يبدو أن عجلة الانتخابات الرئاسية بدأت فى الدوران، فما بين مرشح يحسم موقفه ويعلن صراحة عن نيته خوض الانتخابات، وآخر يتدلل على مؤيديه، وثالث يراقب عن بعد مترددًا، تتلخص قائمة المرشحين المحتملين، ووسط الترجيحات بحصر المنافسة بين مرشحين أو ثلاثة على الأكثر تتسرب معلومات حول احتمالية ظهور المرشح "المفاجأة" مثلما يسمونه، ورغم كل ذلك إلا أن جميعها لا تخرج عن نطاق الاحتمالات لجس نبض الشارع، بدورها تصر القوى السياسية على التمسك بموقفها فى انتظار إغلاق باب الترشح للإعلان عن مرشحها من بين الأسماء المطروحة. وعلمت "المصريون" من مصادر بحزب "النور" السلفي، أن الحزب بدأ التحرك الفعلي في رحلة اختيار المرشح المناسب، من خلال اتصالات واسعة مع المرشحين المحتملين لمعرفة رؤيتهم بخصوص المعايير الثمانية التى أعلنها الحزب لاختيار مرشحه. وأشارت إلى أن الاتصالات الحالية تجرى مع حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي المصري، وسامي عنان رئيس أركان حرب الجيش المصري السابق، باعتبار أنهما سياسيان سهل التواصل معهما، أما المشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة فيتم التواصل مع شخوص قريبين منهم ويتولون هم ملف ترشحه للرئاسة مثل بعض الإعلاميين والسياسيين القريبين منه. وأوضحت المصادر أن اتصالات "النور" تعد استماعًا أكثر منها طرحًا للأفكار، حيث إن المرشحين المحتلمين مطالبون بطرح رؤيتهم وكيفية حلهم للمشاكل التى يعانى منها المواطن، خاصة التى أعلن عنها الحزب فى بيانه الصحفى. وكان النور أصدر ثمانية معايير تعد الأسس التى يعتمدها فى اختيار مرشحه وتضم هذه المعايير مدى قدرته على تحقيق الوفاق الوطني وتمكين الشباب وحل أزمة الخدمات المتدنية ورؤيته بخصوص وضع مصر الدولي والمشهد الاقتصادي علاوة على رؤيته التشريعية وكيفية تنفيذ الدستور الجديد وموقفه من إيران "منبع التشيع" على حد وصف البيان. وقالت المصادر إن الاتصالات الحالية تدور حول موقف المرشحين من هذه المعايير الثمانية، بالإضافة إلى ملفين آخرين هما كيفية تعامل المرشح حال فوزه مع دول حوض النيل وسياساته تجاه الكيان الصهيوني ومعاهدة السلام. وكشفت أن الحزب أوكل إدارة الملف الرئاسي لأهميته إلى الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب والدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية لثقلهما وقدرتهما على تبادل الحديث مع المرشحين. من جانبه أكد طارق السهرى، رئيس الهيئة العليا لحزب "النور" ل"المصريون"، أن الحزب بدأ فى إجراء اتصالات لتحديد موقفه من المرشح الرئاسي، وأنها ستتوسع مع إعلان كل المرشحين عن موقفهم وغلق باب الترشح، على أن يقوم الحزب وقتها باتصالات علنية يطلع الرأي العام على نتائجها. وأشار إلى أن الحزب يقوم الفترة الحالية ببحث نقاط جديدة يمكن اختبار المرشحين فيها ومعرفة رؤيتهم بخصوص كيفية التعامل معها، مشددًا على أن المعايير قابلة للزيادة. وأكد أن تدعيم الحزب لأي مرشح سيكون إضافة له، في ظل الكتلة التصويتية التي استطاع الحزب حشدها فى التصويت ب "نعم" على الدستور، وأشار إلى أن "النور" لديه تحركات فى الشارع كفيلة بكسب كفة أي مرشح، وأنه قادر على الاحتكاك بالشارع أكثر من أى حزب آخر. ويضع "النور" وفقًا ل"السهرى" شروطًا يتعهد بها المرشح قبل تدعيمه وأبرزها موقفه من الشريعة الإسلامية والعلاقات مع الدولة الإيرانية، خاصة أن الحزب كان من أبرز الأحزاب المعارضة للعلاقات المصرية الإيرانية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.