كشفت مصادر دبلوماسية، أن زيارة وزير الخارجية نبيل العربي إلى سوريا، والتي كان مقررًا إتمامها خلال الأيام القليلة الماضية تأجلت لأجل غير مسمى على ضوء التطورات الراهنة في سوريا، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وكان مقررًا أن يطرح العربي على المسئولين في سوريا تصورًا مصريًا يهدف إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وإقناع حركة "حماس" بالتوقيع علي المصالحة الفلسطينية، سواء بقبول إجراء تعديلات على الورقة المصرية أو بما يتم التوافق عليه مع حركة "فتح". وذكرت المصادر أن الاتصالات الدبلوماسية التي جرت مؤخرًا بين القاهرةودمشق أحدثت تقاربًا نوعيًا في العلاقات بين البلدين، خاصة بعد رسالة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة للرئيس السوري، وقيام اللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة المصرية بزيارة دمشق. وأبلغت سوريا مصر تأييدها لأي جهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتعاهدت بالتدخل لدي أطراف تعتقد القاهرة أنها تضع عراقيل أمام جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية، بحسب المصادر. في سياق متصل، علمت "المصريون" أن المشير طنطاوي سيبلغ محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية خلال لقائهما بالقاهرة غدا الخمس والذي يعد الأول بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك بضرورة التعاطي بقوة مع الجهود المصرية لتحقيق المصالحة. يأتي ذلك في ظل الاعتقاد السائد داخل الدوائر الدبلوماسية المصرية بأن العراقيل التي تقف أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية ترتبط بالخلافات داخل حركة "فتح"، فضلا عن الضغوط الأمريكية الإسرائيلية لعرقلة التطبيع بين رام اللهوغزة. وستطالب مصر السلطة الفلسطينية بموقف واضح من المصالحة لا يحتمل أنصاف الحلول. وتأتي زيارة عباس في إعقاب إطلاقه مبادرته للذهاب إلى غزة لإنهاء الانقسام الداخلي واستعداده التوجه إلى قطاع غزة لإعلان اتفاق المصالحة، وتضمنت مبادرته تشكيل حكومة من شخصيات فلسطينية مستقلة تتولى التحضير الفوري لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني لمنظمة التحرير خلال ستة أشهر أو فترة قصيرة يتم الاتفاق عليها. وأكد إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ل "المصريون"، أن مصر ستمارس ضغوط على السلطة الفلسطينية خلال اللقاء المرتقب بين المشير طنطاوي وعباس لخلخلة قضيتي هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وفق مبادئ وطنية في أقرب وقت. وأوضح أن القاهرة ستكتفي خلال المرحلة القادمة باستضافة لقاءات بين "فتح" و"حماس" دون التدخل في المفاوضات وفقًا لسقف زمني معين في ظل وجود توجه مصري لخلخلة ملف الانقسام الفلسطيني. وشهدت القاهرة الاسبوع الماضى نشاطا دبلوماسيا في العلاقات المصرية- الفلسطينية، من خلال زيارة أعضاء اللجنة المركزية في حركة "فتح" وهم عزام الأحمد وصخر بسيسو والدكتور نبيل شعث وناصر القدوة، أعقبها زيارة للقياديين من حركة "حماس" الدكتور محمود الزهار وخليل الحية. وأجرى الوفدان كلا على حدة مباحثات مطولة على مدى أيام مع المسئولين المصريين بوزارة الخارجية والمخابرات العامة والجامعة العربية، تركزت حول جهود إنهاء المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، ووضع عملية السلام المتعثرة.