أصدرت محكمة جنح شمال سيناء " أمن دولة " حكماً ببراءة 12 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بشمال سيناء وجهت إليهم النيابة تهمة نية التحضير لأعمال شغب وبلطجة لتعطيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة . وأمرت المحكمة ، في حكمها الذي صدر برئاسة المستشار محمد شداد ، بمصادرة المضبوطات التي تم ضبطها وإعادة المضبوطات التي لم تذكر في المحاضر إلى أصحابها كأجهزة الكومبيوتر والمحمول . وأكد القاضي في حيثيات الحكم أن المحكمة لا تطمئن لجدية التحريات سيما وقد جاءت التحريات بناء على معلومات غير جدية خاصة وأن بعض المتهمين المتحري عنهم كانوا متواجدين خارج البلاد وبالتالي يكون أذن النيابة العامة قد صدر بناء على معلومات وتحريات غير جدية وعليه يكون أذن النيابة العامة لهذه القضية باطلا وما بني على باطل فهو باطل ، والمحكمة تقضي ببطلان الضبط والتفتيش ومن ثم تقضي ببراءة المتهمين جميعا . كانت الجلسة قد عقدت في حوالي التاسعة من صباح أمس واستمرت لمدة نصف ساعة وسط حضور كبير من المواطنين ، وطالب خلالها فرج محمود محامي المتهمين ببراءة المتهمين لبطلان إذن النيابة لاستناده على تحريات غير دقيقة من المباحث حيث إن بعض المتهمين الذي جاء اسمهم في إذن النيابة كانوا متواجدين خارج البلاد فضلاً على عدم وجود أي شهود على عملية تفتيش منازل المتهمين التي قامت بها الشرطة . وأكد محامي المتهمين في مرافعته أن الأشخاص الذين تم القبض عليهم من الشخصيات العامة المشهود لها بالكفاءة ومعروفة بنزاهتها وجديتها في المجتمع ، مضيفاً أن القضية قضية رأي عام الهدف من تلفيقها هو منع المرشح الذي كانوا يناصرونه في الانتخابات من النجاح والتأثير عليه وطالب بإثبات حيثيات البراءة في الحكم. وتحدث أمين رستم نقيب المحامين بشمال سيناء على الاعتداءات التي تعرض لها القضاة من قبل أفراد الشرطة مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من الانتخابات سارت بإرادة بوش بعد تلقيه اتصالا من شارون بهدف وقف تقدم مرشحي التيار الإسلامي وبالتالي فالقرار سياسي وليس أمني. وتحدث عن المتهمين الشيخ عبد الله قطب إمام مسجد أبو هريرة بالعريش فأشار إلى أنه سيقدم للمحكمة أدلة البلطجة ، وهي أنه الثاني على دفعته في التخرج وأصغر عضو هيئة تدريس بجامعة صنعاء بالإضافة إلى كونه الأمام المثالي على المحافظة عام 2003 ، وكرمته وزارة الأوقاف بمنحه مكافأة قدرها 2000 جنية وأداء العمرة على نفقة الوزارة . وأضاف أنه حصل على العديد من شهادات التقدير من الهيئة العامة للاستعلامات والحزب الوطني وحصل مسجده على المركز الأول في تحفيظ القرآن على مستوى الجمهورية وتسلم المحافظ على أثر ذلك مكافأة قدرها مائة ألف جنيه ، مشيراً إلى أنه في نفس توقيت القضية كان مرشحاً للحج على نفقة الوزارة. وترجع أحداث القضية إلى شهر نوفمبر الماضي قبيل المرحلة الثالثة لانتخابات مجلس الشعب حيث أصدرت نيابة العريش قراراً بضبط وإحضار 64 شخصاً ، ووجهت لهم تهمة نية التحضير لأعمال شغب وبلطجة أثناء الانتخابات البرلمانية وذلك بناء على التحريات التي قام بها العقيد ممدوح الأخرس وكيل المباحث الجنائية بشمال سيناء ، وأوضح فيها أن هؤلاء الأشخاص قاموا بالاحتفاظ في مساكنهم ببعض العصي والشوم والجنازير والمواد الكاوية والأسلحة البيضاء لاستخدامها في إعمال الشغب والبلطجة وترويع الناخبين وتخويفهم وإلحاق الأذى البدني بهم والتأثير علي إرادتهم بإرغامهم على انتخاب مرشحيهم.