كتبت لويزا لوفيلوك أن إضرابا لعمال النقل في القاهرة هذا الأسبوع أدى لأن يقوم الجيش بإدارة الأتوبيسات وقيادة جنوده لها في زيهم العسكري ليحول بين المدينة والشلل "لتقليل معاناة المواطنين". وفي مقال على موقع كريستيان ساينس مونيتور، قالت الكاتبة إن نحو 100 ألف من العاملين، من بينهم عمال نسيج وأطباء وعمال جمع القمامة قاموا بالإضراب خلال العام الماضي وأغلبهم يطالب بحد أدنى للأجور. وتشير الكاتبة إلى أن الحركة العمالية في مصر تنامت قوتها، وأن إضرابا عاما في الأيام الأخيرة لثورة يناير 2011 عجل بنهاية مبارك بعد حكم استمر 30 عاما. وتنقل عن اقتصاديين رأيهم بأن نظام الحكم الذي سينتخب في الربيع المقبل -والذي من المنتظر أن يترأسه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي- ليس من المرجح أن يكون قادرا على تلبية المطالب المتزايدة وإنهاء الفساد والمحسوبية وانخفاض الأجور. وتقول الكاتبة إن موجة الإضرابات الأخيرة واحدة من الضغوط التي تتعرض لها مصر، وربما تكون ساهمت في الاستقالة الجماعية للحكومة المؤقتة هذا الأسبوع. وتنقل عن علي فتوح أحد قادة إضراب عمال النقل العام قوله "الحكومة لم تستقل، بل هربت...لقد وعدوا بأمور لم يتمكنوا من تحقيقها". وتشير الكاتبة لوعد لحكومة الببلاوي المستقيلة بإقرار حد أدنى للأجور، اقتصر تنفيذه فقط على نحو ثلث عمال القطاع العام والحكومة، بينما ظلت الغالبية العظمى من عمال مصر البالغ عددهم 27 مليون عامل، بعيدة عنه ومعظمهم يعملون في قطاعات اقتصادية غير رسمية. وتنقل كريستيان ساينس مونيتور عن فتوح أن أجر سائق الأتوبيس العام في القاهرة يبلغ نحو 600 جنيه، والحد الأدنى 1200. وتنقل عمن استفادوا من الحد الأدنى للأجور أنه في حد ذاته منخفض، وأنه طولب بهذا المبلغ عام 2008، ولم يتم رفعه رغم ارتفاع الأسعار،وتقول إن هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه الزيادة قابلة للاستمرار، مشيرة إلى اعتماد مخصصاتها في الميزانية بشكل كامل على مساعدات دول خليجية. وتشير الكاتبة لإحصائية لمركز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية تظهر أن الاحتجاجات والإضرابات في فترة حكم الرئيس السابق مرسي تضاعفت، وشملت في لحظة ما حتى إضرابا لممثلي أوبرا القاهرة. وتنقل عن مصطفى بسيوني المتخصص في الاقتصاد قوله إن "شكوى العمال تتزايد وعلى الأخص حين يرون أن الدولة تزيد المرتبات وبدل المخاطر لافراد الشرطة والجيش، وتتجاهل مطالب بقية السكان لرفع الأجور". وتنقل الكاتبة عن فتوح قوله "الجيش يحاول مساعدة الشعب وهي مهمة وطنية، لكني أود أن يساعدوا العمال ايضا". وتقول إن "أي محاولات للإصلاح في المستقبل سيحدها أيضا ضعف الاقتصاد، الذي يوشك على الغرق منذ 2011، وعملت الاضطرابات الفجائية المتقطعة على إفساد خطوات أولية لتعافيه".