أضرب العشرات من أطباء امتياز قصر العيني ظهر أمس عن العمل، احتجاجا على تكليفهم بمهام العمال ومساعدي التمريض وسخرية عميدة الكلية من مطالبهم. ورددوا هتافات غاضبة، من بينها "أنا طبيب أنا طبيب مش هودي ومش هجيب"، "أنا طبيب أنا طبيب مش هوصل أنابيب"، "علمونا بدل ما تبهدلونا"، "الامتياز مش زبالة ولا تمريض ولا عمالة". وأكدوا أن إضرابهم لن يؤثر على المرضى، لأن أطباء الطوارئ لن يشاركوا في الإضراب أوقات عملهم. وقال شباب الأطباء إنهم مصرون على مواصلة إضرابهم بعد رفض عميدة الكلية الدكتورة لميس رجب الاستجابة لمطالبهم وإنهم سيقومون بالحضور دون النزول للمستشفيات. وقال عبد العزيز العشري أحد الأطباء المضربين إن عميدة الكلية رفضت استقبالهم أمس، وأبلغتهم قائلة إنها لا وقت لديها لمناقشة مطالبهم، وسخرت من إضرابهم بقولها: "خليهم يتشمسوا". وشكا محمد حسن من "أنهم بيشغلونا عمال بدلا عن تدريبنا، والأساتذة لا يقومون بتدريبنا لأنهم غير متواجدين في الكلية ومشغولين بعيادتهم الخاصة". وكان الأطباء رفعوا مذكرة عاجلة لعميد الكلية الدكتورة لميس رجب والدكتور هشام عامر القائم بأعمال مدير المستشفيات طالبوا فيها بعمل نظام تدريب حقيقي لتأهيل الأطباء للعمل بالمستشفيات على أن يلتزم أساتذة كلية الطب بتطبيقه والتوقف عن تكليفهم بأعمال لا علاقة لها بالطب مثل نقل عينات الدم بين المستشفيات. وطالب شباب الأطباء بتخفيض ساعات النوبتجية وإلغاء قرار دمج نوبتجيتى وسط اليوم لتصبح نوبتجية واحدة من 3 عصرا حتى 8 صباحا، وتوفير الأمن اللازم لحمايتهم من أهالي المرضى وعدم إجبارهم على الحضور للمستشفيات في غير أيام النوبتجية للتوقيع فقط في كشوف الحضور والانصراف ورفع المكافآت الشهرية من 243 جنيها إلى 700جنيه، وإقالة الدكتور هشام عامر المشرف على طلاب الامتياز لتعمده إهانتهم، حسب قولهم. كما طالبوا بإلغاء المهمات التي يقوم بها طبيب الامتياز وليست من صميم عمله مثل إحضار أنابيب المعامل الفارغة وإرسالها للمعامل، مع وضع توصيف محدد للمهام المكلف بها طبيب الامتياز يحصل عليها الطبيب مع برنامج التدريب قبل بداية عام الامتياز بالإضافة إلى وضع عدد ساعات تدريب محددة أسبوعية وشهرية لطبيب الامتياز وقال الطبيب أحمد سمير أحد الداعين للإضراب: "بالرغم من أن سنة الامتياز سنة تدريبية وهي استكمال لمرحلة التعليم الطبي وهدفها الأساسي هو التعليم والتدريب حيث أنها السنة الوحيدة التي يتعامل فيا طبيب الامتياز عمليا وإكلينيكيا مع المريض بشكل مباشر, لكن ما يقوم به أطباء الامتياز بالقصر العيني ليس له علاقة تقريبا بالتعليم، حيث يقومون بدور العمال من حيث حجز واستلام الدم، وإرسال واستلام المعامل والأشعة يدويا وإحضار أنابيب المعامل وتوصيل المرضى إلى الأقسام المختلفة". وقال إن "كل ذلك يأخذ من الوقت والجهد الكثير حيث ضخامة القصر العيني وبعد الأقسام عن بنك الدم والعمل الرئيسي وكل ذلك حتى يتم توفير أجور العمال اللازمين لهذه الأعمال". وتابع أن المشكلة الأساسية للطب والتعليم الطبي في مصر تتمثل في إهمال أساتذة الطب العملية التعليمية والالتفات إلى العمل في المستشفيات الخاصة بما ينعكس السلب على شباب الأطباء، مشيرا إلى أن معظم أطباء قصر العيني لا يقومون بالتدريس للطلاب إطلاقا ولا يلتفتون إلى عملهم الأساسي بمستشفيات الجامعة، وهو ما يقلل من كفاءة المستشفيات الجامعية والتعليم الطبي وبالتالي الخدمة الطبية المقدمة إلى المريض الفقير.