هناك اتجاه صارم لتحقيق العدالة الاجتماعية. معدل الفقر يرتفع رغم زيادة قيمة الدعم إلى 25 % من الموازنة. تحسين مناخ الاستثمار لحل مشاكل البطالة. نحتاج استقرارا اقتصاديا. حصول المواطن على رغيف الخبز واحتياجاته الأساسية بكرامة. الحكومة تتعهد بالتشغيل. سنضرب الفساد في كل موقع. نعمل على إعادة الأمن، وهيبة الدولة، وأي سلبيات سنواجهها بعنف. لن تكون هناك أيادٍ مرتعشة. هناك ثروات مبعثرة، وعدم رؤية، وسيتم الدفع بالشباب الواعد المتعلم ليرفع الراية ونسانده جميعا. سيكون هناك توازن بين السكان والتنمية. هناك خطوط حمراء للأمن القومي، والكرامة الوطنية، والشعب هو الذى سيدافع عن هذه الخطوط الحمراء. حرية الإعلام مصونة، وكل رأي حر مصون، ووضع ميثاق شرف إعلامي. الحكومة عازمة على استكمال خارطة المستقبل. إجراء انتخابات نزيهة يشهد لها العالم كله. ضرورة تحقيق الاحتياجات المستقبلية للمواطن. ترسيخ الدور الإقليمي لمصر. هذه المرحلة تحتاج إلي تكاتف واستقرار. ندعو المصريين إلى بناء مصر الحديثة المدنية الديمقراطية. ليس لدينا رفاهية الوقت. .. هذا تلخيص لخبر مطول نشرته إحدى البوابات الإلكترونية لتصريحات رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب خلال زيارته التفقدية للقرية الذكية مؤخرا. ما قاله محلب هو برنامج عمل تحتاجه مصر بالفعل، لكن هل تستطيع حكومته، أو أي حكومة غيرها أن تنفذه وتجعله حقيقة ماثلة على الأرض؟!. أزعم أننا نحتاج لحكومة تصنع المعجزات لإنجاز هذا البرنامج، بل لو توفرت تلك الحكومة، ونفذت نصف ما قاله محلب فستكون حققت شيئا إعجازيا. أدق وصف لكلام رئيس الوزراء أنه تمنيات وآمال وأحلام طيبة، وحتى لا نصدمه ولا نكون متشائمين فإن الأعمال العظيمة تبدأ دوما بحلم، ولولم يحلم المبتكرون والمخترعون والمبدعون ما كانوا توصلوا إلى ما توصلوا إليه من إنجازات تاريخية كبرى ساهمت مجتمعة في صنع الحضارة الحديثة وخدمة البشرية وتحويل الحياة إلى الأفضل. لكن الحالة المصرية شديدة التعقيد والدموية والاستقطاب والكراهية المجتمعية وهي تجعل أي مسؤول لا يستطيع العمل وهو مرتاح، وتلك الراحة لا تتحقق مالم يكن الوضع السياسي مستقرا، والسياسة هي بوابة كل أنواع الاستقرار الأخرى خصوصا الأمني والاقتصادي، وحتى في الدول المستقرة أمنيا واقتصاديا فإن عدم استقرارها سياسيا ينعكس سلبا على مجمل أوضاعها، الكويت مثلا وهي دولة عربية نفطية غنية وعدد سكانها محدود تعجز عن تحقيق معدلات تنموية معقولة مقارنة ببعض شقيقاتها الخليجيات وذلك بسبب عملية التجاذب والتأزم السياسي المستمرة بين مجلس الأمة "البرلمان" والحكومة مما يساهم في تعويق التطوير والنمو وتعطيل عملية البناء، وإيطاليا في أوروبا تعاني من تغييرات حكومية عديدة وعدم استقرار سياسي وهذا ينعكس على وضعها الاقتصادي كدولة صناعية كبرى، وبالتالي تحتاج مصر في ظروفها الراهنة غير المسبوقة إلى حالة سياسية جديدة تزيل قدر المستطاع آلام ثلاث سنوات من العبث بعد 25 يناير، وتقوم على تقارب وطني، تمهيدا لتوافق عام، ثم مصالحة وطنية شاملة، وهذا أمر ليس هينا مع وجود طرف مخالف يرفع مطالب صعبة، لكني أظن أنه بعد تلك الأشهر التسعة من اللاشئ بالنسبة له ومن الخسائر الضخمة التي يتكبدها فإنه قد يكون راغبا في الحل لكنه يريد حفظ ماء وجهه. والمشكلة لدى السلطة هي في تيار عنيف متحالف معها يزايد ويدفع باتجاه الإقصاء الكامل للطرف المخالف. تجربة مابعد 3 يوليو خير دليل، فالأزمة السياسية فاقمت الأزمتين الاقتصادية والأمنية وقد ذهبت حكومة الببلاوي تحت ضغط الاعتصامات والإضرابات الفئوية، وحكومة محلب تعيش نفس الأجواء والأزمات، وهي لا تمسك بعصا موسى، ولذلك فان أحلامه في أن يكون صانع أو منفذ النهضة مرهونة بحل سياسي. ومرسي لم ينجح لأن انسداد الأزمة السياسية كان معوقا له ولحكومته عن العمل. والمدهش أن محلب في تصريحاته لم يأت على المشهد السياسي، وركز على الأمني والاقتصادي، والرؤية السائدة بأن ضبط الأمن هو الأرضية الصلبة للانطلاق في المجالات الأخرى ، والأمن ضروري، لكنها رؤية قاصرة لأن السياسة في مصر هي مفتاح حل الملفات الأخرى، كما أن مفهوم ضبط الأمن ملتبس، وفي الغالب يُراد به تشديد القبضة الأمنية، والتركيز على الأمن السياسي وإهمال الجنائي، وقد جاءت عمليات العنف والإرهاب لتساهم في تعظيم دور هذا الملف حتى صار الشعار اليوم أنه لا صوت يعلو على صوت الأمن الذي بات متحكما في كل صغيرة وكبيرة ويفعل ما يريد. الأمن ضرورة قصوى حتى نشعر بالأمان، لكن عليه مراعاة الحقوق التي وردت في الدستور الجديد حتى لا يتحول إلى وثيقة مهملة بلا فاعلية، وحتى لا يتسع التململ بين المواطنين. يا معالي رئيس الوزراء نحن لا نشكك في رغبتك في إنجاز شيء مهم يخلدك به تاريخ مصر في أصعب مراحلها، لكن لابد من البدء بالطريق الصحيح، فلتستمر خريطة الطريق، ولا عودة للوراء، ولكن يكون لدى السلطة مع قرب ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، وتعاظم فرصه للفوز رؤية سياسية لحل المعضلة حتى يأتي رئيسا على أرضية وطنية صلبة بلا خلافات ولا أزمات حادة كما هو حاصل اليوم، وهنا يمكن أن يتسم برنامج محلب بالواقعية ويجد طريقا ممهدا للتنفيذ. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.