استمتع كثيرا بالعودة الى تراثنا الثقافي المكتوب منه والشفاهي ، كلما تيسر لي ذلك .. فانهل من بعض مايحتوي ، مستشهدا ومسترجعا ، ناقدا ومستجمعا ايضا .. فاكتب فيه وعنه ، وأدلل به على بعض ما اقول وأدعي . عسى أن أجد فيه ما أرجوه وأبتغي . هذه المرة . عدت إليه فوجدت في موروثنا الثقافي سواء المعقول او المنقول الكثير من الحلول لما يعترض الناس في مصر من مشاكل وازمات .. وربما ايضا مواقف غير مستحبة .. كما أن هناك ايضا العديد من العادات التي تعود الناس على العمل بها ، والعرف الذي بات قانونا يعترف به الناس ويطبقونه على أرض الواقع مثله مثل القانون ، وربما أقوى .. من تلك العادات ان المسلمين في نهاية صيام شهر رمضان ومع بداية اول ايام الإفطار يعمدون الى تناول وجبة فسيخ أو " أكلة سمك " يستبدلون به " نظام طعامهم طوال شهر رمضان ، إضافة الى مايطلقون عليه تنظيم المعدة او تعديلها .. ولعلي أستمد المعنى ذاته من مناسبة شم النسيم ذاك الطقس الفرعوني المصري القديم ، والتي تفوح رائحته من الان ، ووجبة الفسيخ الشهية التي " تكنس " المعدة ومافيها .. كثير منا إن لم يكن غالبيتنا تعمد الى تناول وجبة فسيخ قوية لتنظيف المعدة " البطن " مما يعلق بها من بكتيريا او فطريات ناعمة ناتجة عن كثرة تناول اللحوم والحلويات .. واسالوا من ينادون بتناول وجبة " حرشة " كي يستقيم عمل المعدة والبطن ..!! اقول هذا .. وأنا أشاهد البطن " المصرية " في حالة عراك وطني .. ارهابي .. سياسي .. اجتماعي .. اقتصادي .. وهلم جرا من العراكات التي باتت تهدد حياة الانسان " مصر " ولم تعد تستقيم معه الحياة .. ثلاث سنوات والبطن في حالة عراك .. وصلت الى حد التسمم ، مرورا بحالة عسر الهضم ، والتلبك المعوي ، والمغص ، والدوسنتاريا وغير ذلك مما تعارف عليه الناس في الاحياء الشعبية . المعدة المصرية الشوارع والبيوت واماكن العمل والانتاج وحتى المسارح والملاهي وكل المؤسسات والمنشات باتت في حالة حرب وحالة عراك .. انتقلت الى الساسة والنخب والى أولى الامر في مصرنا المحروسة ؟؟\ هذه الحالة غير الطبيعية التي تمر بها المعدة ، والتي اصبحت تفاعلاتها لا تخفى على احد .. تحتاج الى " اكلة فسيخ " .. والتي هي في حالتنا السياسية هذه .. المرحلة الانتقالية بما فيها من مساوئ وحسنات واخطاء ومظالم وعملا بالمبدأ الاقتصادي في النظام الحر Laissez passer, Laissez Le Faire وهذا يعني " خللي المسائل ماشية .. حتى تمر هذه المرحلة . ويعاد ترتيب البيت من جديد . والفكرة ببساطة تتلخص في أنه يجب ان تنتهي هذه الحالة من الاحتراب السياسي والمجتمعي ، المدني والعسكري ، والشرطي باي شكل وعلى أي ارضية .. ويكف الفرقاء عن الكيد السياسي ، ونزعات الانتقام ، وهذا يقتضي من وجهة نظري : · قبول التيار السياسي الديني باطيافه المعارضة او الموافقة او المناوئة بما جرى بعد الثالث من يوليو 2013. · خروج كل المعتقلين السياسيين على اي ارضية او اي خلفية ، ماعدا المدانين بالقتل او العنف فعلا . وفق محاكمات عادية عادلة ، امام قاضي طبيعي وغير مسيس . · رد الاعتبار لوسائل الاعلام التي اغلقت او اضيرت من جراء توابع الثالث من يوليو . · اجراء تحقيقات نزيهة وشفافة لاحداث مابعد 25 يناير . · البدء في عملية سياسية شاملة بانتخابات نيابية حرة وشفافة دون اقصاء او استبعاد . · تغيير النائب العام ، وتشكيل محاكم خاصة لمحاكمة كل المتورطين في عمليات القتل او الفساد منذ 25 يناير ومابعدها دون استثناء . · دعوا الانتخابات الرئاسية تمر .. أيا كان الفائز بها .. · ثم تعالوا بنا الى كلمة سواء ،، نرتب البيت من داخله .. دونما تأثير من صديق او حليف او شقيق .. · وليكن نهاية هذا العام ، هي نهاية رحلة الالام هذه ، ونهاية مافي البطن من اشياء تسبب الالم والتقيؤ والمرض . · فهل فهمنا الان ، كيف اننا نحتاج الى " اكلة فسيخ " تنظف البطن مما علق بها من طعام سئ او ماشابه . · أنا أخاطب العقلاء والمخلصين فقط .. ولا أخاطب التابعين لمرسي او السيسي او صباحي او عنان أو التابعين لاي فصيل أو سياسي يحمل أجندة من أي نوع .. · فقط اخاطب المصريين .. وانا وانت اناس منهم .. وأطلق هذه الدعوة من خلال صفحات " المصريون " لعل الرسالة تصل .. والمعنى يكتمل .. والله على ما اقول شهيد ..