أرسلت جماعة "الإخوان المسلمين"، إشارة طمأنة جديدة إلى المتخوفين من إمكانية صعودها إلى السلطة، بتأكيدها أنها لا تسعى للحصول على غالبية في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، بعد أن كانت نفت في وقت سابق اعتزامها الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي "نحن لا نتطلع للحصول على غالبية مقاعد البرلمان، وهذه رسالة إلى كل الأحزاب السياسية"، مضيفًا هذا ليس الوقت المناسب للمنافسة. من جانبه، قال محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، إن "الإخوان المسلمين لن يقدموا مرشحين عن كل المقاعد"، مؤكدًا أن الجماعة لا تسعى للإمساك بالسلطة. وكانت جماعة "الإخوان" – أكبر جماعات المعارضة في مصر – فازت حلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2005 بثمانية وثمانين مقعدا من إجمالي 444 مقعدا يمثلون عدد مقاعد البرلمان، لكنها انسحبت من الجولة الثانية للانتخابات التي جرت في أواخر نوفمبر الماضي، احتجاجا على عملية "التزوير". ولا يبدو أن الجماعة ستغير في إستراتيجتها بشأن التنافس على مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة، حتى بعد أن باتت لاعبا أساسيا في المشهد السياسي "رسميا"، وأصبح معترفا بها في أعقاب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حسني مبارك الذي كان لا يعترف بالجماعة ويصنفها على انها "محظورة" يذكر أن الجماعة التي لعبت دورا داعما ومساندا للثورة الشعبية شاركت في لجنة تعديل الدستور التي شكلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الثلاثاء من خلال المحامي صبحي صالح، وهو نائب سابق عن الجماعة. وأكد صالح أن التعديلات التي ستجريها اللجنة سيتم الاستفتاء عليها خلال شهرين بحسب ما تعهد به المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف: "سننهي التعديلات اللازمة خلال عشرة أيام، وسيجري الاستفتاء خلال شهرين"، مشيرًا إلى أن "الجيش تعهد بأن يجري الاستفتاء تحت إشراف الجيش والشرطة". من جهة أخرى، قلل مدير المخابرات القومية الأمريكية جيمس كلابر من أهمية موقف "الإخوان" تجاه معاهدة السلام التي أبرمتها مصر مع اسرائيل، قائلا إن الجماعة لا تؤيدها على الأرجح لكن وجهات نظرها غير موحدة وهي ليست إلا مجرد صوت واحد في النظام السياسي الناشيء في مصر. وأضاف كلابر أمام اللجنة الخاصة للمخابرات بمجلس الشيوخ "تقييمي هو أنهم لا يؤيدون المعاهدة"، موضحا يفا ان المخابرات الامريكية لا تعرف إلا القليل عن آراء "الإخوان" بشأن معاهدة السلام مع اسرائيل وتهريب السلاح الى الفلسطينيين في غزة من مصر. وقال إن "الإخوان" هم مجرد "صوت واحد في البيئة السياسية الناشئة" في مصر بعد تنحي الرئيس حسني مبارك الأسبوع الماضي، ووصف "الإخوان" بأنهم "تنظيم عالمي ضخم غير متجانس يختلف جدول أعماله وتأثيره من بلد الى آخر". وأشار إلى أن "به أيضا أجنحة مختلفة، بما في ذلك جناح محافظ يتعارض تفسيره للإسلام مع المشاركة الانتخابية الواسعة، وجناح أصغر سنا وأكثر ليبرالية وأكثر ميلا للعمل من خلال عملية سياسية علمانية". بدوره، أكد مدير وكالة المخابرات المركزية جون بانيتا أن الوكالة تراقب "الإخوان" عن كثب مع تشكل الوضع السياسي في مصر. وقال "من الواضح إنه في داخل الإخوان المسلمين عناصر متطرفة علينا أن ننتبه لها وهذا أمر نراقبه عن كثب لضمان ألا يقدروا على ممارسة تأثيرهم على توجهات الحكومات في تلك المنطقة".