يعكف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حاليا على بحث سبل الرد على الانتقادات والتي تركز على اعتباره جزءا من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنه استخدمه في محاولة لإقناع شباب الثورة بفض اعتصامهم بميدان التحرير، كجزء من الجهود التي بذلها النظام السابق لتفادي الإطاحة به تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية. وعلمت "المصريون"، أن هناك مخاوف جدية في الدوائر المقربة من موسى من التداعيات السلبية المحتملة للوثيقة التي سربها جهاز مباحث أمن الدولة، والتي كشفت عن خطاب موجه له من النظام يدعوه فيه لاستخدام شعبيته لإقناع شباب الثورة بمغادرة الميدان بعد خطاب مبارك الثاني الذي أعلن فيه عدم رغبته الترشح لولاية ثانية. ويدرس موسى الذي أعلن عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية مع مستشاريه كيفية التغلب على هذه الصعوبات، عبر التركيز على تباين مواقف مع النظام السابق، والانتقاداته التي عبر عنها خلال الفترة الماضية، اعتراضًا على عمليات التزوير الواسع التي شابت انتخابات مجلس الشعب في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر الماضيين، والتي كانت سببًا في تفجر الثورة الشعبية. ويسعى كذلك لاستغلال وجود صلات قوية مع بعض التيارات السياسية، في محاولة لانتزاع تأييدها له في الاستحقاق الرئاسي القادم، خاصة تلك التي تبنى مواقف مؤيدة لها، حينما كانت توجه مساعي من الحزب الحاكم لاستئصالها، ويستهدف بذلك محاولة كسب تأييد "الإخوان المسلمين". ولم يخف موسى امتعاضه مما يتردد عن اعتباره أحد وجوه النظام السابق، ومحاولة تشويه صورته بعدما أبدى عزمه الترشح للرئاسة، واعتبر أن هذا الأمر لا يعيبه، في ظل مواقفه التي كان يعبر عنها إبان عمله وزيرا للخارجية خلال الفترة ما بين عامي 1991 و2001، وقال ردًا على تلك الانتقادات: "ليس معنى أني كنت في السلك السياسي للنظام السابق أني لا أصلح للرئاسة". وفضلا عن الرهان على الشعبية العريضة التي يتمتع بها موسى، فإن المقربين منه يسعون خلال تلك المرحلة إلى تسليط الضوء على مواقفه التي دوام خلالها على توجيه انتقادات شرسة للولايات المتحدة وإسرائيل للنأي بنفسه عن اتهامات البعض له بوجود صلات قوية مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ويسعى موسى بذلك لإعداد برنامج قوي وواضح للانتخابات الرئاسية تركز على استعادة دور مصر الإقليمي والدولي، وإقالة الاقتصاد المصري من عثرته واعتماد الاقتصاد الحر، مع ضمان أكبر قدر من العدالة الاجتماعية، كاستراتيجية لمواجهة الضغوط المتصاعدة وحملات الانتقادات التي توجه إليه. من جانب آخر، اتهم موسى أمس "جهات خفية" بالعمل على محاولة إفشال ثورة 25 يناير، بعد المصادمات الطائفية الأخيرة بين المسلمين والمسيحيين، والتي قتل فيها 13 شخصا وأصيب أكثر من 100 آخرين، في أحداث عنف تفجرت على خلفية الهجوم على كنيسة قرية "صول" بأطفيح. وأعرب في تصريح صحفي عن صدمته إزاء تلك الأحداث الدموية, وقال إن "ما يحدث من محاولات إحياء الفتنة بعد ما شاهدناه من تلاحم إسلامي مسيحي خلال ثورة التحرير يدعو إلى الشك في أن جهات خفية قد نشطت لإجهاض الثورة ومسيرتها". وأضاف: "هناك من لا يزال يعشش في أزقة الفساد والمؤامرة ويستهدف إثارة الفوضى والانقسام بين أبناء الشعب لإعاقة المسيرة نحو الديمقراطية والحياة الحرة واستعادة الشخصية المصرية الايجابية". وطالب موسى بعودة الأمن وإعادة تمركز الشرطة لحماية الناس، وعلى ضرورة أن تكون هناك محاسبة سريعة لمرتكبي جرائم الاعتداء على المجتمع ومؤسساته وعلى رأسها دور العبادة.