أثناء حكم الرئيس السابق محمد مرسي، كان ثمة اقتراحات بالانفتاح على إيران، خاصة في الجانب السياحي. وكشف المفكر السياسي الكويتي الكبير عبدالله النفيسي عروضا إيرانية سخية على القاهرة، وقال في خلال كلمة له في ثاني الحلقات النقاشية حول "الحوار الوطني" بديوان "عبيد الوسمي" بالكويت: أن ايران عرضت على مصر مبلغ 30 مليار دولار و 5 ملايين سائح ايراني لمصر سنويا واعادة الحياة للمصانع المصرية المتوقفة مقابل فتح سفارة مصرية في ايران وسفارة ايرانية في مصر وأن تسلم الحكومة المصرية كل المساجد التي بناها الفاطميون في مصر لتدار من ايران وابتعاث 20 ألف طالب مصري سنويا للدراسة في قم ، وصحيفيتين ناطقة بلسان الايرانيين داخل مصر" حتى مغادرة مرسي قصر الاتحادية، لا نعرف حجم "التطبيع" المصري الإيراني، وما إذا كانت مصر المرهقة ماليا وسياسيا، قبلت العرض الإيراني، غير أن ما سجل رسميا، هو السماح بالسياحة غير الدينية وبعيدا عن "الآثار الفاطمية" في القاهرة.. ويبدو ان حكومة محمد مرسي تحفظت على العرض الإيراني السخي، ولعل ما يؤكد ذلك خلو "عريضة الاتهامات" الموجهة إلى الرئيس المعزول، من أية اتهامات بذلك الشأن، في وقت ما انفكت سلطة 3 يوليو، تفتش في كل دفاتره القديمة والجديدة عساها تجد ما تدينه أمام القضاء. مشروع التطبيع مع إيران في عهد مرسي، ربما يكون قد فشل، ولأسباب قد تتباين ولا ندري ما إذا كان الفشل بسبب ضغوط الحلفاء السلفيين عليه، أم بسبب تدخل الجيش والإطاحة به، قبل أن تنضج الفكرة وتنتقل إلى دائرة الفعل السياسي الرسمي. البعض يعتقد بأن وجود الإخوان في السلطة، كان في مصلحة المشروع الإيراني، لأسباب تتعلق بالتفسيرات التي تقول إن تثوير الإسلام السني، كان امتدادا وانبهارا بانتصار المشروع الشيعي الثوري في إيران عام 1979.. وإلى الرؤية الإخوانية التي استقرت على أن إيران في نسختها الخومنية، هي إضافة إلى رصيد الإسلام النضالي في العالم العربي. غير أن المفارقة أن خروج الإخوان من السلطة في مصر، حقق لإيران أحلامها الإمبراطورية والتوسعية في المنطقة، وحظيت ب"التدليع" الأمريكي بشكل غير مسبوق في تاريخ العلاقات الأمريكيةالإيرانية. والحال أن مع هزيمة المشروع الإخواني في مصر، سقط معه الرهان الأمريكي على المشروع السني في طبعته المعتدلة، لمواجهة ما يصفه الأمريكيون ب"التطرف السني" وتوالد تنظيم القاعدة بشكل مذهل على نحو بات خارج السيطرة عليه في باكستان وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن وسيناء وشمال أفريقيا والصومال وعدد من الدول الأفريقية. الأمريكيون بعد 3 يوليو، انتقل رهانهم إلى "المشروع الشيعي" والاعتماد على الدولة الراعية ل"الإرهاب الشيعي" لولايتها الملزمة على كل فصائلها المنتشرة في لبنان "حزب الله" وفي العراق "جيش المهدي، عصائب الحق، كتائب القدس، وكتائب أبو الفضل العباس".. وفي اليمن" أنصار الله الحوثيون" .. وفي البحرين والكويت وشرق السعودية. هذا التحول الأمريكي من "مصر الإخوان" إلى "إيران الخومني" أطلق يد الأخيرة في المنطقة محققة أكبر انتصاراتها على العالم الإسلامي السني، بعد انتصارها الإقليمي الأهم في العراق بعد صدام حسين عام 2003. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.