حذر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الناس من الوقوع في شرك التدليس والتلبيس والافتئات على كتاب الله وسنة رسوله الكريم من بعض أدعياء العلم بالدين وأموره الفقهية المتخصصة مطالبا المسلمين إلى ضرورة التفريق بين العلم والتدين وأنه يجب على من يريد العلم الديني أن يلتحق بالأزهر الشريف أولا للإجازة في نقل العلم للناس . وشدد مفتي الجمهورية على ضرورة الحذر من بعض المتشددين بالدين الإسلامي الذين تعلموا الدين على سريرهم من كتاب دون الرجوع إلى شيخ أو عالم متخصص مجاز للتعليم ولم يدركوا أهدافه أو مراده أو حقائقه أو أحكامه الكاملة ووقفوا عند الجزء من الكل واختلط الخاص عندهم بالعام وعملوا على تحقيق مصالحهم على مصالح الدين والأمة. وأوضح مفتي الجمهورية في خطبة الجمعة أمس بالجامع الأزهر إلى أن الأزهر الشريف بعلمائه المنتشرين في البلاد الإسلامية بمؤسسته التعليمية ذات القدر على مستوى العالم هو الحصن الحصين لأهل السنة والعلم الديني والدنيوي والناس أجمعين في جميع أنحاء المعمورة وقال أن أدعياء العلم والمتصدرين له من دون علم أو إجازة من مؤسسة تعليمية هم أصحاب تشدد وانغلاق وأصبحوا حجابا بين الله وخلقه بالرغم من تحدثهم بالكتاب والسنة. وطالب المسلمين والمواطنين إلى التنقيب والبحث عن أصول أدعياء العلم الديني وعلى يد العلماء والأساتذة المتخصصين تلقى علومهم الدينية المختلفة ومدى حرصهم على التعلم سنوات طويلة في المدارس والجامعات الشهود لها أم أنهم تعلموا من الأهواء الباطلة والعلم المغشوش . واستنكر مفتي الجمهورية ما تعرضت له بعض الأضرحة وأولياء الله الصالحين من إساءة مؤكدا أن هذا الفعل خروج عن صحيح الدين والإسلام والإنسانية وأن الفاعل ظن بالخطأ معنى الحديث الشريف ورفض بشدة الهراء الذي صرح به أحدهم من المتشددين من رغبته لهدم ضريح الإمام الحسين رضي الله عنه. مؤكدا أن من يفعل ما لم يفعله الرسول في الأصنام في قبور أهل البيت الكرام أو أولياء الله الصالحين والعلماء المتقين المشهود لهم هو كمن أصيب بعمى القلوب وسوء الفهم وكمن أسهم في تشويه الإسلام وإذكاء الدعوات إلى الغلو والتطرف ودعا المفتي جميع أبناء الوطن العزيز إلى التكاتف والتوحد خلف إمام المسلمين شيخ الأزهر ومن خلفه من العلماء الواقفين معه ضد أي دعوات للخروج عن صوت الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل . ووصف المفتي من يتفوه بتلك الكلمات بالأغر المسكين الذي يجهل مبادئ وصحيح الدين والسنة المشرفة مطالبا بأن يغلق الباب على نفسه مشيرا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عاش 13 عاما في مكةالمكرمة ولم يقترب أبدا إلى أصنام المشركين التي كانت بالمئات . وقال المفتي أن النبي صلي الله عليه وسلم الذي جاء بالرحمة المهداه والدين القويم دعا إلى عدم الاختلاف أو الانقسام وأرشد الأمة الإسلامية إلى أنه في حاله حدوث خلاف في أي أمر بين المسلمين الالتزام برأي الأغلبية وتوجه السواد الأعظم وأنه من شذ عن الجماعة في النار وأن من رآه المسلمين حسن واجتمعوا عليه فهو حسن عند الله وأكد أن الإسلام ومبادئه السمحة وسعت من نظرتها للحياة وجعلها صالحة لكل زمان ومكان ولجميع خلق الله وأمر أتباعه من المؤمنين أن ينشروا قيم الوسطية والاعتدال البعيدة عن مظاهر التشدد والغلو والتطرف والانغلاق . وحذر من أن بعض الناس في الآونة الأخيرة انحرفوا عن المذهب الوسطي المعتدل القائم علي العلم الصحيح ، وأوضح أن الأزهر على مر السنون كان وما زال منارة الإسلام وأهل السنة في الأرض تعلم وعلم المسلمين ووضع منهجا دقيقا للعلم يتلقاه المسلم في العقيدة والشريعة والأخلاق وفي العلوم المتخصصة والمساعدة على الوعي والإدراك الكامل للمعاني وفلسفة الدين الحنيف الداعي لتعمير الأرض لا الإفساد والتدمير. وأشار المفتي إلى أن أول درس يدرسه الأزهريون في مدارسهم وجامعاتهم هو أن الراحمون يرحمهم الله وأن الرفق إذا دخل شيء ذانه وإذا خرج منه شأنه وأنهم لا يتكلمون قبل أن يتعلمون و لا يحزنون على المفقود أو يفرحون علي الموجود.