لن أجد – فيما أعلم- أدقّ من وصف الأخ السفير/ أسامة نقلي، مدير الاعلام بوزارة الخارجية السعودية، حينما وصف – عبر تغريدة له بصفحته على التويتر، والتي أرسلها لي مشكوراً – أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليوم، بقوله: "أصبح كل مواطن يمتلك، وكالة أنباء (تويتر)، وصحيفة (فيسبوك)، ومحطة تلفزيونية (يوتيوب)"! وإني ومن منطلق الأخ أسامة، ومن منطلق أيضاً "كلنا في الهم شرقُ"، أحببت أن استعرض لكم أهم ما جاء في وكالة أنبائي – كونها وسيلة التواصل الاجتماعي الطاغية الآن - من تغريدات خلال فترتي البسيطة في عالم التغريد والذي اكتشفت بأنه قد لا يخلو أيضاً من النعيق والنهيق والزئير... وأصوات "حيوانية" أخرى قد تحيل مسمى ومضمون تويتر ليصبح "زوويتر zoo-itter"، نعم إلى ما يشبه "حديقة الحيوانات"! وأغلب هذه التغريدات قد أجمعها وأُدرجها لاحقاً تحت وسم - أو ما يعرف في عالم التويتر بال "هاشتاغ" - "تغريدات عجب"! وقد أضيف عليها، "من وضع العرب"! وربما قد زِدت هنا قليلاً في عدد الحروف عن تلك الأصلية والمسموحة لتغريدة ما -140 حرف للتغريدة - كونه يجوز لي في "المصريون"، ما لا يجوز في تويتر! فإليك تغريداتي أهديها أيها المتكرم بالمتابعة هنا! الرؤساء العرب: سجل عندك يا عربي، "المصري محمد نجيب، واليمني عبدالرحمن الأرياني، والسوداني عبدالرحمن سوار الذهب"، وحدهم من ترك "الكرسي" بسلام! الشعوب العربية: "يريدون منا حكم أبي بكر وعمر، ولا يعملون بعمل رعية أبي بكر وعمر"! الخليفة عبدالملك بن مروان. الوطن العربي: في كل جزء منه هناك، "حيتان وتماسيح"، وهناك "ذئاب ونعاج"، وهناك "ثعالب وديكة"، وفي مصر اليوم هناك، "فراخ متكسبة من البلابل"! الديموقراطية في الوطن العربي: أفضل من عرّفها وعرّبها وخرّبها هو القذافي، حينما قال، أنها كلمة عربية الأصل مشتقة من "ديمو-كراسي"، أي ديمومية الكراسي! الربيع العربي: محرّمٌ علينا حتى تخضرّ فينا أولاً بساتين العلم! العلم والتعليم في الوطن العربي: نحن أصحاب أول جامعات أنشأت في العالم، وأصحاب أخيب جامعات أنشأت بعدها في العالم، ناهيك عن نظامنا العلمي والتعليمي المهلهل ابن تعيسة! الوضع المصري والعربي بشكل عام: "غطيني يا صفية، مفيش فايدة"! الشأن "الاخواني": قالت العرب بالأمسِ، لا يُخلط الماء والزيت. وقالت العرب اليومَ، من أدخل الاخوان البيت! "ضاحي خلفان" و "الاخوان": تويتر بلا ضاحي خلفان، تويتر بلا إخوان! أمريكا والسلام: تكون أو تقترب كارثة عربية في كل مرة تردد فيها أمريكا "السلام في المنطقة"! أمريكا والحرب: لا أدري لماذا تحتاج أمريكا في كل مرة إلى "معادلة كيميائية/ كيماوية" لخوض حرب جديدة ضد دولة عربية! ألم تدري بعد بأن جابر بن حيان "أبو الكيمياء"، عربي؟! القضية الفلسطينية: هي تماماً كرسالة حساب تويتر الطارئة أحياناً، "Internal server error"، ودعونا من الترجمة والقضية! حساب نايف الروضان: كنت قد تشرفت قبل فترة قريبة بمتابعة – فولو - الفيلسوف والبروفيسور السعودي/ نايف الروضان، عبر حسابه الموسوم، "sustainhistory"، نسبة إلى نظريته المتضمنة كتابه بعنوان، "التاريخ المستدام وكرامة الانسان"، والتي مفادها، "..إن تحقيق الكرامة للجميع في أي زمان وتحت أية ظروف هو المحرك والدافع للتاريخ البشري وهو ما يضمن استدامته". وأنا أشهد يا نايف بأن قومنا أضاعوك وأي فتىً أضاعوا، وكم من فتىً أضاعوا! وقد أكرمني الأخ نايف بدوره بمتابعة حسابي، ويبدو أنه حديث عهدٍ بعالم تويتر عندما كتب في تغريدة له – قبل أيام قليلة – مستغرباً إلغاء بعض متابعيه لمتابعتهم له في حسابه، حيث تسائل، "ماذا فعلت؟!"، ولأنه سؤال مغلف بحساسية الفلاسفة التي أعرفها – ويعرفها هو – في "جبران"، والتي من ضمن وصفها قالوا، "لو أن فراشة حطّت على كتفه لآلمته"! فقد بادرته بتغريدة قلت له فيها مشجعاً، "مرحباً بك في عالم تويتر! ويا جبل ما يهزك ريح". وعندها أرسل لي بتغريدة شكر كرسالة خاصة، ودار بعدها بيننا حوار أدبي شيّق، وليعذرني القارئ عن سرد هذا الحوار، فأمانات "خاص تويتر" تماماً كأمانات المجالس ! ومع ذلك فقد تكتشفوا جُلّهُ بعد أن تكتشفوا من هو "نايف الروضان"- ولو أن المعرّف لا يُعرّف! - كإنسان وعالم، والذي تعمدت أن لا أقدّم عنه في مقالي هذا، فأغلبه جاء على شكل تغريدات، و 140 حرفاً – ومع كرم سعة "المصريون" – قطعاً لا تكفي! أما تغريدة نايف الروضان (والتي هي عجب عجاب تغريداتي!): يتابع حساب "نايف الروضان" في تويتر، أكثر من ألف، بينما يتابع حساب "هيفاء وهبي"، أكثر من مليون، صحيح أن "العرب أهل طرب"! يا الله: أُخطأُ وعفوك يُصيبُ
أدعو بعدها فتجيبُ
وأشكو من قلة الحبِ
ويحي إنّ الحبيب قريبُ!
الحب مسك التغريد، ولا أزيد.
أخوكم/ علي صالح محمد الضريبي كاتب صحافي بحريني المنامة - مملكة البحرين