لميس جابر كاتبة صحفية تتميز مقالاتها باللهجة الناقدة اللاذعة، وهي زوجة النجم يحيى الفخراني بالإضافة إلى كونها طبيبة، شخصية لها خصوصيتها في كل شئ حتى في طريقة تفاعلها مع المجتمع، فهي تدقق في إيجابيات الأحداث السلبية وسلبيات الأحداث الإيجابية لتكون في النهاية وجهة نظر مختلفة عن الجميع. ذكرت في إحدى حواراتها الصحفية أن زوجها الفنان يحيى الفخراني علق على إحدى مقالاتها المعارضة قائلا لها "على فكرة أنتِ عندك مرض اسمه المعارضة من أجل المعارضة فقط، وكل الأشياء لا تعجبك.. لا شيء يعجبك أبدا" مما دفعها للرد عليه بمقال في العدد التالي قائلة "المعارض ليس إنسانا سيئا، لكنه يحب بلده ومقهور من أجلها؛ لأنه يرى أشياء خطأ وعندما أرى الخطأ وأطالب بإصلاحه فهذا لأنني أحب بلدي وأريده أن يكون أحسن البلاد." دراما شخصية لميس جابر صاحبة موهبة في الكتابة الدرامية، فرغم قلة أعمالها إلا أنها أعمالا مؤثرة، فلا نستطيع أن ننسى مسلسل الملك فاروق الذي ترك أثناء عرضه العديد من ردود الأفعال بعضها جاء إيجابيا وأغلبها كان سلبيا فهو العمل الذي صوره بصورة تخالف ما عرف عنه تماما من حيث كونه ملكا فاسدا وغير وطنيا ومكروها من شعبه. أغلب الانتقادات ركزت على وجود كم كبير من المغالطات التاريخية القاتلة منها على سبيل المثال لا الحصر إغفال ذكر أن الملك أقال شيخ الأزهر عبد المجيد سليم لأنه قال:" تقتير هنا وإسراف هناك" وكان يقصد ما يقوم الملك بإنفاقه ببذخ في مارسيليا والشانزلزيه في الوقت الذي كانت فيه القاهرة تغلي. كما قيل أن الكاتبة انطلقت في كتابتها للمسلسل من أن الملك فاروق تم ظلمه وما قيل عنه محاولة لقمع تاريخه المضيء فأنصفت فاروق وظلمت التاريخ من حيث لا تدري. وأنها صورت السرايا كقوة وطنية وهذا غير صحيح وأنها كانت تنتقى من أحداث التاريخ، فتستبعد ما تري أنه لا يتوافق مع رؤيتها الدرامية.. وتضيف أحداثا وشخصيات تعتقد أنها تفيد وجهة نظرها الفنية. وقد نشرت الصحف في تلك الآونة العديد من المقالات والدراسات عن العهد الملكي وفساده وما حدث من الملك من تدبير محاولات اغتيال للنحاس، والعبث بالدستور وكراهية الشعب له. وكانت ردود الدكتورة لميس جابر على تلك الحملة أن تجربتها في المسلسل كانت شخصية في المقام الأول حيث كان إهمال ثورة يوليو لكل ما يتعلق بالملكية سواء في المناهج التعليمية أو الحياتية هو الدافع وراء تناولها للحركة السياسية في مصر وأعمدتها مثل مصطفي النحاس وأنها لم تقدم عملا عن "فاروق" وإنما عن الحركة الوطنية في ذلك الوقت، وعن رموزها كما أكدت على أنها قدمت التاريخ كما استراح ضميرها لما قرأته وعرفته وقامت بتوثيقه فهي ترى أن الملك فاروق كان مغلوبا على أمره وهو شخصية بها عيوب وإيجابيات فهي لم تقدمه ملاكاً، ولكنه أيضا لم يكن فاسدا أو غير وطني فالثورة التي جاءت لتحكم بعد فاروق ومن حكموا مصر بعده كان من مصلحتهم أن يلوثوا هذا الرجل ويظهروه بهذا الشكل الفظيع حتى يكون هناك مبرر لحكم الضباط لمصر وهكذا تكونت الخلفية البشعة عند الجميع عن الملك فاروق وأعوانه. التاريخ يعيد نفسه تبنت لميس جابر نفس وجهة النظر تجاه الرئيس المخلوع حسنى مبارك حيث انتقدت إطلاق لقب الطاغية عليه وإغفال إنجازاته قائلة في أحد البرامج الحوارية " ليست فترة رئاسته كلها فساد، يبقى إحنا شعب عايزين الضرب بالأحذية لو عهد مبارك كله لا يحتوي على انجازات". وعلى الرغم من تأييدها للثورة واعتزازها بشبابها الذي التف حولها ليهتف باسم مصر إلا أنها رأت فيها بعين الناقد العديد من السلبيات حيث انتشرت الفوضى في الشارع المصري ومن صورها الاعتداء على وزارة الداخلية واقتحام المدارس من جانب البلطجية وكأن مفهوم الثورة أصبح "أن تضرب ما لا يعجبك على قفاه" وكأننا بذلك أسقطنا نظاما ديكتاتوريا لنخلق شعبا ديكتاتوريا على حد قولها. هاجمت لميس جابر التناول الصحفي والإعلامي للثورة وما بعدها من أحداث ففي أثناء الثورة صورت وسائل الإعلام الإخوان وكفاية وحركة 6 أبريل وغيرها من التيارات على أنهم قلة مندسة أثناء الثورة، مما دفعها لكتابة مقال بعنوان "تحيا القلة المندسة". وبعد التنحي رأت أن الصحافة أصبحت بلا قانون، وتشابهت مع جهاز أمن الدولة في دوره كمتلصص وجاسوس وملفق للاتهامات فكل وزير أصبح فجأة "حرامي" ولا وجود للوزير الشريف أو النزيه وأن ما يحدث الآن في الصحف يشبه المرحلة التي أعقبت ثورة 1952، حيث قامت الصحف بعدها بمهاجمة الملك والحديث بأكاذيب عن فجوره وفساده. وعن الاستفتاء على التعديلات الدستورية رسمت لميس جابر أيضا صورة تجمع بين ما هو سلبي وما هو إيجابي حيث شعرت بالسعادة كون أنها المرة الأولى التي قال فيها الشعب رأيه بحرية وشارك بجميع طبقاته وأطيافه بصورة إيجابية لصنع مستقبله إلا أن تلك الصورة الزاهية لا تخلو مما يعكرها وهو تعامل بعض الأشخاص مع بعضهم من مبدأ التخوين والاختلاف والاتهام بالجهل من الطرفين المؤيد والمعارض للتعديلات وترى أننا شعب غير ديمقراطي منذ 62 عاماً، ولن نصبح بين ليلة وضحاها ديمقراطيين.