هل تملك القدرة على الحب؟ إن أجبت بنعم فلتقل أولا ما هو الحب؟ ماهى هذه العاطفة التى يتكلم عنها الناس بحرص وحذر....... يتحاشون الحديث عنها كأنها حديث العار ......... أو كأنما هى العار نفسه ...... إن من العيب أن نتحدث عن الحب .... فما بالنا لو بحنا به .... إنه أشبه بالوقوع في الخطيئة العظمى... ويعود هذا إلى أننا نحيا فى مجتمع شرقى.. وليس مجتمعا اسلاميا..... لقد كان الإمام محمد عبده يقول إن ديننا دين الحب فلو ذكرت لأخيك ما يكره فقد بؤت بإثم... إن تعاليم الدين تخرج وتعود لتصب جميعها فى نهر واحد نهر يدعى .... الحب......... إن الحب هو أساس تعاليم الإسلام ،ومعلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من دعا الى الحب وحث عليه، ألم يقل عليه الصلاة والسلام ( إن أحبكم إلي .... أحاسنكم أخلاقا .....الموطئون أكنافا.... الذين يألفون ويؤلفون..... وإن أبغضكم إليَ المشاءون بالنميمة .... المفرقون بين الأحبة ... الملتمسون للبرآء العنت)؟ إن الحب هو أعظم مقدسات الحياة... فالحب يبدأ قبل الميلاد، تحب الأم وليدها الذى لم تره ... وتسقيه بالحب الكائن فى قلبها تجاه قطعة منها تمشى على الأرض ..... وهذا الميلاد ألم يكن سببه الأول هو الحب؟ ألم يقل عز من قائل: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ؟ فبدون المودة والرحمة لن تكون النفس من النفس، والمودة بلا حب مجرد شعور عادى لا يحمل أكثر من معناه الحرفى ...... إذن فالحياة تبدأ بالحب وتحيا به وتنتهى أيضا بالحب ... فلم ننكر الحب فى الحياة .... لِمَ ننفر من الحديث عن الحب ؟ لم نخاف أن نبوح بما نحمل فى مكنونات قلوبنا تجاه الناس. الحب ليس تلك العاطفة المحرمة إنه هو الحلال بعينه فقد قال الله فى محكم التنزيل :( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) . والحب هو زينة النفوس والقلوب وهبة الله لعباده ليتعارفوا ويتكاملوا ويتكاتفوا ليصلوا بالحياة إلى أسمى معانيها..... فَلِمَ نحرم الحلال؟ لم نلوم النفوس التى تحب ؟ إننا لكى نستطيع أن نحب ... يجب أن نحب فى البدء أنفسنا ......... إننا لا نعرف كيف نحب أنفسنا فحب النفس ليس معناه الأنانية ولكن معناه تكريم النفس أن ننأى بها أن تفعل ما يسئ إليها..... أليس أكثر ما يسوء النفس أن تبتعد عمن تحب.؟.. إن التخاصم بين القلوب هو أول الطريق لكراهية النفس وعندما يدخل البعد والتخاصم بين القلوب تبدأ النفوس فى التنافر وينزوى الحب فى ركن بعيد ويظهر أسوأ ما فى النفس ..... وعندها تكون كراهية النفس أمرا واقعا..... لو استطعنا أن نحب أنفسنا .... سنحب الحياة وعندما نحب الحياة سنقبل عليها بقلوب وعقول مفتوحة... سننهل من بحورها ونحيا فيها سعداء إن الحب والحياة وجهان لعملة واحدة فبدون الحب لا حياة...... والحياة بدون الحب هى الموت فإن أردت أن تحيا ..... فلتحب إن أكبر دليل على ان الحب هو أساس المجتمع المسلم قول الرسول الكريم: ( إنما الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها إختلف) فالأرواح بيد الخالق يوفقها الى من تألفه ويألفها.... فمن يحمل بين جنباته قلبا محبا يستطيع أن يفعل الكثير أن يحيا ........... ألسنا نصلى بالحب عندما نقف بين يدى الله...... ألا ندفع زكاتنا حبا فى إزالة آلام الناس ومعاناتهم أليس التبسم فى وجه الناس من الصدقات والبسمة لا تخرج إلا من قلب محب ..... ألسنا نصوم حبا فى الجنة ..... ونذهب الى مكة حبا فى لقاء الله ...... فأن كنت مسلما فأنت تملك القدرة على الحب .... أما أن كنت شرقيا فلتعتنق الإسلام دين ................الحب والان نعود إلى الاساس هل نملك القدرة على الحب؟