كشفت مصادر بالمقر البابوي عن اتصالات مع جماعة "الإخوان المسلمين" عبر بعض الأساقفة بالكنيسة القبطية، ومن بينهم الأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة حول مبادرة الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة لإجراء حوار مع الشباب الأقباط للرد على أي مخاوف. يأتي ذلك على الرغم من نفي البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في عظته يوم الأربعاء الماضي تطرقه في اتصال هاتفي مع مرشد "الإخوان" إلى مبادرته، أو طلب زيارة المقر البابوي. وأعلن الدكتور عصام العريان، المتحدث باسم "الإخوان"، أن المبادرة التي أطلقها المرشد لإجراء حوار مع شباب الأقباط تسير بشكل جيد، وينضم لها عدد متزايد من الهيئات والمنظمات التي تمثل الشباب المسيحي في مصر. وأضاف إن الجماعة ستعلن قريبا عن تدشين الحوار بعد إتاحة الوقت الكافي لانضمام أكبر عدد ممكن من الأفراد والهيئات والمنظمات التي تمثل شباب الأقباط المصريين، موضحا أن حديث الجماعة مع شباب الأقباط يختلف عن الحديث مع البابا شنودة، إذ ينطلق الأول من قاعدة المواطنة والثاني من منصب البابا الروحي والكنسي. وأشار إلى أن المؤسسة الكنيسة تجاوبت بشكل جيد مع مبادرة المرشد، وأن هناك ثمارا طيبة سوف تظهر قريبًا على مستوي النخب والشباب ليعم الخير علي مصر كلها، لكنه رفض الكشف عن موعد اللقاء الأول المزمع عقده بين الطرفين قريبًا. من جانبه، قال المفكر والباحث الدكتور رفيق حبيب، إن فكرة التأسيس لحوار على مستويات مختلفة مطروحة منذ المكالمة الهاتفية بين البابا والمرشد، لكن حدث ضغط إعلامي كبير أثر سلبًا على الأطراف المختلفة، مما أدى إلى عرقلة الحوار دون عرقلة التفكير فيه، بما يسهل تبادل المعرفة والفهم بين الطرفين، لكسر الصورة النمطية التي أشاعها النظام السابق عن التيار الإسلامي . وأوضح حبيب أن من يحدد مسارات الحوار هو الجانب القبطي، باعتبار جماعة "الإخوان" منفتحة على مختلف المسارات للحوار، وفي رأيه فإن أي حوار يمكن أن يراكم أثرًا لتجاوز حالة الاحتقان بين الطرفين. وكانت ثلاث منظمات تمثل الشباب المسيحي المصري وافقت في الأسبوع الماضي على مبادرة مرشد "الإخوان" الرامية إلى عقد لقاءات مباشرة مع نشطاء سياسيين مسيحيين من الشباب، لتوضيح موقف الجماعة من شتى القضايا، وتهدئة مخاوف المسيحيين المصريين تجاه التطورات السياسية الحالية فى البلاد. والمنظمات الثلاثة هي: "حزب اتحاد الشباب المسيحي" (تحت التأسيس)، و"الاتحاد الدولي للطلبة المسيحيين"، و"الهيئة العامة لجمعية الشبان المسيحية"، وقد وافقت الأخيرة على استضافة أول لقاء بين الجانبين فى مقرها بشارع الجمهورية بوسط القاهرة بناء على طلب الشباب المسيحي.