أكد جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي مجددًا، أن الشباب، وليس الإخوان المسلمين، هم الذين وقفوا وراء المظاهرات التي شهدها ميدان التحرير في 2011، وأطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين بلاده والمغرب، اليوم بالرباط، قال كيري إن "التحدي الآن هو خلق فرص العمل، وهذا تحدٍّ هائل". وأضاف كيري: "ما وقع في تونس وقف وراءه بائع متجول أراد أن يعيش حياته وعندما قام شرطي بضربه ثار عليه وأشعل النار في نفسه، وكذلك في ميدان التحرير لم يكن الإخوان المسلمون وراء هذه الأحداث بل الشباب كانوا وراءها .. كانوا يتظاهرون ضد نظام لهم يتح لم الفرص". وهذه ليست المرة الأولى التي يقلل فيها كيري من أهمية دور الإخوان المسلمين في الإطاحة بمبارك، حيث سبق أن اتهم الجماعة ب"سرقة الثورة من الشباب". وقال وزير الخارجية الأمريكي، في نوفمبر الماضي، إن "فتيان ميدان التحرير لم يتحركوا بدافع من أي دين أو أيديولوجيا"، مضيفا "كانوا يريدون أن يدرسوا وأن يعملوا وأن يكون لهم مستقبل لا حكومة فاسدة تمنع عنهم كل ذلك"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول". وتابع "لقد تواصلوا عبر تويتر وفيسبوك وهذا ما أنتج الثورة، إلا أن هذه الثورة سرقت من قبل كيان كان الأكثر تنظيما في البلاد .. الجماعة"، في إشارة إلى الإخوان المسلمين. وفي كلمته بالمغرب أبرز كيري الأهمية البالغة التي يتمتع بها الشباب في المنطقة العربية، حيث إن "60% من سكان المنطقة تقل أعمارهم عن 30 عاما، و50% منهم تقل أعمارهم عن 25 عاما"، وفق كيري. وترأس كيري مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، غداة وصوله إلى الرباط، في وقت متأخر من مساء أمس. وكانت وزارة الخارجية المغربية قالت في بيان قبل يومين، إن كيري "سيترأس إلى جانب صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون (المغربي)، أشغال (أعمال) الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية تحت شعار: "تعزيز علاقات التعاون المتينة بين البلدين". واعتبرت أن انعقاد هذه الدورة يعكس "مستوى العلاقات المتميزة ومتانة الصداقة العريقة التي جمعت دوما بين المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية". يذكر أن الدورة الأولى من الحوار الاستراتيجي المغربي الأمريكي انعقدت يوم 13 سبتمبر 2013، وترأسها وقتها كل من سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي السابق، وهيلاري كلينتون، كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية السابقة.