تتجه الكنسية المصرية إلى استصدار أمر كنسي يسمح للمرأة بتولي مسئولية لاهوتيه حيث سيتم رسامة المرأة المصرية " قسيسة " ويرجح أن يتم الإعلان عن ذلك عقب انتخابات المجلس المللي التي تم تأجيلها لأجل غير مسمي بالتنسيق بين الكنسية ووزارة الداخلية. ورأت مصادر مهتمة بالشأن القبطي أن فكرة ترسيم نساء قساوسة تعود إلى قيادات أقباط المهجر خاصة الولاياتالمتحدة ، حيث إن الكنائس الغربية لا تمانع في رسامة المرأة قسيسة ، إضافة إلى أن تأييد البابا لهذا التوجه سيقلل من مساحة النقد الموجهة لسياسته الكنسية الكلاسيكية خاصة في ضوء تصريحه الأخير بشان رفضه تدخل القضاء المصري في أمر طلاق الأقباط. وعلمت " المصريون " أن هناك انقساما كبيرا في الكنيسة وخارجها حول هذا الطرح ، وتتركز أسباب رفض رسامة المرأة قسيسة إلى انه لا يوجد دليل على صحة هذه الآراء في الكتاب المقدس فلم يختر السيد المسيح امرأة تلميذة بل اقتصر دورها على التدبر وخدمة الموائد ، كما القس الرجل لديه التزامات كثيرة شاقة تتعارض مع طبيعة المرأة منها التواجد خارج دائرته الكنسية والمبيت خارج المنزل إضافة لظروف المرأة الفسيولوجية " حمل ، حيض ، رضاعة " تمنعها جميعا من الخدمة الرعوية . أما فريق المؤيدين لفكرة رسامة المرأة قسيسة ، فإنهم يرون أن المرأة لها القدرة على القيادة وأن المرأة تستطيع أن تساعد الأسر المسيحية بنجاح كبير بسبب الميول الطبيعية الموجودة لديها ، كما أنها يمكن أن تكون أكثر تفاعلا مع المشاكل الكنسية من الرجل بحكم طبيعة مشاعرها . من جانبهم ، أبدى مثقفون ورجال دين أقباط تحفظهم على ترسيم نساء كقساوسة ، مؤكدين أنه لم يرد نص في الكتاب المقدس بذلك بل إن هناك تحريما لرفع النساء لأصواتهم في الكنائس ، كما أن التقاليد القبطية لم تعرف ترسيم المرأة في منصب ديني. وأكد القس مرقص عزيز راعي الكنيسة المعلقة ل "المصريون" أن الكتاب المقدس لم ينص على ترسيم المرأة منصب ديني أو كهنوتي ، ومنصب القسيس للرجال فقط ولو كان للمرأة الحق في أن تتولي منصب القسيس لكن أولي بالسيدة مريم العذراء أن تتولي هذا المنصب ، مشيرا إلى أن تنصيبها يخالف تعاليم الكتاب المقدس سواء كان هذا الترسيم يتعلق بالكنيسة الإنجيلية أو الأرثوذكسية. من جانبه ، أكد المستشار نجيب جبرائيل الناشط القبطي أن الكتاب المقدس لم يحظر عمل المرأة قسيسا ولكن التقاليد الكنسية منعت هذا المنصب على المرأة لأن طبيعة المرأة تمنع عليها الإمساك بالقربان المقدس لأنها تحيض كما أنها ضعيفة الإحساس ومن ثم يتعذر قبول الاعتراف لديها. واعتبر نجيب أنه من الصعب أن تتولي المرأة مهام عمل كهنوتي ، وأتباع الكنيسة الإنجيلية يسمحون بذلك لأنه ليس بها سر كهنوتي أو الأسرار المقدسة . واتفق المفكر القبطي المعروف جمال أسعد مع الرأي السابق ، وأكد أن ل"المصريون" تولي امرأة منصبا دينيا يخالف تعاليم الكتاب المقدس الذي حرم رفع صوت المرأة في الكنيسة ، فرجل الدين يحمل سر الكهنوت وله وضع خاص وميزة خاصة ويختلف عن باقي الشعب. وأشار أسعد إلى أن أتباع الكنيسة الإنجيلية قدموا تفسيرات غير تقليدية لنصوص الكتاب المقدس تسمح للمرأة تولي هذا المنصب حيث لا يوجد سر الكهنوت أو الأسرار المقدسة. جدير بالذكر أن المجمع الإنجيلي قد أحال طلبا تقدم به عدد من النساء إلى المجمع ورئاسة الطائفة الإنجيلية يطالبون فيه بترسيم المرأة قسيسا وإحالة الطلب إلى مجلس الكنائس لدراسته وإبداء الرأي فيه تمهيدا لعرضه على السنورس الإنجيلي الذي سيعقد اجتماعا في إبريل المقبل بالمنيا. وطالبت عضوات برابطة السيدات بالكنسية الإنجيلية برئاسة فوزية صموئيل خلال مؤتمر عقدته الرابطة الأسبوع الماضي بتولي المرأة للوظيفة الدينية ومساواتها بالرجل في دخول المجالس المللية.