لقد أراد الله أن يغير بثورة 25 يناير الظلم والدكتاتورية والإقصاء ليحل محلها العدل والحرية والديمقراطية وقبول الآخر والهدف من كل ذلك أن نحيا حياة الكرامة. ولن تتحقق هذه الحياة المرجوة طالما ظللنا على ما كنا فيه من سلبيات وآثار للعهد البائد. الواجب علينا جميعا أن نبدأ في الممارسة والتدريب على الديمقراطية وقبول الآخر كل الآخر الذي يخالفني العقيدة والجنس واللون والنوع والسن ويخالفني الرأي والأيديولوجية. هذه المقدمة ضرورية قبل أن نناقش لماذا كل هذا التخويف الغير مبرر من التيار الإسلامي وابدأ بطرح قواعد تحكم العلاقه بين الجميع فى المنظومة الديمقراطية. - لا يجوز لأحد أن يسفه أراء الآخرين. - لابد أن نسمع وننصت لبعض حتى نفهم بعض. - أن يلتزم كل منا بأداب الحوار. - عدم التخوين. - عدم الاحتقار والاستقلال والاستهانة - ألا بظن أحد أنه وحده الذي يملك الحقيقة المطلقة. - كلنا يرى الصورة من الجزء أو المكان الذي يقف فيه. فلابد أن نكمل الصورة برؤى الآخرين هذه بعض القواعد المرجو ان تحكم حواراتنا. أما مسألة الخوف والتخويف من التيار الإسلامي فهذا شيء مستغرب ومثير لكثير من القلق خاصة الآن وذلك لأسباب كثيرة. إن الإخوان تحديدا وهم يمثلون التيار الإسلامي السياسي كانوا من المشاركين الفاعلين فى الثوره انهم ساعدوا بكل قوة فى تأمين وحفظ الثورة. بل يكادوا أن يكونوا الفصيل الوحيد أو الأكثر في تقديم التضحيات في ظل النظام الظالم السابق (أكثر من 30 الف معتقل و6 محاكمات عسكريه وأكثر من شهيد وعشرات الملاين من الجنيهات والدولارات التي صودرت)، إنهم قدموا الشهداء كغيرهم فى الثورة. إنهم الأكثر شعبية واحتكاك في المجتمع. إنهم الفصيل السياسي الوحيد الذي وصل إلى أكثر من 80 عضو فى مجلس الشعب 2005. إنهم يمثلون التيار الوسطى للإسلام. إنهم لم يتوانوا في مد أيديهم إلى كل القوى الوطنية. إنهم خلال تاريخهم من 1952 إلى الآن لم يتورطوا فى شبه إرهاب (أكثر من 150 ألف سجين ومئات الشهداء). في المشهد الأخير قدموا كافة التطمينات للقوى السياسية، ابتداء من عدم الترشح للرئاسة وأنهم لن يشاركوا بأكثر من ثلث المرشحين، وأنهم تقدموا للقوى الوطنية باقتراح القائمة الموحدة. إذن لماذا الخوف من الإخوان والتيار الإسلامي أم هو خوف من الإسلام أم هو الخوف من الديمقراطية. أرى أن من حضر في ميدان التحرير ورأى الاخوان وباقى شباب الفصائل الإسلامية وبعد ما ذكرت لا أجد أي مبرر للخوف من الإخوان ولا الإسلاميين عموما. أما أن يكون الخوف من الاسلام فالخائف لا يلوم إلا نفسه. لأن الإسلام هو الوحيد الضامن لأمن وأمان هذا الوطن، فهو يدعونا لبناء دولة العدل والحق والحرية والكرامة، وهو الوحيد الذي يؤسس الدولة المدنية ولم يعرف قط الدوله الدينية. إن الإسلام يؤسس شكل الحكم وفق مصالح العباد. (أينما تكون مصلحه العباد فثم شرع الله) انه نظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم فهو أول من أسس لدور الأمة في اختيار الحاكم ومراقبته ومحاسبته وعزله ( الصحابي يستنكر على أمير المؤمنين الفاروق طول ثيابه فيرد عنه عبد الله بن عمر بأنه تنازل لأبيه عن ثوبه). انه النظام الوحيد الذي يحمي الأقليات. هذا هو الإسلام فالخائف منه لا يلوم إلا نفسه فهو إما شخص لا يعرف الإسلام أو مغرض يخبئ فى نفسه مالا نعرفه. أما إذا كان البعض يحكم على تصريحات البعض أو على تصرفات فردية لبعض ممثلي التيارات الإسلامية السلفية أو الجهادية فهذا حكم غير صحيح لاسقاط الجزء على الكل وهذا يحدث فى كل المجتمعات وان كثير من غير الاسلامين يأتون بتصرفات غير جيده ولا يجوز الحكم على الجميع بها. أيها الخائفون دعونا جميعا نجرب سويا الديمقراطية الرأي والرأي الآخر ونحتكم إلى ثوابت نتفق عليها جميعا بعيدا عن الإقصاء والتخوين والخوف غير المبرر. اتركوا التجربة تزيل الخوف والتوجسات حتى نصل جميعا بر الأمان في ظل المصلحة العليا للوطن. ولنعلم جميعا أن الصدق في أقوالنا وأفعالنا منجي لنا والكذب فى أقوالنا وأفعالنا أفعى لنا. اللهم احفظ هذا البلد أمنا مطمئنا وابعد عنها كل مشكك وايدها بنصرك وثبت أركان الثورة وأهدنا جميعا إلى ما فيه خير البلاد والعباد. محمد أبو عجور كاتب وناشر عضو رابطة الكتاب والأدباء العرب