أعلن الدكتور محمد رجب الأمين العام للحزب "الوطني" أمس خلو منصب رئيس الحزب، وإجراء التحضيرات لعقد مؤتمر استثنائي للحزب لانتخاب رئيس جديد له، خلفا للرئيس السابق حسني مبارك الذي تم الإطاحة به تحت الضغوط الشعبية في 11 فبراير الماضي، وبعد إجراء عملية تطهير شملت أكثر من 20 قيادة بارزة بالحزب، بينما يعتزم العديد من الأعضاء تشكيل أحزاب خاصة بهم. وأوضح رجب في مؤتمر صحفي أمس، أن القرار يأتي مبادرة من هيئة مكتب الحزب لتطهيره من كل العناصر التي "أفسدت الحياة الحزبية والسياسية في مصر", مشيرا إلى أنه سيتم الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب لانتخاب رئيس جديد له. وشملت قرارت الفصل كل من المهندس أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب, واللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق, والمهندس أمين أباظة وزير الزراعة السابق, والمهندس أحمد المغربي وزير الإسكان السابق, والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق، والمهندس هشام طلعت مصطفى المسجون في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وزهير جرانة وزير السياحة السابق, والمهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق, والمهندس محمد منصور وزير النقل الأسبق, والمهندس سامح فهمي وزير البترول السابق, وأنس الفقي وزير الإعلام السابق, والمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق, والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية السابق, والمهندس عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعة السابق , ومحمد أبوالعينين رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب المنحل, وشفيق بغدادي عضو اتحاد الصناعات, وحامد الشبيكي, وعمرو منسى, ومعتز رسلان, وياسين منصور, ومحمد عهدى فضلي. وصرح الأمين العام للحزب أن هيئة مكتب "الوطني" قبلت استقالة كل من صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب, والدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون البرلمانية والقانونية السابق, والدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام السابق بالحزب, وجمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب. وعلمت "المصريون"، أن أكثر من 50 ألف عضو تقدموا حتى الآن تقدموا باستقالاتهم من الحزب، بالإضافة إلى الذين تم إقالتهم خلال الفترة الماضية في مختلف أمانات المحافظات. وسيعقد الحزب في أبريل المقبل مؤتمرا لانتخاب رئيسا جديد له، فيما من المرجح أن يتم اختيار الدكتور محمد رجب الأمين العام للحزب رئيسا له. في غضون ذلك، يعتزم أكثر من 20 عضوا ونائبا سابقا بالحزب "الوطني" تأسيس أحزاب سياسية جديدة، ومن أبرز هذه الأسماء أحمد أبو عقرب نائب أسيوط السابق وياسر الجندي نائب طنطا والعربي شامة نائب الدقهلية ونشأت القصاص نائب شمال سيناء وفاطمة إبراهيم نائبة قنا ومحمود الشاهد نائب الإسكندرية وحازم حمادي نائب سوهاج. في حين انتهت مشيرة أبو غالي- إحدى المرشحات اللاتى تقدمن بأوراقهن للمجمع الانتخابي لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة 2010 على أحد مقاعد الكوتة- بالفعل من تشكيل الأعضاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وأطلقت على حزبها "حزب شباب مصر الجمهوري"، والذي يضم ما يقرب من 3 آلاف عضو حتى الآن. ووفقا لمصادر مطلعة ل "المصريون"، فإن هناك نوابا آخرين يعتزمون إنشاء أحزاب سياسية بعيدة عن الحزب "الوطني" فى ظل الاحتقان تجاه الحزب بعد ثورة 25 يناير، ويستهدف بعضهم من ذلك خوض انتخابات الرئاسة القادمة. من جانبه، أكد مكرم محمد احمد الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب والنقيب السابق للصحفيين ل "لمصريون"، أن من حق أي مواطن تشكيل حزب سياسي، وفقا للقانون والمعايير التي يتم من خلالها تشكيل الأحزاب، لكن السؤال هل تلك الأحزاب ستفيد الحياة السياسية أم ستكون غطاء للحزب "الوطني" وتكون هذه الأحزاب وجه العملة الأخرى للحزب وسياساته. وأضاف: أنا اعتقد أن هناك أكثر من مائة حزب جديد سيتم تشكيله خلال الفترة القادمة، لكن الخوف أن تكون تلك الأحزاب هي الأخرى مجرد اسم على ورق ولا تؤدى دورها بل على العكس تساعد أحزابًا وتيارات أخرى أكثر وجودا وقوة على زيادة نفوذها. واعتبر مكرم أن زيادة الأحزاب ليس مفيدا بالشكل الذي يتخيله البعض، لأن الأحزاب الفقيرة سياسيا تؤدى بالتبعية إلى موت إكلينيكي للسياسات. وأعرب عن اعتقاده بأن هناك قوى ستفرض سيطرتها على الحياة السياسية في مصر بشكل قوى منها التيارات الإسلامية مثل "الإخوان المسلمين" والسلفيين، وستعمل هذه القوى خلال الأيام القادمة على إعادة تقديم نفسها ويما يلقى قبولا لدى شرائح كثيرة من المجتمع.