تواردت أنباء عن سيطرة المعارضة الليبية المسلحة على الجانب الليبي من المعبر الحدودي مع تونس في منطقة نائية كانت تقاتل فيها القوات الحكومية. وقال الثوار إنهم حققوا تقدما في مدينة مصراته المعقل الأساسي لهم بغرب البلاد حيث قتلوا 100 من كتائب العقيد معمر القذافي وأسروا 40 آخرين. ومتحدثين من بلدة الدهيبة الحدودية التونسية التي وصل إليها آلاف اللاجئين في الأيام القليلة الماضية قادمين من منطقة في ليبيا تعرف باسم الجبال الغربية، قال شاهدان: "نرى معارضين يسيطرون على المعبر الحدودي". وأضافوا أن اشتباكات عنيفة تدور قرب الحدود منذ ليل الثلاثاء. يأتي ذلك فيما قال الثوار في ليبيا إنهم تمكنوا من تنفيذ كمين عند المدخل الشرقي لمدينة مصراتة غربي البلاد، وحاصروا قوة من كتائب القذافي في وسط شارع طرابلسبالمدينة وأعطبوا دبابة تابعة لها. كما أضرموا النار في بناية يختبئ بها قناصة، وقالوا إنهم قتلوا بعضهم. وقال الثوار إنهم تمكنوا صباح الأربعاء من القضاء على فلول تابعة للكتائب عند مدخل شارع طرابلس قرب الطريق الساحلي، حيث قتلوا 100 من قوات القذافي وأسروا 40 آخرين. وقالت المعارضة المسلحة إن كتائب القذافي تقصف عشوائيا بصواريخ غراد ومدافع الهاون والدبابات المدينة بعدما أجهضت محاولاتها لدخولها. من ناحية أخرى، أفادت اللجنة الطبية في مدينة مصراتة بأن 7 مدنيين ليبيين قتلوا وجرح 120 خلال قصف نفذته كتائب القذافي الأربعاء على شارع طرابلس وسط المدينة. وبدوره، ذكر التلفزيون الليبي الحكومي في ساعة مبكرة اليوم الخميس إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 18 آخرون بجراح في غارة جوية على منطقة خلة الفرجان بالعاصمة طرابلس. ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري قوله: "تعرضت منطقة خلة الفرجان بمدينة طرابلس إلى قصف العدوان الاستعمار الصليبي بأربعة صواريخ، ونتج عن القصف استشهاد سبعة وجرح 18 آخرين". وكان المجلس الانتقالي الممثل للثوار في ليبيا أعلن أنه لن يعترض على نشر قوات أجنبية برية لتأمين وصول المساعدات للمدنيين في ليبيا وحمايتهم. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس والمتحدث الرسمي باسمه في مؤتمر صحفي ببنغازي "إذا كان من الضروري الحصول على مساعدات إنسانية أو إيجاد مناطق آمنة للمدنيين، فإن انتشار الجنود الأجانب هذا سيغطيه قرار الأممالمتحدة رقم 1973". لكنه أشار من مدينة بنغازي شرقي ليبيا إلى أن الثوار لا يريدون أن يقاتل الجنود الأجانب على الجبهة ضد قوات معمر القذافي. وجاءت تعليقات غوقة في الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا وإيطاليا عن إرسال خبراء عسكريين لمساعدة الثوار في شرقي ليبيا بعد يوم من إعلان الحكومة البريطانية عزمها القيام بنفس الإجراء. وفي غربي ليبيا أيضا تحدث ثوار وشهود عيان عن 110 أشخاص قتلوا خلال 48 ساعة -بينهم ثوار ومدنيون- في قصف نفذته كتائب القذافي في جبل نفوسة الذي تسكنه أساسا قبائل أمازيغية. وفي المنطقة نفسها واصلت كتائب القذافي قصف مداخل مدينة نالوت، حيث كان سبب الإصابات حسب الأطباء قنابل عنقودية، وهي قنابل ينفي نظام القذافي استعمالها. وعلى الصعيد السياسي قال الأمير محمد السنوسي ولي العهد سابقا الذي يعيش في المنفى إنه مستعد للعب دور في العملية الانتقالية الديمقراطية بليبيا. ووعد الأمير محمد السنوسي في تصريحات له الأربعاء بأن "يفعل ما بوسعه" للمساعدة على إقامة دولة ديمقراطية في البلاد، داعيا إلى العودة ولو لمرحلة انتقالية إلى الملكية الدستورية. وأضاف في جلسة للبرلمان الأوروبي إنه "يعود إلى الشعب الليبي أن يقرر ما إذا كان يريد السير على طريق ملكية دستورية أو جمهورية". وأضاف أن الدستور الليبي الذي أقر في 1951 وعدل في 1953، ينص على ملكية دستورية، وعين ملكا عمه الأكبر محمد إدريس المهدي السنوسي وورثته. وتابع أن هذا الدستور "يمكن أن يحدث بشكل مناسب ويشكل قاعدة لليبيا جديدة"