استخدام "الهاشتاج" في الصراع السياسي الذي تشهده مصر، وخاصة عقب انتشار "الهاشتاج" المسيء للمشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المستقيل، احتجاجًا على ترشحه للرئاسة، والذي تجاوز حاجز المليار مشاهدة حول العالم، أثار تساؤلات عن ماهية خدمة "الهاشتاج"، وهل ستكون سببًا فى المدى القريب بتحويل الصراع الدائر حاليًا بين طرفي الصراع فى مصر من استخدام الشارع فى المظاهرات، للتظاهر عبر "الهاشتاج" الافتراضي؟ يعتبر "الهاشتاج"، أمرًا جديدًا بالنسبة لمستخدمى "فيس بوك"، إلا أنه معروف وشائع لدى مستخدمى تويتر، وجوجل بلس، وانستجرام وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعى الأخرى، وهو يتيح طرق جديد للتواصل والاطلاع على آخر التحديثات التى يبحث عن المستخدم. الهاشتاج عبارة عن كلمة مسبوقة برمز الشباك "#", وهو يستخدم لتصنيف المنشورات، ولمتابعتها، ومع الانتشار الهائل لشبكات التواصل الاجتماعى، وازدياد عدد مستخدميها، الذين صاروا بالملايين، باتت هذه الشبكات، تشكل رأيًا عامًا قويًا فى العديد من المواقف. وبعد أن كانت الصفحات التى تدشن عبر موقع "فيس بوك" هى فرس الرهان فى جذب المتابعين، باتت لغة "الهاشتاج" هى الأبرز فى هذه المرحلة، فمن "الهاشتاج المسيء للسيسي، ومرسى رئيسي، مرتضى ميدخلش الأهلي" انتقلت ساحة الصراع عبر الشارع والفضائيات لشاشات العالم الافتراضى. ومع ازدياد استخدام الهاشتاج عبر موقعى "تويتر" و"فيس بوك" فى الحياة السياسية، صار هناك نوع من أنواع الحروب، بين أنصار التيارات السياسية والفكرية المختلفة، فظهر الهاشتاج المسيء للمشير عبد الفتاح السيسي، الذى أعلن عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، ورد عليه أنصاره ب"هاشتاج" داعم له يحمل اسمه، وأصبحت المنافسة بين كليهما مشتعلة، كى يصبح أحدهما هو المسيطر. وفى تفسيرها للظاهرة، قالت الدكتورة مروة محيى الدين، باحثة فى مجال الإعلام، "إن الهاشتاج جزء من تطبيقات التقنية المعروفة بمواقع التواصل الاجتماعى يعنى المستخدمين ليسوا هم مبدعوه وإنما هم استخدموه وروجوه وعملوا على انتشاره، وظهور الهاشتاج كان لحفظ الملكية الفكرية أو لحفظ فكرة معينة بمثابة "data base" بالنسبة لمستخدميه، يجمعها من كل الزوايا من منظور صاحب الهاشتاج وباقى المشاركين". وأضافت: "مثل أى فكرة تتطور، ونتيجة لضغوط كثيرة من كثافة استخدام وسائل التواصل الاجتماعى وكثرة القضايا التى تناقش فيها، تطور الهاشتاج ليصبح هو الفكرة بحد ذاته، فأصبح المستخدم إذا أراد نشر فكرة وإحداث رواج فيها وضعها فى كلمات بسيطة مختصرة فى صورة هاشتاج وهذا سر نجاحه، لأن حرفية أى رسالة إعلامية تكون فى تأديتها للرسالة والهدف بأقل قدر من الكلمات وبأسرع وقت ونفاذها إلى عقل وفهم الجمهور بشكل سريع، وارتباطه بأن المتلقى هو من يصنع هذه الرسالة زاد من رواج هذه الفكرة وكثافة استخدامها" وتابعت: السرعة فى توصيل الفكرة التفاعلية والمرونة بأن أصبح صانع الرسالة هو ذاته مستخدمها والعكس، والظروف البيئية والسياسية تفرض حالة حراك مجتمعي كبير وتفاعل فى القضايا الخلافية (كأن تكون هناك معارضة لفكرة فيعرضها هؤلاء المعارضون فى هاشتاج ويقوم المؤيدون باستخدام نفس الهاشتاج، ولكن لدحض الفكرة المعارضة)، وهو ما حدث كثيرًا فى هذه الظاهرة".