أكد الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين"، أن التحالف مع السلفيين في الانتخابات البرلمانية المقرة في سبتمبر المقبل وارد بقوة، كما حدث بالفعل خلال انتخابات الاتحادات الطلابية الأخيرة، في ظل وجود توافق كبير بين الطرفين في الجوانب الشرعية والمشروع الإسلامي لنهضة الأمة. مع ذلك انتقد البر الملقب ب "مفتي الإخوان" في تصريحات أدلى بها لفضائية "الحرة" الأمريكية السلفيين في مسألة هدم الأضرحة، رغم أنهم نأوا بأنفسهم عن ذلك، مؤكدًا أن بعض الشباب السلفي يمكن أن يكون قد تورط في هدم بعض الأضرحة دون أن يرجع إلى علماء وقيادات التيار السلفي، وطالب شيوخ السلفيين بإنكار ورفض هذه التصرفات. وانتقد فصائل التيار السلفي التي كانت تهاجم "الإخوان" من قبل بسبب المشاركة في العمل السياسي والانتخابات البرلمانية، إذ "كان للسلفيين رؤية شرعية تذهب إلى درجة تكفير الديمقراطية قبل الثورة ثم تراجعوا عن هذا الموقف بعد ثورة يناير ويسعون للمشاركة في العملية السياسية". وأكد البر أن "الإخوان" لا يشعرون بالقلق من صعود التيار السلفي على الساحة، "لأننا لسنا فريقين لكرة القدم نتنافس لجذب الجمهور، خاصة وأن الجميع يعمل من أجل نشر الدعوة الإسلامية". وفسر حسام تمام، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، هذا التحالف المحتمل بسعي "الإخوان" للاستفادة من الكتلة التصويتية للسلفيين، بيد أنه حذر من أن هذا التحالف سيضر ب "الإخوان" ونموذجهم الإسلامي المقبول من المجتمع، لأن "السلفيين يتبنون أفكار وبرامج متخلفة ترجع إلى ما قبل الدولة الحديثة"، على حد قوله. وأشار إلى أن ظهور السلفيين بعد الثورة تسبب في إثارة حالة من الفزع والذعر، خاصة بسبب محاولات بعضهم إقامة الحد بقطع أذن مسيحي ومعاقبة العصاة وغير المحجبات وما تردد عن مخططاتهم لهدم الأضرحة. لكن علي عبد العال المتخصص في الشأن الإسلامي الذي تبنى وجهة نظر مدافعة عن السلفيين، قال إنهم لا يزالون يرفضون حتى الآن إنشاء أحزاب سياسية، وسيكتفون بالتصويت ل "الإخوان" في الانتخابات البرلمانية والطلابية والنقابات، لكونهم الأقرب لهم في الفكر والمشروع الإسلامي النهضوي. ودافع عبد العال عن السلفيين، قائلاً إن هذا التيار ينسجم مع نفسه من الناحية الشرعية ويرفضون بناء المساجد على القبور والأضرحة وهو موقف قديم وليس وليد اليوم إلا أنهم يرفضون تغيير المنكر باليد.