يعتزم وزير الدفاع النمساوي غونتر بلاتر، وضع خطة تقضي بتعيين أئمة مسلمين في عدد من قطاعات الجيش والقوات المسلحة النمساوية، لكي يؤموا الجنود المسلمين الذين يؤدون خدمة العلم والبالغ عددهم حوالي 1000 جندي. واستناداً لحديث معه نشرته صحيفة (دي بريسه)، قال الوزير بلاتر أن حوالي ال3.5 % من عدد الجنود في الجيش النمساوي هم من المسلمين، في حين ينتمي بقية الجنود إلى الطوائف الكاثوليكية والبروتستانت. وشدّد على القول إن "جميع الجنود في القوات المسلحة التابعة للجيش النمساوي يعاملون على قدم المساواة وعلى اختلاف انتماءاتهم أديانهم المعترف بها رسمياً". وأرجعت (دي بريسه) مبادرة الوزير بلاتر إلى مشاكل لعدد من الجنود المسلمين الذين اكتسبوا الجنسية النمساوية، والذين وصفتهم ب "المتشددين"، واتهموا برفض أداء التحية للعلم النمساوي والغياب والتقاعس عن واجباتهم، ونسبت الصحيفة إلى ضابط التدريب العسكري في الجيش النمساوي، قوله، إنه خلال بداية إحدى المناورات العسكرية الشهرية، وأثناء رفع العلم النمساوي رفض بعض الجنود المسلمين تحية العلم النمساوي وأداروا ظهورهم في تعبير لرفض أداء تحية العلم. ونقلت (دي بريسه) عن ضابط نمساوي فوله إن "بعض الجنود المسلمين زعموا أن تحية العلم النمساوي تتعارض مع عقيدتهم الدينية، وأشاروا إلى أنهم لن يلتزموا بتحية العلم في المستقبل". وأشارت الصحيفة النمساوية إلى أنه لم تتخذ إجراءات عقابية ضد أولئك الجنود المسلمين، وأكدت أن هذا الحادث "أثار خيبة أمل واستياء في صفوف الضباط النمساويين". كما نشرت الصحيفة معلومات، نسبتها إلى مدربين في القوات المسلحة التابعة للجيش النمساوي المتمركزة في قاعدة (ماريا تيريزيا) في ضواحي فيينا، عبروا عن "تذمرهم" من الجنود أو المجندين المسلمين، الذي اتهموهم ب"كثرة الغياب" عن التدريب العسكري المخصص، و"التقاعس عن القيام بواجبهم" أثناء الخدمة الإجبارية (9 أشهر وتمّ تخفيضها إلى 6 أشهر اعتباراً من العام 2006). ونسبت الصحيفة إلى أحد الضباط النمساويين قوله إن "العديد من الجنود أو المجندين المسلمين لديهم انطباع بأن الناس مصنفين في الآخرة حسب عقيدتهم الدينية، وهم يعتقدون بأنه ينبغي أن يُسمح لهم بأداء الصلاة خلال فترة الدوام". ونسبت وكالة الأنباء النمساوية إلى رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية أنس الشقفة تأكيده بأن "أداء الجنود المسلمين التحية للعلم النمساوي لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع تعاليم العقيدة الإسلامية، ولا يشكل انتهاكاً لمبادئ وأحكام الدين الإسلامي".