سمير العركي ل "المصريون ": استمرار الجماعة الإسلامية في التحالف قرار الجمعية العمومية وليس مجلس الشورى *تأييدنا لخارطة الطريق كان سيجلب لنا مكاسب أضعاف ما حصل عليه النور دعم الإطاحة بمرسي يكتب شهادة وفاة الجماعة ولن نبيع حقوق الشهداء *لم نطلب اللجوء السياسي لتركيا ونعيش وفقا للقانون ونلقي معاملة كريمة *ممدوح علي يوسف والغمري غادرا البلاد بشكل قانوني المشكلة ليست في مرسي بل صراع بين مشروع وطني وأخر يكرس التبعية *دعم تركيا للرئيس المنتخب موقف مبدئي لشعبها وليس محكوما بتوجهات أردوغان
أكد سمير العركي القيادي في الجماعة الإسلامية أن الصراع الدائر في مصر حاليا ليس لا يرتبط بالإخوان المسلمين أو الرئيس مرسى بل هي صراع بين مشروعين الأول يريد التحرر والانخلاع من ربقة الاستعمار يريد بناء دولة وطنية مستقلة تعتمد الإسلام كمرجعية عليا لها ويحقق العدالة والكرامة الإنسانية وبين مآخر يريد استمرار دولة الظلم والطغيان وحماية الفساد وإبقاء كرامة الإنسان المصري مهدرة ومستباحة . وصف موقف الجماعة الإسلامية من قضية الشرعية بأنه موقف مبدئي يضع مصالح الشعب في مقدمة أولوياته ولا ينظر الي مصالح الجماعة الضيقة ولو كنا ننظر لهذه المصالح لدعمنا خارطة الطريق وكنا قد حصلنا علي أضعاف ما حصل عليه حزب النور لأسباب تاريخية مشددا علي أن استمرار الجماعة في عضوية التحالف الوطني هو قرار الجمعية العمومية وهو يراجع كل فترة ويحصل علي تأييد الأغلبية الساحقة وفجر العركي مفأجاة من العيار الثقيل حين أكد خروج ممدوح علي يوسف قائد الجناح العسكري السابق للجماعة والقيادي الميداني في الجماعة إسلام الغمري من مطار القاهرة بشكل طبيعي وليس كما ردد البعض من تسللهم من الأراضي الليبية وصولا الي تركيا التي يقيمون بها ونفي العركي بشكل حاسم حصوله وقادة الجماعة الإسلامية علي حق اللجوء السياسي في تركيا مشيرا إلي أنه يعيش في تركيل بشكل قانوني بل انه كان يستطيع الحصول علي حق اللجوء السياسي خلال حضوره حد المؤتمرات في سويسر ولكننا مصممون علي العودة الي مصر في الوقت المناسب وليس التحول للاجئين الحوار مع القيادي في الجماعة الإسلامية سمير العركي تطرق لقضايا عديدة سنعرضها بالتفصيل في السطور التالية *تثور تساؤلات حول هروب قادة الجماعة الإسلامية وأنت منهم من مصر قبل وبعد فض اعتصام رابعة رغم الشحن الزائد لجماهير الاعتصام من علي المنصة؟ ** فى البداية لدى تحفظ على كلمة " الهروب " فالصحيح أننى خرجت من مصر كأى مواطن من مطار القاهرة وكنت متجها لسويسرا لحضور مؤتمر دعيت إليه قبل فترة طويلة من أحداث فض ميدانى رابعة والنهضة ولكن موعد السفر كان بعد أحداث الفض بحوالى شهر فعقدت العزم على عدم العودة لمصر ثانية بعد أن ظهر جليا لكل ذى بصيرة أن مصر مقبلة على مرحلة صعبة من حيث التفسخ الاجتماعي والانقسام الحاد فلأول مرة نرى ونسمع هذه الشماتة فى قتل الأبرياء ، ولأول مرة ينقسم المجتمع بهذا الشكل المخيف فكان قراري هو الهجرة للخارج . *ولكن المعروف والمشهور أنك تعيش كلاجئ سياسي فى تركيا أنت وعدد من قادة الجماعة ؟. **للأسف هذه المعلومات المكذوبة نشرتها إحدى الصحف الخاصة والمحزن أن الصحفي الذى أعد ذلك التقرير كان تربطه بى علاقة صداقة وكان يمكنه التأكد من كل سطر كتبه قبل النشر ولكنه آثر ركوب الموجة الجديدة والله حسيبه . والصحيح أنني أعيش فى تركيا بشكل قانوني ولست لاجئاً سياسياً وإذا كنت أريد اللجوء السياسي فقد كان أمامى فرصة ذهبية لطلب اللجوء عندما كنت فى سويسرا وهى بلد مغرية جدا لأى طالب للجوء السياسي نظرا للامتيازات التى يتمتع بها هناك ولكنى لم أفعل . *فى الثمانينات من القرن الماضى اختارت الجماعة الإسلامية أفغانستان كبلد للهجرة والآن تختار تركيا .. هل تعكس هذه النقلة في الاختيار التطور الذي حدث فى فكر الجماعة الإسلامية ؟ **لكل وقت ظروفه الخاصة به فالهجرة إلى أفغانستان كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي حينها أما الآن فالجماعة تلعب دورا سياسيا هاما على الساحة المصرية وموقفها الرافض للانقلاب واضح لذا كان من الطبيعي أن تبحث عن مكان تستطيع من خلاله التعبير عن موقفها السياسي شأنها شأن أى حزب سياسي فى العالم يتعرض لما تعرضنا له فى مصر . *ولكن ما الدافع لاختيار تركيا بالذات كمنفي اختياري إن جاز التعبير رغم وجود أكثر من مقصد أخر يستطيع استقبالكم ؟ **تركيا دولة كبيرة ومؤثرة فى المنطقة كما أن لها موقف واضح ومحدد من الانقلاب العسكري فى مصر .. أضف إلى ذلك الموقف الإنسانى المسبق الذى وقفته تركيا مع الشعب السورى حيث منحت الدولة التركية اللاجئين السوريين وضعا متميزا على أراضيها لم يجدوه فى أي دولة عربية سوى مصر أيام حكم الرئيس مرسى .. كل هذه الأسباب دفعت إلى اختيار تركيا كمكان للهجرة المؤقتة ولا تنسى أن تركيا دولة مسلمة تربطها بمصر صلات تاريخية وروابط عقائدية وثقافية لا يمكن إنكارها . *هناك من يردد إن موقف الحكومة التركية الداعم لمرسى يعكس أردوغان الشخصي ولا يعبر عن المجتمع التركى فما تعليقكم ؟ ** أؤكد لك أن موقف أردوغان إنما هو انعكاس لموقف المجتمع التركى الرافض بشدة للانقلاب العسكري فى مصر وليس كما يقال ويشاع فى الإعلام المصري ففى أى فاعلية للتحالف الوطنى فى اسطنبول تجد تفاعلاً من الشعب التركي بكل فئاته غير عادى ومن المعتاد أن تجد شارة رابعة على السيارات الخاصة وعلى واجهة المحلات بل وتجد صورة الرئيس مرسى نفسه وإذا ما عرف الأتراك أنك مصري فإن أول سؤال يتم توجيهه إليك هو هل أنت مع مرسى أم ضده ؟!َ! *ما ذهبت يخالف ما نشرت أخبار في الفترة الأخيرة أنك معرض للطرد من تركيا ومعك القياديين في الجماعة إسلام الغمرى وممدوح علي يوسف ما مدى صحة هذه الأخبار ؟ -**هذه الأخبار عارية تماما من الصحة ونحن نتواجد بشكل قانوني وملتزمون بكل الأطر القانونية التى تحدد وتؤطر تواجد الأجانب على الأراضي التركية ونلقى معاملة كريمة وطيبة . **بمناسبة ذكر إسلام الغمرى وممدوح يوسف كيف خرج الاثنان من مصر ؟ - خرجا بشكل قانونى تماما عبر مطار القاهرة وأؤكد لك أنه لا صحة نهائيا عما تردد عن هروبهما أو خروجهما من مصر بصورة غير قانونية بل خرجا وفق الإجراءات المعتادة . *هل هناك ما يمنعكم من العودة لمصر مرة أخرى ؟ **سنعود لمصر فى الوقت الذى نراه مناسبا فليس هناك ما يمنعنا من العودة لا من الناحية القانونية ولا من الناحية السياسية ولكننا رأينا أنه من الأفضل لنا فى هذه الفترة أن نتواجد خارج مصر ؟ *ولكنكم أنتم الذين اخترتم ذلك الموقف وكان بوسعكم أن تفعلوا كما فعل حزب النور بتأييده لما حدث فى 3/7 وكنت ستمارسون أنشطتكم السياسية من داخل مصر بكل حرية . **أزيدك من الشعر بيتا لو أن الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية اتجها إلى تأييد ما حدث فى 3/7 لحصلا على أضعاف ما سيحصل عليه حزب النور لأسباب تاريخية وحركية . *إذن أين المشكلة لماذا اخترتم الشتات فى الأرض ولم تركنوا للقبول بالأمر الواقع ودعم خارطة الطريق ؟ **لو فعلت الجماعة الإسلامية ذلك لكانت كتبت نهايتها بيدها وسيكتب عنها التاريخ غدا عندما نرحل جميعاً أنها اختارت مصلحتها الشخصية والذاتية على مصلحة شعب بأكمله وأنها اشترت مصالح موهومة بحرية هذا الشعب وأنها خانت ثورة 25 يناير وخانت دماء الشهداء عندما تسكت على تأسيس حكم الطغيان والاستبداد مرة أخرى بل خانت الشريعة الإسلامية نفسها التي من أهم مقاصدها الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية . *ولكن الإخوان لم يعطوكم شيئاً خلال فترة حكمهم فلماذا تضحون بأنفسكم ومستقبلكم من أجل الوقوف معهم ؟ -**القضية أكبر من الإخوان المسلمين وأكبر من الرئيس مرسى القضية فى حقيقتها صراع بين مشروعين مشروع يريد التحرر والانخلاع من ربقة الاستعمار الذى مازال يكبلنا منذ معاهدة سايكس – بيكو مشروع يريد بناء دولة وطنية مستقلة تعتمد الإسلام كمرجعية عليا لها ويحقق العدالة والكرامة الإنسانية وبين مشروع آخر يريد استمرار دولة الظلم والطغيان وحماية الفساد وإبقاء كرامة الإنسان المصري مهدرة ومستباحة .. هذه هى حقيقة القضية وطبيعة الصراع ولكن البعض يريد حصره فى الإخوان لأسباب معروفة .. فالتزام الجماعة الإسلامية هنا التزام أخلاقي بامتياز تجاه الشعب المصرى وثورته . *ولكن البعض يقول إن موقف استمرار الجماعة الإسلامية فى التحالف هو موقف شخصى لمجلس الشورى ألزم به الجماعة كلها . -**هذا الكلام غير صحيح نهائيا بل هو قرار الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية والذي يجرى إعادة النظر فيه كل فترة .. وفى كل استطلاع جديد للرأي داخل الجمعية العمومية تأتى الموافقة بالأغلبية الساحقة تأييدا للاستمرار فى التحالف شريطة الالتزام بالسلمية وهذا الموقف الرائع من أعضاء الجمعية العمومية يقطع الطريق على أى حديث بفرض الرأي من قبل مجلس شورى الجماعة .