطلاق قناة فضائية جديدة من لندن تحمل اسم «العربي»، بعد أن أثارت قناة «الجزيرة» غضب دول الخليج من مصر، لموقفها الداعم لجماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة الإماراتية، في تقرير لها اليوم الاثنين، إلى أن المحطة الجديدة مقرها في لندن وستكون قناة إخبارية باللغة العربية، وستبث في جميع أنحاء العالم العربي، موضحة أنها واحدة من المشاريع الإعلامية الجديدة التي أطلقت بتوجيهات من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأوضحت الصحيفة، أن القناة أطلقها أمير قطر، باستشارات المفكر عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، الذي يسعى حاليًا لاستقطاب عدد من الصحفيين والمذيعين العاملين في "بي بي سي عربي". ولفتت الصحيفة إلى أن القناة ستسمح للأمير "تميم" بالخروج من ظل والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لإعادة التوازن في سياسات البلاد، بعد حالة الغضب التي انتابت الدول الخليجية نتيجة موقف قطر الداعم للإخوان. ومن جانبه قال خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والخبير في شئون الإسلام السياسي، إن قطر منذ حوالي شهر بدأت تفكر فعليًا أن تعيد النظر في موقفها من الإخوان واحتضانها لهم، مؤكدًا أن إطلاق قناة جديدة بتوجهات مختلفة عن توجهات قناة الجزيرة تمثل أولى خطوات تخلي قطر عن الإخوان. وأضاف "الزعفراني"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن قناة الجزيرة أصبحت سمعتها سيئة، ونسبة مشاهدتها انخفضت في مصر ودول الخليج، وتعديل مسار الإعلام السياسي لدولة قطر الجديدة وتمثيله ممثل آخر برؤية نظر أكثر اعتدالًا، أمر إيجابي، ويعكس رغبتها في إعادة العلاقات مع مصر، حيث أصبحت تدرك أن الوضع الجديد في مصر يعترف به العالم كله، وأن تنظيم الإخوان بدأ يضعف تأثيره وبدأ يقل إلى حد كبير، وبات بينه وبين الشعب المصري حالة من العزلة.